إزالة الغابات تزيد من مخاطر الإصابة بالملاريا

الناموس الناقل للملاريا
الناموس الناقل للملاريا
TT

إزالة الغابات تزيد من مخاطر الإصابة بالملاريا

الناموس الناقل للملاريا
الناموس الناقل للملاريا

يقدر الباحثون في جامعتي سيدني الأسترالية وساو باولو البرازيلية، أن 20 في المائة من مخاطر الإصابة بالملاريا تأتي من مناطق إزالة الغابات، وهو السلوك الذي يقبل عليه بعض المزارعين مدفوعين بالرغبة في استبدال المحاصيل الاقتصادية بأشجار الغابات، وفي مقدمتها البن.
وأظهرت الدراسات السابقة أن إزالة الغابات يمكن أن تزيد من انتقال الملاريا عن طريق خلق ظروف ينمو فيها البعوض، تتمثل في موائل أكثر دفئاً وعدد أقل من الحيوانات المفترسة، غير أن الدراسة التي نشرت أمس في دورية «نيتشر كومينيكيشن»، هي الأولى التي تربط الطلب العالمي على السلع التي تزيد من إزالة الغابات بزيادة مخاطر الإصابة بالملاريا.
واستقصى مؤلفو الدراسة الروابط بين الخطر المتزايد للملاريا في البلدان النامية، والمنتجات التي يطلبها المستهلكون من مناطق بعيدة عن تلك الدول، وذلك من خلال الربط الكمي بين حدوث حالات الإصابة بالملاريا وعدة عناصر بدأت بإزالة الغابات، ثم بالإنتاج الأولي للسلع الأساسية، الذي تم ربطه بعد ذلك بشبكات سلسلة التوريد العالمية، وفي النهاية بالطلب على السلع الاستهلاكية في جميع أنحاء العالم.
واستخدم الباحثون لإنجاز هذه المهمة تقنية تحليلية راسخة ومستخدمة على نطاق واسع، وهي تحليل المدخلات والمخرجات متعدد المناطق (MRIO).
ويقول د. مانفريد لينزن، من مركز تحليل الاستدامة المتكامل في كلية الفيزياء بجامعة سيدني، والباحث الرئيسي بالدراسة في تقرير نشرته جامعة سيدني بالتزامن مع نشر الدراسة: «ما توصلنا إليه من نتائج هدفه هو أن نكون أكثر مراعاةً لاستهلاكنا ومشترياتنا، وأن نتجنب الشراء من المصادر المتورطة في إزالة الغابات، لدعم التنمية المستدامة للأراضي في البلدان النامية، وذلك على غرار المبادرات التي انطلقت في بعض الأحيان لدفع المستهلكين إلى الإحجام عن شراء منتجات يستخدم منتجوها الأطفال في عملية الإنتاج».
ويشير الدكتور ليوناردو تشافيس، المؤلف المشارك بالدراسة، وهو باحث في قسم علم الأوبئة بكلية الصحة العامة بجامعة ساو باولو بالبرازيل، إلى أن النتائج تطرح أيضاً أهمية الآليات القانونية، التي يمكن أن تكون إجراءً جيداً لمكافحة الملاريا.
ولا تحظى التشريعات البيئية التي تلزم ملاك الأراضي في البرازيل بالحفاظ على نسبة من أراضيهم مزروعة بأشجار الغابات، غير أن نتائج الدراسة تؤكد أهمية هذه التشريعات. ويقول تشافيس: «إذا فقدنا هذه الأرض من أجل زراعة المحاصيل الاقتصادية وفي مقدمتها البن، فقد نزيد بشكل كبير من مخاطر الإصابة بالملاريا».


مقالات ذات صلة

أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ14 نوعاً مختلفاً من السرطان

صحتك استهلاك الأطعمة التي تحتوي على «أوميغا 3» و«أوميغا 6» مثل الأسماك الزيتية يقلل معدل خطر الإصابة بالسرطان (جمعية الصيادين الاسكوتلنديين)

أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ14 نوعاً مختلفاً من السرطان

وجدت دراسة أن استهلاك «أوميغا 3» و«أوميغا 6»، وهي الأحماض الدهنية التي توجد في الأطعمة النباتية والأسماك الزيتية، قد يؤثر على معدل خطر الإصابة بالسرطان.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

كشف أحد علماء الأعصاب أن الأشخاص الغاضبين أكثر ميلاً للنجاح، وقال الدكتور جاي ليشزينر إن الشعور بالغضب قد يكون «محركاً مهماً» للنجاح في العالم الحديث.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم صورة تحت المجهر الإلكتروني والتي قدمها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في عام 2024 لجزيئات فيروس جدري القردة باللون البرتقالي الموجودة داخل الخلايا المصابة باللون الأخضر (أ.ب)

كندا ترصد أول إصابة بسلالة فرعية من جدري القردة

أكدت وكالة الصحة العامة الكندية أمس (الجمعة) رصد أول حالة إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة في كندا لدى شخص في مانيتوبا.

«الشرق الأوسط» (مونتريال)
المشرق العربي فلسطيني يحمل طفلة صغيرة مصابة داخل مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة (أ.ف.ب)

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من توقف جميع مستشفيات القطاع عن العمل أو تقليص خدماتها خلال 48 ساعة بسبب نقص الوقود، إذ ترفض إسرائيل دخوله للقطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
صحتك سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

تعتمد الأوساط الطبية بالعموم في تحديد «مقدار وزن الجسم» على عدد الكيلوغرامات بوصفه «رقماً»

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)

طرد الطيور في مطار «أورلي الفرنسي» بالألعاب النارية

مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)
مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)
TT

طرد الطيور في مطار «أورلي الفرنسي» بالألعاب النارية

مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)
مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)

يستخدم فريق أساليب جديدة بينها الألعاب النارية ومجموعة أصوات لطرد الطيور من مطار أورلي الفرنسي لمنعها من التسبب بمشاكل وأعطال في الطائرات، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وتطلق كولين بليسي وهي تضع خوذة مانعة للضجيج ونظارات واقية وتحمل مسدساً، النار في الهواء، فيصدر صوت صفير ثم فرقعة، مما يؤدي إلى فرار الطيور الجارحة بعيداً عن المدرج. وتوضح "إنها ألعاب نارية. لم تُصنّع بهدف قتل الطيور بل لإحداث ضجيج" وإخافتها.
وتعمل بليسي كطاردة للطيور، وهي مهنة غير معروفة كثيراً لكنّها ضرورية في المطارات. ويقول المسؤول عن التنوع البيولوجي في أورلي سيلفان ليجال، في حديث إلى وكالة فرانس برس، إنّ "الاصطدام بالحيوانات هو ثاني أخطر احتمال لتعرّض الطائرة لحادثة كبيرة".
وللمطارات التي تطغى عليها الخرسانة، مناطق برية محمية ترمي إلى حماية الطيران، تبلغ في أورلي مثلاً 600 هكتار. وتضم هذه المناطق مجموعة من الحيوانات كالثعالب والأرانب وأنواع كثيرة من الطيور من البشلون الرمادي إلى زاغ الجيف.
ويوضح ليجال أنّ الاصطدام بالحيوانات قد "يُحدث أضراراً كبيرة للطائرة"، كتوقف المحرك في حال سحبت المحركات النفاثة الطائر، أو إصابة الطيارين إذا اصطدم الطائر بالزجاج الأمامي. إلا أنّ الحوادث الخطرة على غرار ما سُجل في نيويورك عام 2009 حين استدعى تصادم إحدى الطائرات بإوز هبوطها اضطرارياً، نادرة. وفي أورلي، شهد عدد الحوادث التي تتطلب وقف الإقلاع أو عودة الطائرة إلى المطار انخفاضاً إلى النصف منذ العام 2014.
ويعود سبب انخفاض هذه الحوادث إلى تطوّر مهارات طاردي الطيور الـ11 في أورلي. ويقول ليجال "كنّا نوظّف في الماضي صيادين، لأننا كنّا بحاجة إلى شخص يدرك كيفية حمل سلاح"، مضيفاً "كنا نعمل ضد الطبيعة".
إلا أنّ القوانين تغيّرت وكذلك العقليات، "فنعمل منذ العام 2014 لصالح الطبيعة"، إذ "بات السلاح حالياً آخر الحلول المُعتمدة".
ويضيف "نوظّف راهناً علماء بيئيين، لأننا نحتاج إلى أشخاص" يتمتعون بـ"مهارات علمية"، بهدف توسيع المساحات الخضراء للحد من وجود الطيور قرب المدارج. ويوضح أنّ "معلومات الخبراء عن الحياة البرية" تساهم في "تحديد الأنواع وسلوكها بصورة سريعة، وإيجاد الخطة الأنسب" في حال كان تخويف الحيوانات ضرورياً.