مصر تعلن أول حالة وفاة جراء «كورونا» لمواطن ألماني

نقل مصابي «بؤرة الباخرة» للحجر... وأجهزة جديدة للكشف

ازدحام خارج مقر الإدارة المركزية لمعامل وزارة الصحة في القاهرة أمس (إ.ب.أ)
ازدحام خارج مقر الإدارة المركزية لمعامل وزارة الصحة في القاهرة أمس (إ.ب.أ)
TT

مصر تعلن أول حالة وفاة جراء «كورونا» لمواطن ألماني

ازدحام خارج مقر الإدارة المركزية لمعامل وزارة الصحة في القاهرة أمس (إ.ب.أ)
ازدحام خارج مقر الإدارة المركزية لمعامل وزارة الصحة في القاهرة أمس (إ.ب.أ)

أعلنت وزارة الصحة والسكان المصرية، أمس، عن أول وفاة بفيروس «كورونا الجديد» (كوفيد - 19)، وهي لألماني الجنسية. وقال الدكتور خالد مجاهد، مستشار وزيرة الصحة والسكان لشؤون الإعلام، إن «المواطن الألماني يبلغ من العمر 60 عاماً، ظهرت عليه أعراض مرضية تتمثل في ارتفاع بدرجة الحرارة عند وصوله من محافظة الأقصر (جنوب مصر) إلى الغردقة، حيث توجه إلى مستشفى الغردقة العام مساء الجمعة الماضي لتلقي الرعاية الطبية، وتم إجراء الفحوصات اللازمة له وسحب العينة، والتي جاءت إيجابية لفيروس (كورونا الجديد)، وتم وضعه في الرعاية المركزة، نظراً لأنه يعاني من فشل تنفسي ناتج عن التهاب رئوي حاد. ورفض النقل إلى مستشفى العزل المخصص، ثم ساءت حالته، وحدث اضطراب في درجة وعيه، وتوفي أمس»، مشيراً إلى أنه على الفور قامت وزارة الصحة والسكان وفق إرشادات منظمة الصحة العالمية، باتخاذ كافة الإجراءات الوقائية اللازمة، كما تم تعقيم وتطهير المستشفى.
وأكد مجاهد أنه «تمت مخاطبة اللوائح الصحية بألمانيا للتقصي عن الحالة، وإمدادنا بالمعلومات»، لافتاً إلى أن «الحالة لم تمكث في مصر سوى 7 أيام».
من جهة أخرى، تابع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، مع الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان، أمس، موقف حالة التكدس التي شهدها محيط المعامل المركزية بوزارة الصحة بوسط العاصمة القاهرة، أمس، مع بدء إجراء تحاليل «كورونا» للراغبين من المصريين العاملين في البلدان التي تشترط إجراء التحليل. وجاء الاتصال الهاتفي بناء على تلقي منظومة الشكاوى الحكومية الموحدة بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، العديد من الشكاوى من مواطنين، لم يتمكنوا أمس من إجراء هذا التحليل نتيجة التكدس.
واتفق رئيس الوزراء مع وزيرة الصحة على «الإعلان عن آليات جديدة، ونظام مُيسر، يطبق من بعد غد (الأربعاء)، لإتاحة الفرصة لكافة الراغبين في إجراء تحليل (كورونا) بسهولة ويسر، بالنظر إلى اشتراطات البلدان الأخرى، وبما يخفف عنهم الأعباء ويساهم في تيسير أمورهم». وناشد رئيس الوزراء المصري، «المواطنين الراغبين في إجراء التحليل عدم التكدس»، مؤكداً أنه «سيتم تطبيق آلية واضحة تتيح إتمام التحاليل بسهولة ويسر، ودون زحام».
على صعيد متصل، جاء الإعلان عن اكتشاف بؤرة فيروسية داخل باخرة بالأقصر جنوب مصر، تسببت فيها سائحة أميركية من أصل تايواني، ليثير مخاوف حول كيفية تسرب المرض إلى الداخل رغم الاحتياطات الصحية في المطارات، وهو ما دعا اثنين من المحامين المصريين لإقامة دعوى قضائية تطالب بتعليق الدراسة. وعكست تعليقات المصريين على مواقع التواصل الاجتماعي حالة خوف من البؤرة المصابة، ما دفع الحكومة المصرية إلى إرسال رسائل طمأنة، تكللت أمس بالإعلان عن نقل كافة المصابين داخل هذه البؤرة بطائرة خاصة إلى الحجر الصحي بمدينة العلمين الجديدة في محافظة مطروح.
وأعلنت مصر الجمعة اكتشاف هذه البؤرة، وقال بيان لوزارة الصحة المصرية، إنه قد تم تشخيص 12 حالة جديدة بفيروس «كوفيد - 19» على إحدى البواخر النيلية القادمة من أسوان إلى الأقصر، ليثير ذلك حالة من الهلع، التي زادت بعد إعلان وزارة الصحة أول من أمس السبت أن العدد ارتفع إلى 45 شخصا، وهو ما دفع الحكومة لإرسال رسائل طمأنة عبر مؤتمر صحافي أقامه رئيس الوزراء المصري مدبولي، أكد فيه أنه قد تم اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة لمنع انتشار الفيروس من هذه البؤرة، كما أعلن إرسال وزراء الصحة والسياحة والطيران إلى الأقصر لمتابعة الوضع ميدانيا، ونقل كافة المصابين إلى مستشفى العزل الصحي بالعلمين الجديدة.
ورغم تأكيد الحكومة المصرية منذ بداية الإعلان عن فيروس كورونا الجديد أنها اتخذت كافة الإجراءات الوقائية بالمطارات والموانئ لمنع دخول الفيروس إلى مصر.
إلا أن هذه الحالات أثارت تساؤلا بين المصريين حول كيفية دخول الفيروس إلى مصر، لا سيما أن الإعلان الرسمي تضمن تأكيدا على أن مصدره سائحة أميركية.
ويجيب د.محمد أحمد، أستاذ الفيروسات بالمركز القومي للبحوث في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» عن هذا السؤال، بأن أجهزة الماسح الحراري المستخدمة في الحجر الصحي بالمطار، لا يمكنها كشف الفيروس، ما لم تظهر أعراض مرضية على الشخص. ويضيف أن «فترة حضانة الفيروس تمتد إلى 14 يوما. وخلال تلك الفترة، قد لا تظهر أي أعراض على الشخص، ومن ثم فإن أجهزة الماسح الحراري لن تكتشف الفيروس».
وتجاوبت الحكومة المصرية بدورها مع هذا التخوف، وأعلنت وزيرة الصحة هالة زايد في تصريحات صحافية أنه بداية من غد الثلاثاء، سيتم توزيع جهاز كاشف لفيروس كورونا بجميع المطارات خلال 30 دقيقة فقط، وقالت إن هناك 250 ألف كاشف سيتم استيرادها وتوزيعها بمختلف المطارات على مستوى الجمهورية.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.