عزل 16 مليون إيطالي بعد تجاوز الإصابات 7000

مقاعد فارغة أمام شاشتين تبثّان عظة البابا فرنسيس في ساحة القديس بطرس أمس (إ.ب.أ)
مقاعد فارغة أمام شاشتين تبثّان عظة البابا فرنسيس في ساحة القديس بطرس أمس (إ.ب.أ)
TT

عزل 16 مليون إيطالي بعد تجاوز الإصابات 7000

مقاعد فارغة أمام شاشتين تبثّان عظة البابا فرنسيس في ساحة القديس بطرس أمس (إ.ب.أ)
مقاعد فارغة أمام شاشتين تبثّان عظة البابا فرنسيس في ساحة القديس بطرس أمس (إ.ب.أ)

أفاقت إيطاليا، أمس (الأحد)، على كابوس كانت تجهد منذ أسبوعين لإبعاده عن المشهد القاتم الذي يخيّم عليها، منذ أن بدأ فيروس كورونا الجديد «كوفيد 19» يتفشّى بسرعة في محركها الاقتصادي والصناعي، ويتمدد في بقيّة أنحاء البلاد، ما دفع بالحكومة إلى إصدار مرسوم يقضي بعزل كامل إقليم «لومبارديّا» و14 محافظة يعيش فيها أكثر من 16 مليون شخص لفترة 3 أسابيع قابلة للتمديد.
وبعد أن كان مقرراً إعلان المرسوم وتفاصيله صباح اليوم (الاثنين)، اضطر رئيس الوزراء جيوزيبي كونتي أن يخاطب مواطنيه في الثانية من فجر أمس، بعد أن دبّ الهلع في مدن الشمال، خاصة ميلانو التي هرع كثيرون فيها إلى محطات القطار لمغادرتها، إثر التسريبات التي بثّتها وسائل الإعلام عن تدابير منع الخروج منها إلا في حالات استثنائية.
ويقضي المرسوم بعدم جواز مغادرة «المنطقة الحمراء» الجديدة التي تغطّي مناطق الشمال الإيطالي بكاملها، وتكليف أجهزة الأمن والجيش بمراقبة نقاط العبور، وفرض غرامات على المخالفين وعقوبات تصل إلى السجن. كما ينصّ المرسوم على تمديد فترة إقفال المدارس والجامعات حتى الثالث من الشهر المقبل، ووقف أنشطة النوادي والمسابح ومراكز الترفيه ودور السينما والمسارح والمراكز الثقافية ومنع التجمعات في الأماكن العامة والسماح للمراكز التجارية بمزاولة نشاطها من الاثنين إلى الجمعة، وفرضت وجود مسافة لا تقلّ عن المتر بين زبائن المقاهي والمطاعم، وإقفالها في حال المخالفة.
ودعت الحكومة المواطنين في بقيّة أنحاء البلاد إلى التقيّد بهذه الإجراءات أسوة بمناطق الشمال التي احتجّ بعضها على صرامتها، مشكّكاً بفعاليتها، وقررت إبقاء المدارس والجامعات مقفلة خارج الشمال حتى الخامس عشر من الشهر الحالي.
وكانت وتيرة انتشار الفيروس في إيطاليا قد تسارعت بشكل كبير في الأيام الأخيرة حتى تجاوز عدد الإصابات 7300. وارتفع عدد الوفّيات إلى 366 مساء أمس (الأحد). وقبل ذلك، بلغ عدد الإصابات الجديدة 1145 في يوم واحد بين الجمعة والسبت الماضيين، ما أطلق صفّارات الإنذار في المستشفيات ومراكز العناية الصحية، خاصة في وحدات العناية الفائقة التي قال رئيس إقليم لومبارديّا إنها أوشكت على بلوغ أقصى درجات قدرتها الاستيعابية.
ومن الإجراءات التي تضمّنها المرسوم الحكومي الذي أعلن حالة الطوارئ الوطنية في جميع أنحاء البلاد، البروتوكول الصحّي الذي يطبّق عادة في حالات الحرب، والذي يقضي بإعطاء أولوية العلاج والعناية بين المصابين للأصغر سنّاً والأوفر قدرة على التجاوب والتماثل للشفاء.
وفيما كانت بعض المناطق الشمالية تحتجّ على المبالغة في تدابير العزل وما تستتبعه من إجراءات، انتشر القلق في المناطق الجنوبية التي ما زالت نسبة الإصابات فيها متدنية، مقارنة بمقاطعات الشمال، بعد أن بدأت تشهد نزوحاً كبيراً نحوها، خاصة من الطلاب والعمّال أبناء الجنوب الذين يدرسون أو يقيمون في المنطقة المعزولة.
وفي ميلانو بدت شوارع المدينة خالية من السيارات أمس (الأحد)، بينما كانت روما تشهد حركة خفيفة جداً وسط شلل في الحركة التجارية والسياحية. وللمرة الأولى منذ جلوسه في السدّة الرسولية لم يظهر البابا فرنسيس ظهر أمس كالمعتاد من نافذة مكتبه لتحيّة المحتشدين في ساحة القديس بطرس الذين تابعوا عظته عبر شاشات ضخمة كانت تنقل كلمته التي ألقاها من مكتبة الفاتيكان. وكانت الحكومة قد منعت أيضاً التجمعات في المآتم والأعراس وفرضت إجراءها بحضور عدد محدود من المشاركين.
وبعد أن ألغت شركات طيران كثيرة رحلاتها إلى مدن الشمال الإيطالي، اضطرت شركة «أليطاليا» إلى إلغاء 35 في المائة من رحلاتها الداخلية والخارجية بعد التراجع الكبير في عدد الركّاب. وفيما تنظر دول أوروبية عدة في إخضاع الوافدين إليها من إيطاليا لإجراءات صارمة، دعا رئيس الوزراء التشيكي أندريه بابيس الحكومة الإيطالية أمس إلى منع السفر من إيطاليا إلى الخارج، تحاشياً لنشر الفيروس على نطاق أوسع في أوروبا.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.