عاصفة «كوفيد ـ 19» تضرب المصارف الألمانية

بدّدت خطط الإنعاش التي كانت مقررة

ضربت عاصفة «كورونا» مصرف «دويتشه بنك» العملاق في وقت يعاني فيه من خسائر ثقيلة المعيار (رويترز)
ضربت عاصفة «كورونا» مصرف «دويتشه بنك» العملاق في وقت يعاني فيه من خسائر ثقيلة المعيار (رويترز)
TT

عاصفة «كوفيد ـ 19» تضرب المصارف الألمانية

ضربت عاصفة «كورونا» مصرف «دويتشه بنك» العملاق في وقت يعاني فيه من خسائر ثقيلة المعيار (رويترز)
ضربت عاصفة «كورونا» مصرف «دويتشه بنك» العملاق في وقت يعاني فيه من خسائر ثقيلة المعيار (رويترز)

قبل بضعة أسابيع فقط ساد جو من التفاؤل مصارف ألمانيا الكبرى، التي تحدث مديروها عن تحسّن تدريجي في التجارة المصرفية الوطنية، لكن سرعان ما أطاح فيروس «كورونا» بموجة التفاؤل هذه. فالعاصفة الفيروسية دمّرت، في أيام معدودة، كل ما بنته المصارف الألمانية من إجراءات طارئة، في عام 2019، لإعادة إنعاش أنشطتها المتعثّرة.
ومن وجهة نظر الخبراء الألمان في العاصمة برلين، تتوسّع الأزمة التي ولّدها فيروس «كورونا»، حول العالم، كرقعة الزيت. فالبورصات، مثلاً، لم تعد قادرة على الوقوف على أرجل التوازن المالي اليومي كما يجب، ما يحض مئات الشركات الألمانية بأحجامها كافة على الاستعداد لموجة ركود اقتصادي قاتم يُضاف فيروس «كورونا» إلى آخر حلقاته.
يقول الخبير فيليب هاسلر من شركة الوساطات المالية «بروكر باريتو سيكيوريتيز»، إن عاصفة فيروس «كورونا» ضربت مصرف «دويتشه بنك» العملاق، في وقت غير مناسب على الإطلاق. فالأخير عانى من خسائر ثقيلة المعيار تُقدّر بمئات مليارات اليورو. وبعد وضع إدارته خطة لإنعاش العلاقة مع العملاء والشركات المُتعاملة مع المصرف، «ها هي اليوم تقف أمام مفترق طريق مصيره الفشل ما لم تجد الحل البديل». من جانبه، يعمل مصرف «كوميرتس بنك» على تغيير سياساته الائتمانية في الأسواق المحلية والخارجية، لا سيما الأسس التي تنظم أسلوب دراسة ومنح التسهيلات الائتمانية وأنواع الأنشطة الاقتصادية التي يمكن تمويلها وكيفية تقدير مبالغ وأنواع التسهيلات وآجالها وشروطها الرئيسية.
ويضيف الخبير أن فيروس «كورونا» اقتحم ألمانيا لينضم لأزمة اقتصادية جدية ستجعل مصرفي «دويتشه بنك» و«كوميرتس بنك» العملاقين، اللذين يعانيان من تآكل لافت في حجم العائدات، أمام حائط شبه مسدود.
ويختم: «قبل تفشي فيروس (كورونا) في دولٍ عدّة حول العالم كانت تجارة الأسهم والسندات لدى المصارف الألمانية تسير على الدرب الصحيح. وكان من المتوقع أن يرسو مردودها لصالح المصارف الألمانية عند 2% على الأقل حتى عام 2022، أما اليوم، فتعيش المصارف الأوروبية عموماً حالة من الترقّب والانتظار لترى كيفية تفاعل الأسواق المالية الآسيوية، أولاً مع الأزمة الاقتصادية الموازية والمفاجئة التي تحمل بصمات فيروس (كورونا)».
في سياق متصل، يقول إدغار فالك، المدير المالي في مصرف «ميتسلر» الخاص، إنّ مؤشر «داكس 30» الألماني خسر أكثر من 12% من قيمته منذ بداية تفشّي فيرس «كورونا المستجد» حول العالم. في موازاة ذلك، خسر سهما مصرفي «دويتشه بنك» و«كوميرتس بنك» نحو 20% من قيمتهما. وفي الوقت الحاضر، يرسو سعر سهم «دويتشه بنك» عند 7.20 يورو تقريباً وسهم «كوميرتس بنك» عند نحو 4.80 يورو.
ويضيف فالك أن عدة مصارف مركزية قد تعتمد على تخفيض أسعار الفائدة إلى حد أبعد. واليوم، من الصعب التنبؤ بمدى خطورة فيروس «كورونا» على البورصات وأسواق الائتمان. وعلى الصعيد الألماني، ستكون الشركات المُصدّرة الأكثر انكشافاً عليه إلى جانب الشركات الغارقة في ديون قد تعجز عن تسديدها من جراء التراجع الحاد في حجم أعمالها وعائداتها. علماً بأن العلاقة التي تربط الشركات الألمانية المُصدّرة بالصين وطيدة. وما يحصل اليوم داخل المحرّك الاقتصادي الصيني مقلق للغاية إثر دخوله مرحلة الشلل التي يأمل الجميع أن تكون مؤقتة.
ويختم: «قد تلجأ مصارف ألمانيا إلى رفع رسملتها على المدى القصير. وهذه خطوة تثير مخاوف المستثمرين. عادةً تعوّل المصارف على رفع رسملتها لمواجهة الأزمات الاقتصادية. في الأعوام السابقة، مثلاً، عمل مصرف (دويتشه بنك) على رفع رسملته 30 مليار يورو. وفي أثناء الأزمة المالية عام 2008 استفاد مصرف (كوميرتس بنك) من تسهيلات ضريبية استثنائية لرفع رسملته. علماً بأن الحكومة الألمانية هي أكبر حامل أسهم داخله وتمتلك 15.6% من أسهمه».


مقالات ذات صلة

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أوروبا روسيا تعتزم تنظيم أكبر احتفال في تاريخها بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية (رويترز)

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أعلنت روسيا اليوم (الثلاثاء) أنها تعتزم تنظيم «أكبر احتفال في تاريخها» بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، في سياق تمجيد القيم الوطنية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية «لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

«لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

مطلع العقد السادس من القرن الماضي شهدت أميركا اللاتينية، بالتزامن مع انتشار حركات التحرر التي توّجها انتصار الثورة الكوبية.

شوقي الريّس (هافانا)
أوروبا رجل يلتقط صورة تذكارية مع ملصق يحمل صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقول: «لماذا نريد مثل هذا العالم إذا لم تكن روسيا موجودة فيه؟» (رويترز)

«فليحفظ الرب القيصر»... مؤيدون يهنئون بوتين بعيد ميلاده الثاني والسبعين

وصف بعض المؤيدين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ«القيصر»، في عيد ميلاده الثاني والسبعين، الاثنين، وقالوا إنه أعاد لروسيا وضعها، وسينتصر على الغرب بحرب أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم جندي أوكراني يجلس داخل دبابة ألمانية الصنع من نوع «ليوبارد 2 إيه 5» بالقرب من خط المواجهة (أ.ف.ب)

هل انتهى عصر الدبابات «ملكة المعارك» لصالح الطائرات المسيّرة؟

رغم أن الدبابات ساعدت أوكرانيا في التقدم داخل روسيا، تعيد الجيوش التفكير في كيفية صنع ونشر هذه الآليات القوية بعد أدائها المتواضع خلال الفترة الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا بوتين يتحدث مع طلاب مدرسة في جمهورية توفا الروسية الاثنين (إ.ب.أ) play-circle 00:45

بوتين يتوعد الأوكرانيين في كورسك ويشدد على استمرار الحرب حتى تحقيق أهدافها

شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن الهجوم الأوكراني في كورسك لن يوقف تقدم جيشه في منطقة دونباس، متعهداً بمواصلة العمليات الحربية حتى تحقيق أهداف بلاده.

رائد جبر (موسكو)

«الرسوم الجمركية» تهبط بالدولار

دولارات أميركية وعملات أخرى في صندوق تبرعات بمطار بيرسون الدولي بتورنتو (رويترز)
دولارات أميركية وعملات أخرى في صندوق تبرعات بمطار بيرسون الدولي بتورنتو (رويترز)
TT

«الرسوم الجمركية» تهبط بالدولار

دولارات أميركية وعملات أخرى في صندوق تبرعات بمطار بيرسون الدولي بتورنتو (رويترز)
دولارات أميركية وعملات أخرى في صندوق تبرعات بمطار بيرسون الدولي بتورنتو (رويترز)

هبط الدولار مقابل عملات رئيسة أخرى، الأربعاء، إلى أدنى مستوى في أسبوع وسط ازدياد حذر المتعاملين تجاه تعهدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية، بينما يعيدون ترتيب الاستثمارات في محافظهم قبل نهاية الشهر.

وسيراقب المتداولون عن كثب بيانات أميركية، من بينها مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي المقرر صدوره في وقت لاحق من اليوم قبل إغلاق الأسواق بمناسبة عطلة عيد الشكر الخميس.

وتعهد ترمب، يوم الاثنين، بفرض رسوم جمركية كبيرة على كندا والمكسيك والصين، أكبر ثلاثة شركاء تجاريين للولايات المتحدة، مما أثار توتر المستثمرين.

وقال محللون إن مخاطر التضخم من شأنها أن تمنع ترمب من فرض تدابير قد تتسبب في اضطرابات.

وانخفض مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل ست عملات رئيسة، بما يعادل 0.35 في المائة إلى 106.53 نقطة، بعد أن وصل إلى 106.33 نقطة في أدنى مستوى له منذ 20 نوفمبر (تشرين الثاني). وارتفع المؤشر بنحو 30 في المائة منذ السادس من نوفمبر، وهو اليوم التالي للانتخابات الأميركية.

وتفوق الين على الدولار، بدعم من تنامي الرهانات على رفع أسعار الفائدة في اليابان في ديسمبر (كانون الأول)، وتعديل المراكز الاستثمارية.

وارتفع الين 0.9 في المائة مقابل الدولار إلى 151.42 وهو أعلى مستوى له منذ السادس من نوفمبر.

وارتفع اليوان في التعاملات الخارجية 0.06 في المائة إلى 7.2546 بعد أن وصل إلى 7.2730 يوم الاثنين، وهو أدنى مستوى له منذ نهاية يوليو (تموز).

ودخل وقف إطلاق النار بين إسرائيل وجماعة «حزب الله» اللبنانية حيز التنفيذ في الساعة الرابعة من صباح الأربعاء بالتوقيت المحلي (02:00 بتوقيت غرينيتش).

وارتفع اليورو 0.20 في المائة إلى 1.0510 دولار، في حين ارتفع الجنيه الإسترليني 0.15 في المائة مقابل العملة الأميركية إلى 1.2590 دولار.

ومقابل نظيره الكندي، ارتفع الدولار الأميركي 0.15 في المائة إلى 1.40755 دولار كندي، بعد أن لامس أعلى مستوى له في أربعة أعوام ونصف العام عند 1.4178 دولار في جلسة الثلاثاء.

وظل الدولار بعيداً عن ذروة الثلاثاء مقابل البيزو المكسيكي بعد أن لامس أعلى مستوياته منذ يوليو 2022 في الجلسة السابقة، وارتفع في أحدث التداولات 0.05 في المائة.

وبلغ الدولار الأسترالي 0.6486 دولار، بارتفاع 0.23 في المائة بعد أن ظل التضخم في أسعار المستهلكين في أستراليا عند أدنى مستوى في ثلاث سنوات في أكتوبر (تشرين الأول).

وعلى صعيد العملات المشفرة، ارتفعت البتكوين 2 في المائة إلى 93444 دولاراً، وهو ما يقل كثيراً عن المستوى القياسي المرتفع البالغ 99830 دولاراً، الذي سجلته في مطلع الأسبوع. وشهدت البتكوين عمليات جني أرباح قبل وصولها إلى حاجز 100 ألف دولار الرمزي.