ساماتا: أول تنزاني يحترف في إنجلترا ويسجل في نهائي كأس الرابطة

أعرب عن إعجابه ببيكام وهاري كين ويأمل السير على خطى العاجي دروغبا

ساماتا يسجل «طائرا» في مرمى سيتي أول هدف له وللاعب تنزاني في بطولة إنجليزية (رويترز)
ساماتا يسجل «طائرا» في مرمى سيتي أول هدف له وللاعب تنزاني في بطولة إنجليزية (رويترز)
TT

ساماتا: أول تنزاني يحترف في إنجلترا ويسجل في نهائي كأس الرابطة

ساماتا يسجل «طائرا» في مرمى سيتي أول هدف له وللاعب تنزاني في بطولة إنجليزية (رويترز)
ساماتا يسجل «طائرا» في مرمى سيتي أول هدف له وللاعب تنزاني في بطولة إنجليزية (رويترز)

خسر أستون فيلا المباراة النهائية لكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة أمام مانشستر سيتي بهدفين مقابل هدف وحيد. وسجل هدف أستون فيلا اللاعب التنزاني مبوانا ساماتا، الذي وجد أكثر من 10 أشخاص من أفراد أسرته في ملعب ويمبلي الشهير، كما كان الملايين من مواطنيه في تنزانيا يتابعون المباراة بشغف شديد من أجله في المقام الأول. وكان الجمهور في كل مكان، بدءا من برمنغهام وصولا إلى شرق أفريقيا، يضع آمالا عريضة على هذا اللاعب البالغ من العمر 27 عاماً لقيادة أستون فيلا لحصد لقب هذه البطولة، لكن الإسباني جوسيب غوارديولا ولاعبيه كان لهم رأي آخر.
يقول ساماتا إنه دائماً ما يريد أن يكون شخصاً يمكن أن يعتمد عليه الناس. في البداية، كان يريد أن يكون جنديا لأن والده شرطي، ويقول عن ذلك: «كنت أريد أن أكون جنديا لكي أعمل من أجل الناس فقط، وكنت أريدهم أن ينظروا لي ويقولون: إننا نشعر بالأمان بسببه». لكنه حقق إنجازا كبيرا عندما انتقل إلى أستون فيلا في فترة الانتقالات الشتوية الماضية مقابل 8.5 مليون جنيه إسترليني قادما من نادي جنك البلجيكي، ليصبح أول تنزاني يلعب في الدوري الإنجليزي الممتاز، والمهاجم الذي كان أستون فيلا يعول عليه كثيرا للحصول على أول لقب منذ عام 1996. من المؤكد أن أستون فيلا قد دخل المباراة النهائية لكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة أمام مانشستر سيتي وهو الأقل حظا لتحقيق الفوز، لكن هذا الأمر لم يكن يعني شيئا لساماتا، الذي يمتلك موهبة كبيرة وقوة إرادة هائلة، وقد حقق إنجازا شخصيا كونه أول تنزاني يسجل هدفا في البطولات الإنجليزية وفي مرمى سيتي بالذات 1 - 2. وخامس لاعب أفريقي يسجل في نهائي كأس الرابطة بعد العاجيين ديدييه دروغبا ويايا توريه والكاميروني جوزف ديزيريه جوب والنيجيري أوبافيمي مارتينز.
ولد ساماتا في أسرة مكونة من سبعة أطفال، وكان هو ثاني أصغر أفراد الأسرة.
كان يمارس كرة القدم لساعات طويلة، لكن عندما بلغ السابعة عشرة من عمره أدرك أنه ربما يتعين عليه التوقف عن اللعب، مثل أشقائه، من أجل الحصول على وظيفة مناسبة. وكان ساماتا يفكر في الالتحاق بالجيش، رغم أن قدراته الرائعة في لعبة كرة القدم قد جذبت أنظار رئيس النادي المحلي في منطقة مباغالا، التابعة للعاصمة التنزانية دار السلام التي نشأ بها. وبالفعل، انضم ساماتا لنادي مباغالا الذي كان يلعب في دوري الدرجة الثانية، لكنه كان يلعب بدون مقابل ولا يحصل على أي أموال.
يتذكر ساماتا ذلك قائلا: «كنت ألعب كرة القدم، لكنني لم أكن أفكر حقا في أن هذه اللعبة ستأخذني إلى مكان ما. لقد لعبت لمدة عامين تقريبا في دوري الدرجة الثانية، ثم استحوذت شركة تسمى «محمد إنتربرايزز» على النادي وغيرت اسمه إلى «أفريكان ليون»، لأنهم كانوا يعتقدون أن هذا الفريق سيتمكن من اللعب في الدوري الممتاز. وعندما اشترت الشركة هذا النادي، بدأت في صرف رواتب للاعبين، وكان هذا هو الوقت الذي بدأت أقول فيه لنفسي إنه يمكن التعامل مع هذا الأمر بشكل جاد. لقد كنا نحصل على ما يعادل ما يتراوح بين 40 أو 50 جنيها إسترلينيا في الشهر، لكنني كنت أقول لنفسي: إذا كنت تحصل على راتب، فهذا يعني أنه عمل حقيقي، وبالتالي يمكن أن تكون كرة القدم هي عملي، لذا دعونا نرى إلى أين سيأخذنا هذا الطريق».
وسرعان ما أخذه هذا الطريق للانضمام إلى أكبر ناد في تنزانيا، وهو نادي سيمبا، الذي سجل معه 13 هدفاً في 25 مباراة، بما في ذلك هدف واحد في دوري أبطال أفريقيا في مرمى مازيمبي الكونغولي، الذي سرعان ما أبدى اهتماما كبيرا بضمه. وبعد ذلك، غادر ساماتا مسقط رأسه لينضم بالفعل إلى مازيمبي الكونغولي في عام 2011. حيث كانت التوقعات مرتفعة للغاية بشأن مستقبله مع هذا الفريق. يقول ساماتا: «قبل أن يتعاقد نادي مازيمبي معي، كان الفريق قد وصل إلى المباراة النهائية لكأس العالم للأندية ولعب أمام إنتر ميلان الإيطالي، لذلك كان جميع لاعبي الفريق معروفين تماما في أنحاء قارة أفريقيا، أما أنا فكنت مجرد لاعب صغير قادم من تنزانيا. وبالتالي، كانت الأمور صعبة للغاية بالنسبة لي، لكنني أعتقد أن الإمكانيات التي لدي قد سهلت الأمور كثيرا، لأنني نجحت في تسجيل هدف في أول مباراة لي مع الفريق». وبعد ذلك، باع مازيمبي مهاجمه الأساسي، أليان كالويتوكا، لأحد الأندية القطرية، ليجد ساماتا الفرصة سانحة تماما لقيادة خط هجوم الفريق.
يقول ساماتا عن ذلك: «لقد كنت محبوبا من زملائي اللاعبين ومن جمهور النادي أيضا، وكان الجمهور يريد أن يراني في الملعب دائما، لأنني كنت أتميز بالسرعة والقدرة على تسجيل الأهداف». وقاد ساماتا نادي مازيمبي للحصول على لقب الدوري الكونغولي أربع مرات متتالية، والحصول على لقب دوري أبطال أفريقيا عام 2015، كما نجح في هز الشباك في مباراتي الذهاب والعودة بالدور النهائي للبطولة الأقوى في القارة السمراء. يقول ساماتا: «كنت أعلم أن الفريق كان ينظر إلي ويقول: هذا هو أهم لاعب لدينا، وسوف يفعل شيئا لمساعدتنا على تحقيق الفوز. لذلك لم أكن أشعر بأي ضغوط على كاهلي وأنا أسجل هدفا من ركلة جزاء في المباراة النهائية لدوري أبطال أفريقيا». لكن الضغوط تزايدت على ساماتا عندما انضم إلى نادي جنك البلجيكي في يناير (كانون الثاني) 2016.
يقول ساماتا: «عندما انتقلت إلى بلجيكا، أدركت على الفور أن اللعب في أفريقيا كان سهلاً بعض الشيء، نظرا لأن اللعب في أوروبا يتسم بالقوة الشديدة، كما أن المدافعين يتدخلون عليك بكل قوة ويدفعونك بشكل مستمر. عندما كنت ألعب بأفريقيا كان يمكنني المشاركة في المباريات حتى لو لم أكن جاهزا بنسبة 100 في المائة، لكن في بلجيكا إذا لم تكن جاهزا بنسبة 100 في المائة فلا يمكنك المشاركة على الإطلاق لأنك ستظهر بشكل سيئ في هذه الحالة. لقد قلت لنفسي إنه يتعين علي أن أتطور كثيرا، لأنني لم أكن أريد أن أفضل هناك». ويشير ساماتا إلى أن الأمر قد استغرق ستة أشهر لكي يتكيف مع أجواء اللعب في بلجيكا، لكنه بعد ذلك تألق بشكل لافت للأنظار. وساعد ساماتا نادي جنك، بأهدافه الحاسمة، على الفوز بلقب الدوري البلجيكي الممتاز عام 2019. وقدم مستويات رائعة جعلت مسؤولي نادي أستون فيلا يقتنعون بأنه قادر على قيادة خط هجوم الفريق في حال الانضمام إليهم، خاصة بعد تعرض المهاجم الأساسي لأستون فيلا، ويسلي، للإصابة.
يقول ساماتا إنه لم يسمع عن اهتمام أستون فيلا بالحصول على خدماته إلا قبل يومين فقط من إتمام الصفقة، ويضيف: «كنت دائما أحلم باللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز، خاصة أننا في تنزانيا نفضل متابعة الدوري الإنجليزي على أي مسابقة أخرى. كنت أعشق مانشستر يونايتد بسبب حبي لديفيد بيكام. ثم جاء كريستيانو رونالدو، لكنني كنت أفضل النجم الفرنسي تييري هنري، لأنني كنت أحب الطريقة التي كان يلعب بها. لكنني كنت أكثر متابعة للنجم الإيفواري ديديه دروغبا، وكنت أريد أن ألعب مثله، وكنت أقلده في طريقة ركضه وفي العديد من الأشياء الأخرى».
وكانت أول مباراة يلعبها ساماتا مع أستون فيلا في الدور نصف النهائي لكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، والتي انتهت بالفوز على ليستر سيتي 2-1. يقول ساماتا: «منذ أن انضممت لتدريبات الفريق للمرة الأولى، كنت أقول لنفس إنه إذا كان يتعين علي أن أكون جاهزا بنسبة 100 في المائة في بلجيكا، فيتعين علي أن أكون جاهزا هنا بنسبة 200 في المائة. الأمر ليس سهلا هنا على الإطلاق، وكان زملائي يسبقونني في الركض أثناء التدريبات في كل مرة، ولم أتمكن من التفوق عليهم، لكنني كنت أقول في نفسي إنني سأتفوق عليهم قريبا، رغم أنني أعرف صعوبة ذلك».
ونجح ساماتا في هز الشباك في المباراة التالية، وكان هدفه في مرمى بورنموث، في المباراة التي انتهت بهزيمة أستون فيلا بهدفين مقابل هدف، وهو أول هدف يسجله أستون فيلا من ضربة رأس خلال الموسم الجاري. وشعر ساماتا بسعادة غامرة بعد تسجيله هذه الهدف، خاصة أن اللعب بالرأس يعد إحدى نقاط القوة الأساسية في أدائه. ورغم ذلك، لا يزال المهاجم التنزاني لا يشعر بالرضا عن أدائه، ويقول عن ذلك: «عندما تنتهي المباراة، أعود إلى المنزل وأقوم بتحليل ما حدث، وأسأل نفسي: ما الذي فعلته في تلك المباراة؟ وما هي الأمور التي يجب أن أعمل على تحسينها؟ أعلم أنه يتعين علي أن أتحسن في العديد من الأشياء. وإذا نجحت في تطوير أدائي بنسبة 10 في المائة، فإنني أعمل بعد ذلك على زيادة النسبة إلى 20 في المائة، وهكذا. إنني أفكر دائما في كيفية التمركز في أفضل مكان داخل الملعب وفي الكيفية التي يمكنني من خلالها مساعدة زملائي في الفريق على تمرير الكرة لي سهولة، كما أفكر في كيفية استغلال المساحات الموجودة داخل الملعب».
وشعر ساماتا بالحرج عندما رأى الكثير من مواطنيه يتصلون بلاعبي أستون فيلا على مواقع التواصل الاجتماعي ويطلبون منهم تقديم النصائح المناسبة له. يقول ساماتا: «يبدو الأمر وكأن النادي وبعض اللاعبين يتلقون الكثير من الرسائل في الوقت الحالي، وقد طلبت من جمهوري من تنزانيا أن يتركوا اللاعبين وشأنهم حتى لا يشتتوا تركيزهم. إنه أنا من جاء من تنزانيا، وبالتالي لا يتعين عليكم أن تبعثوا برسائل للجميع هنا، ودعوهم يركزون في عملهم! هذا جنون! وأنا لا أحب ذلك في حقيقة الأمر».
ووصل سامتا إلى أستون فيلا من جنك في صفقة مقدرة بنحو 11 مليون دولار أميركي. ووقع الدولي ساماتا المكنى «ساماغول» عقدا لأربع سنوات ونصف السنة.
وسجل المهاجم البالغ 27 عاما 10 أهداف لجنك في مختلف المسابقات هذا الموسم، وهز شباك ليفربول بطل أوروبا في ملعب «أنفيلد» في المسابقة القارية الأولى.
وقال دين سميث مدرب فيلا: «أنا سعيد لاستقدام مبوانا إلى النادي. سجل أهدافا كثيرة في مسيرته وأتطلع للعمل معه».
ويحتاج فيلا لتدعيم خط هجومه، بعد إصابة قاسية في أربطة الركبة تعرض لها البرازيلي ويسلي القادم العام الماضي من بروج البلجيكي.
ويوجد فيلا في منطقة الهبوط، إذ يحتل المركز الثامن عشر بفارق 5 نقاط عن نوريتش سيتي الأخير. وكان أستون فيلا استعار لاعب الوسط داني درينكوتر من تشيلسي والحارس الإسباني المخضرم بيبي رينا من ميلان الإيطالي. وساهمت الأهداف الـ23 لمبوانا علي ساماتا في الموسم الماضي بمنح الفريق القادم من منطقة المناجم القديمة المتحدثة بالهولندية في شمال بلجيكا، لقب الدوري والعودة إلى المسابقة القارية الأولى.
وأصبح ساماتا أول تنزاني يخوض دوري أبطال أوروبا ونجح بالتسجيل في ليلة محبطة لفريقه، عندما سقط بنتيجة كبيرة أمام سالزبورغ النمساوي 2 - 6. ونال لاعب سيمبا التنزاني ومازيمبي الكونغولي الديمقراطي السابق جائزة أفضل لاعب أفريقي في بلجيكا الموسم الماضي، ليسير على خطى العملاق روميلو لوكاكو، المدافع فنسان كومباني ولاعب الوسط مروان فلايني.
ويعاني أستون فيلا في الدوري الإنجليزي الممتاز، ويعول كثيرا على ساماتا لمساعدته على الابتعاد عن شبح الهبوط. يقول اللاعب التنزاني: «أنا معتاد على أن أقوم قبل كل مباراة بمشاهدة ما يقدمه أبرز المهاجمين، وفي كل مرة كنت أحب مشاهدة ما يقدمه ديدييه دروغبا. وبعد ذلك، بدأت أتابع هاري كين، وشاهدت الكثير من مقاطع الفيديو لأهدافه، لكي أتعلم منه وأرى كيف يتمركز داخل الملعب. وفي معظم الأوقات، عندما يحصل كين على الكرة فإنه يفكر على الفور في التسديد نحو المرمى».
وكما هو الحال بالنسبة لكين مع المنتخب الإنجليزي، فإن ساماتا هو قائد منتخب تنزانيا. وقد وجد ساماتا بعض الطرق لمساعدة مواطنيه في هذا البلد الأفريقي، فقبل بضع سنوات قرر ساماتا إقامة مباراة خيرية سنوية مع أحد المطربين المشهورين في تنزانيا، علي كيبا، واستخدام العائد المادي في تمويل مشروعات التعليم. يقول ساماتا عن ذلك: «كنت دائما أقول لنفسي: حسناً، أنا أعمل وأتقاضى أجراً، لكن ما الذي يمكنني أن أفعله للمجتمع؟ إننا نحاول حل المشكلات مع المدارس وأن نقدم المساعدة للمحتاجين».


مقالات ذات صلة

أموريم محبَط بسبب الالتزامات الإعلامية في مانشستر يونايتد

رياضة عالمية أموريم (أ.ب)

أموريم محبَط بسبب الالتزامات الإعلامية في مانشستر يونايتد

كانت الإشارة لافتة إلى حد ما في أول مقابلة لروبن أموريم مع شبكة «سكاي سبورتس» بعد المباراة، لكنها أثارت رداً بدا واضحاً.

The Athletic (مانشستر)
رياضة عالمية الحكم الإنجليزي ديفيد كوت خلال مباراة بين ليفربول وأستون فيلا (أ.ب)

نقاش مع صديق حول «بطاقة صفراء» يُخضع الحكم الإنجليزي كوت للتحقيق

يخضع ديفيد كوت، الحكم الموقوف عن التحكيم في الدوري الإنجليزي الممتاز، للتحقيق، من قبل الاتحاد الإنجليزي، بعد مزاعم بأنه ناقش إشهار بطاقة صفراء مع صديق له.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غوارديولا (رويترز)

غوارديولا: مانشستر سيتي «هش»

قال بيب غوارديولا المدير الفني لمانشستر سيتي إن فريقه «هش» بعد أن أهدر تقدمه بثلاثة أهداف في المباراة التي تعادل فيها مع فينورد 3-3 في دوري أبطال أوروبا.

The Athletic (مانشستر)
رياضة عالمية أموريم عمل على توجيه لاعبي يونايتد أكثر من مرة خلال المباراة ضد إيبسويتش لكن الأخطاء تكررت (رويترز)

أموريم لا يملك عصا سحرية... ومانشستر يونايتد سيعاني لفترة طويلة

أصبح أموريم ثاني مدير فني بتاريخ الدوري الإنجليزي يسجل فريقه هدفاً خلال أول دقيقتين لكنه لم يفلح في الخروج فائزاً

رياضة عالمية ساوثغيت (أ.ب)

ساوثغيت: لن أقصر خياراتي المستقبلية على العودة إلى التدريب

يقول غاريث ساوثغيت إنه «لا يقصر خياراته المستقبلية» على العودة إلى تدريب كرة القدم فقط.

The Athletic (لندن)

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».