مصر: انتخابات المؤسسات الصحافية القومية تنطلق وسط ترقب «لإصلاحات»

تحت إشراف قضائي لاختيار أعضاء «مجالس الإدارات والجمعيات العمومية»

جانب من انتخابات «الأهرام»... من صفحة الهيئة الوطنية للصحافة
جانب من انتخابات «الأهرام»... من صفحة الهيئة الوطنية للصحافة
TT

مصر: انتخابات المؤسسات الصحافية القومية تنطلق وسط ترقب «لإصلاحات»

جانب من انتخابات «الأهرام»... من صفحة الهيئة الوطنية للصحافة
جانب من انتخابات «الأهرام»... من صفحة الهيئة الوطنية للصحافة

تترقب الأوساط الصحافية المصرية ما سوف تسفر عنه نتائج انتخابات مجالس الإدارات والجمعيات العمومية بالمؤسسات القومية لبدء «إصلاحات جذرية تنقذ بعض هذه المؤسسات من عثرتها». ويعول الصحافيون أن «تساهم هذه الانتخابات في إيجاد حلول لمشاكل المؤسسات الصحافية القومية المتراكمة منذ سنوات». وجرت الانتخابات بمؤسسة «الأهرام» أمس، بإشراف قضائي، فيما ستجري (الأحد) المقبل في مؤسستي «أخبار اليوم»، و«دار الهلال»، وفي «دار التحرير»، و«دار المعارف» (الثلاثاء)، وأخيراً في «روز اليوسف»، و«وكالة أنباء الشرق الأوسط»، و«الشركة القومية للتوزيع» الخميس.
وطالبت الهيئة الوطنية للصحافة اللجان المشرفة أمس، «التزام أقصى درجات الحيدة والنزاهة والشفافية». وسبق أن قررت استخدام الحبر الفسفوري في مختلف اللجان، وتقديم كل التيسيرات الممكنة للتسهيل على الناخبين».
وتفقد الكاتب الصحافي كرم جبر، رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، «اللجان الانتخابية بـ(الأهرام)، قائلاً إن «مؤسسة (الأهرام) تعيش احتفالية كبيرة في ظل أجواء ديمقراطية، وإقبال شديد على المشاركة في الانتخابات، لاختيار المرشحين الذين يقودون مسيرة العمل في الجمعية العمومية ومجلس الإدارة في الفترة القادمة». فيما أثنى المرشحون والناخبون على الإجراءات التي اتخذتها الهيئة، وتوفر النزاهة الكاملة والحياد تحت الإشراف القضائي.
وتعد هذه هي الانتخابات الأولى التي تجرى بموجب قانون الهيئة الوطنية للصحافة الصادر في عام 2018، الذي حدد مدة عضوية مجالس الإدارة وأيضاً الجمعيات العمومية بثلاث سنوات... وتجرى الانتخابات بعد مضي ما يزيد على خمس سنوات منذ تشكيل آخر مجالس للإدارات وجمعيات عمومية في يناير (كانون الثاني) عام 2015».
وقررت الهيئة الوطنية للصحافة، الإعلان الرسمي لنتائج الانتخابات في مؤتمر صحافي يوم 17 مارس (آذار) الجاري، بعد انتهاء عمليات الفرز وتدقيق النتائج، مع الأخذ في الاعتبار أن القضاة المشرفين على الانتخابات، سيعلنون النتائج في كل مؤسسة بعد انتهاء عمليات الفرز.
وبحسب وكالة أنباء «الشرق الأوسط» الرسمية، فإن «الأرقام الرسمية تشير إلى أن إجمالي عدد العاملين المعينين بالمؤسسات الصحافية القومية، الذين يحق لهم التصويت يبلغ 20588 شخصاً؛ منهم 3871 صحافياً، و9064 إدارياً، و7653 عاملا».
ووفق تصريحات سابقة لرئيس الهيئة الوطنية للصحافة، فقد قدر ديون المؤسسات القومية بنحو «19 مليار جنيه (الدولار يساوي 15.6 جنيه مصري تقريباً)»... إضافة إلى تراجع التوزيع... والمؤسسات الصحافية القومية كانت في الأصل مؤسسات خاصة، حتى أصدر الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر قانون تنظيم الصحافة في مايو (أيار) عام 1960. الذي نقل ملكية المؤسسات الخاصة إلى الدولة، وتمنح المادة 212 من الدستور الهيئة الوطنية للصحافة، سلطة تطوير وتحديث المؤسسات الصحافية، وتنمية أصولها، وضمان استقلاليتها وحيدتها».
وتتشكل «مجالس إدارات» المؤسسات الصحافية القومية بقرار «الوطنية للصحافة» من 13 عضواً هم، رئيس مجلس إدارة، تختاره الهيئة، وستة أعضاء منتخبون «اثنان من الصحافيين، واثنان من الإداريين، واثنان من العمال»، وتنتخب كل فئة ممثليها بالاقتراع السري المباشر، إضافة إلى اختيار رئيس مجلس الإدارة لستة أعضاء من ذوي الخبرات الصحافية، والمالية، والاقتصادية، والمحاسبية، والقانونية، لاستكمال التشكيل. فيما تشكل «الجمعيات العمومية» من رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، وثلاثة من أعضاء الهيئة غير المنتمين للمؤسسة الصحافية، وسبعة من الخبراء المتخصصين في المسائل الاقتصادية، والمالية، والمحاسبية، والقانونية، من خارج المؤسسة تختارهم الهيئة، وستة من العاملين بالمؤسسة الصحافية القومية يتم انتخابهم بالاقتراع السري المباشر «اثنان من الصحافيين، واثنان من الإداريين، واثنان من العمال». وقال الصحافي عبد المحسن سلامة، رئيس مجلس إدارة مؤسسة «الأهرام» أمس، إن «الانتخابات جرت في جو ديمقراطي كامل، وفي هدوء واستقرار». بينما وصف الصحافي عبد الصادق الشوربجي، رئيس مجلس إدارة مؤسسة «روز اليوسف»، «الانتخابات بالأهم في تاريخ المؤسسات الصحافية». وأبدى الصحافي سعد سليم، رئيس مجلس إدارة مؤسسة «دار التحرير»، تفاؤله بأن «تفرز الانتخابات جمعيات عمومية حقيقية، تنشط أداء المؤسسات».



إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)

اعترضت إسرائيل صاروخين باليستيين أطلقتهما الجماعة الحوثية في سياق مزاعمها مناصرة الفلسطينيين في غزة، السبت، قبل يوم واحد من بدء سريان الهدنة بين تل أبيب وحركة «حماس» التي ادّعت الجماعة أنها تنسق معها لمواصلة الهجمات في أثناء مراحل تنفيذ الاتفاق في حال حدوث خروق إسرائيلية.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تشن الجماعة المدعومة من إيران هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وتطلق الصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل، وتهاجم السفن الحربية الأميركية، ضمن مزاعمها لنصرة الفلسطينيين.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، يحيى سريع، في بيان متلفز، عصر السبت، بتوقيت صنعاء، إن جماعته نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي من نوع «ذو الفقار»، وإن الصاروخ وصل إلى هدفه «بدقة عالية وفشلت المنظومات الاعتراضية في التصدي له»، وهي مزاعم لم يؤكدها الجيش الإسرائيلي.

وأضاف المتحدث الحوثي أن قوات جماعته تنسق مع «حماس» للتعامل العسكري المناسب مع أي خروق أو تصعيد عسكري إسرائيلي.

من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي باعتراض الصاروخ الحوثي، ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن صافرات الإنذار والانفجارات سُمعت فوق القدس قرابة الساعة 10.20 (الساعة 08.20 ت غ). وقبيل ذلك دوّت صافرات الإنذار في وسط إسرائيل رداً على إطلاق مقذوف من اليمن.

وبعد نحو ست ساعات، تحدث الجيش الإسرائيلي عن اعتراض صاروخ آخر قبل دخوله الأجواء، قال إنه أُطلق من اليمن، في حين لم يتبنّ الحوثيون إطلاقه على الفور.

ومع توقع بدء الهدنة وتنفيذ الاتفاق بين إسرائيل و«حماس»، من غير المعروف إن كان الحوثيون سيتوقفون عن مهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر، وخليج عدن؛ إذ لم تحدد الجماعة موقفاً واضحاً كما هو الحال بخصوص شن الهجمات باتجاه إسرائيل، والتي رهنت استمرارها بالخروق التي تحدث للاتفاق.

1255 صاروخاً ومسيّرة

زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي استعرض، الخميس، في خطبته الأسبوعية إنجازات جماعته و«حزب الله» اللبناني والفصائل العراقية خلال الـ15 شهراً من الحرب في غزة.

وقال الحوثي إنه بعد بدء سريان اتفاق الهدنة، الأحد المقبل، في غزة ستبقى جماعته في حال «مواكبة ورصد لمجريات الوضع ومراحل تنفيذ الاتفاق»، مهدداً باستمرار الهجمات في حال عودة إسرائيل إلى التصعيد العسكري.

جزء من حطام صاروخ حوثي وقع فوق سقف منزل في إسرائيل (أ.ف.ب)

وتوعّد زعيم الجماعة المدعومة من إيران بالاستمرار في تطوير القدرات العسكرية، وقال إن جماعته منذ بدء تصعيدها أطلقت 1255 صاروخاً وطائرة مسيرة، بالإضافة إلى العمليات البحرية، والزوارق الحربية.

وأقر الحوثي بمقتل 106 أشخاص وإصابة 328 آخرين في مناطق سيطرة جماعته، جراء الضربات الغربية والإسرائيلية، منذ بدء التصعيد.

وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أعلن المتحدث الحوثي خلال حشد في أكبر ميادين صنعاء، تنفيذ ثلاث عمليات ضد إسرائيل، وعملية رابعة ضد حاملة الطائرات «يو إس إس ترومان» شمال البحر الأحمر، دون حديث إسرائيلي عن هذه المزاعم.

وادعى المتحدث سريع أن قوات جماعته قصفت أهدافاً حيوية إسرائيلية في إيلات بـ4 صواريخ مجنحة، كما قصفت بـ3 مسيرات أهدافاً في تل أبيب، وبمسيرة واحدة هدفاً حيوياً في منطقة عسقلان، مدعياً أن العمليات الثلاث حقّقت أهدافها.

كما زعم أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «ترومان» شمال البحر الأحمر، بعدد من الطائرات المسيرة، وهو الاستهداف السابع منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

5 ضربات انتقامية

تلقت الجماعة الحوثية، في 10 يناير (كانون الثاني) 2025، أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران ومحطة كهرباء جنوب صنعاء وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

وجاءت الضربات الإسرائيلية الانتقامية على الرغم من التأثير المحدود للمئات من الهجمات الحوثية، حيث قتل شخص واحد فقط في تل أبيب جراء انفجار مسيّرة في شقته يوم 19 يوليو (تموز) 2024.

مطار صنعاء الخاضع للحوثيين تعرض لضربة إسرائيلية انتقامية (أ.ف.ب)

وإلى جانب حالات الذعر المتكررة بسبب صفارات الإنذار وحوادث التدافع في أثناء الهروب للملاجئ، تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ حوثي، في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كما أصيب نحو 20 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في الـ21 من الشهر نفسه.

واستدعت الهجمات الحوثية أول رد من إسرائيل، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتَي توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

دخان يتصاعد في صنعاء الخاضعة للحوثيين إثر ضربات غربية وإسرائيلية (أ.ف.ب)

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر 2024، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.