في مواجهة «كورونا»... إيطاليا تغلق المدارس والجامعات

ممرضة تستقبل مواطنين للفحص في الخيمة الطبية أمام مستشفى «كريمونا» شمال إيطاليا (أ.ف.ب)
ممرضة تستقبل مواطنين للفحص في الخيمة الطبية أمام مستشفى «كريمونا» شمال إيطاليا (أ.ف.ب)
TT

في مواجهة «كورونا»... إيطاليا تغلق المدارس والجامعات

ممرضة تستقبل مواطنين للفحص في الخيمة الطبية أمام مستشفى «كريمونا» شمال إيطاليا (أ.ف.ب)
ممرضة تستقبل مواطنين للفحص في الخيمة الطبية أمام مستشفى «كريمونا» شمال إيطاليا (أ.ف.ب)

قررت الحكومة الإيطالية، اليوم (الأربعاء)، إغلاق المدارس والجامعات في سائر أنحاء البلاد حتى منتصف مارس (آذار) الجاري، في أحدث جهود لاحتواء أسوأ انتشار لفيروس «كورونا» في أوروبا.
وأغلقت الحكومة المدارس والكليات في المناطق الأكثر تضرراً في شمال البلاد قبل نحو عشرة أيام، وفرضت حجراً صحياً على عدة بلدات في بؤرة التفشي، وذلك وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الإيطالية (أنسا).
لكن العدوى واصلت الانتشار، حيث بلغ عدد الوفيات 79 على الأقل إضافةً إلى إصابة أكثر من 2500 شخص.
وتتجه الحكومة إلى تبني تدابير إضافية لمواجهة الأزمة في مختلف الأنشطة الحياتية بالبلاد، حيث قامت بالتوصية باحترام مسافة آمنة بين الناس وتجنب المصافحات والقبلات، وبأن تقام مباريات كرة القدم من دون جمهور.
وتعد إيطاليا ثالث أكثر الدول تضرراً في العالم من تفشي فيروس «كوفيد 19»، بعد الصين وكوريا الجنوبية، وقد وصل عدد الوفيات حتى الآن إلى 79 شخصاً من أصل 2502 حالة موثقة، وفقاً لما جاء في حصيلة صدرت، أمس (الثلاثاء).
وستستمر هذه التدابير لمدة شهر، وستشمل هذه المرة البلاد بأكملها، بدلاً من اقتصارها على مناطق الشمال، حيث توجد النسبة الكبرى من المصابين.
وتعد لومبارديا (منطقة ميلانو) وإميليا رومانيا وفينيتو (حول البندقية) المناطق الثلاث الأكثر تضرراً.
وشهد الدوري الإيطالي لكرة القدم إرجاء العديد من اللقاءات بسبب مخاوف انتشار الفيروس، أبرزها كان مقرراً الأحد بين يوفنتوس وإنتر ميلان اللذين سينتظران حتى مايو (أيار) لخوض هذه المواجهة.
كما قررت السلطات المحلية في وقت متأخر أمس (الثلاثاء)، إرجاء المباراة المقررة اليوم، بين يوفنتوس وضيفه ميلان في إياب الدور نصف النهائي لمسابقة كأس إيطاليا.
وكان من المفترض أن تقام المباراة مساء اليوم على ملعب «أليانز» في تورينو، لكن المحافظ كلاوديو بالومبا، رأى أن القيود التي فرضتها الحكومة على من يمكنه حضور الأحداث الرياضية ليست كافية لضمان السلامة.
وسجلت المناطق الإيطالية الـ21 حالات إصابة بالعدوى باستثناء فال داوستا المجاورة لفرنسا.
وينص المرسوم الذي أعدته الحكومة على تجنب التجمعات والحشود قدر الإمكان، ولهذا السبب ستقام جميع مباريات كرة القدم خلف أبواب موصدة. كما لن يكون متاحاً للجماهير مشاهدة الحصص التدريبية لفرقها.
ويمكن تعديل هذا التدبير، الذي اعتُمد لمدة شهر واحد، بعد أسبوعين.
وسيتم تأجيل المعارض التجارية والمؤتمرات المزمع إقامتها، لا سيما في قطاع الصحة، من أجل تحرير العاملين في قطاع الصحة قدر الإمكان.
كما يُنصح جميع الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 75 عاماً بالبقاء في منازلهم وعدم الذهاب إلى الأماكن العامة.
ويتم تقديم هذه النصائح للأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً بوصفهم الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس، وما قد ينشأ عنه من مشكلات صحية، حيث إن الجزء الأكبر من حالات الوفاة في إيطاليا لكبار السن (بين 80 و90 عاماً) أو من الذين يعانون من الأمراض المزمنة، وفقاً للدفاع المدني.
وطلبت الحكومة من مواطنيها خلق مسافة أمان بين بعضهم وبعض تبلغ متراً واحداً، واستعمال المناديل خلال العطس والسعال، وتجنب ملامسة إفرازات الجهاز التنفسي و«عدم مشاركة الزجاجات والأكواب، على وجه الخصوص خلال الأنشطة الرياضية».
ووضعت 11 بلدية في شمال البلاد حتى الآن في «المنطقة الحمراء» تحت الحجر الصحي.
وتم تحديد المركز الرئيسي للوباء في إيطاليا، في كودونيو، على بُعد 60 كيلومتراً جنوب مدينة ميلانو.
وقد أجرت إيطاليا حتى الآن 25856 فحصاً على أشخاص يُشتبه بإصابتهم بالعدوى، وهو العدد الأكبر من الاختبارات في أوروبا.
وتتوقع رابطة السياحة والتجارة أن يؤدي انتشار الوباء إلى تراجع في عدد السياح وبالتالي فإن الخسارة المتوقعة في الفترة بين الأول من مارس حتى نهاية مايو قد تبلغ نحو 7.4 مليار يورو، ما سيؤثر على اقتصاد إيطاليا الهزيل أصلاً، والذي يشكّل القطاع السياحي نسبة 13% منه.
وعلّق لوكا باتاني، رئيس الرابطة، قائلاً: «إن أسوأ فيروس هو الهستيريا، التي نُعدّ نحن (الطليان) بسببه ناقلين للعدوى».


مقالات ذات صلة

صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تعلمت البشرية من جائحة «كورونا» أن لا شيء يفوق أهميةً الصحتَين الجسدية والنفسية (رويترز)

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

قبل خمس سنوات، أصيبت مجموعة من الناس في مدينة ووهان الصينية، بفيروس لم يعرفه العالم من قبل.

آسيا رجل يرتدي كمامة ويركب دراجة في مقاطعة هوبي بوسط الصين (أ.ف.ب)

الصين ترفض ادعاءات «الصحة العالمية» بعدم التعاون لتوضيح أصل «كورونا»

رفضت الصين ادعاءات منظمة الصحة العالمية التي اتهمتها بعدم التعاون الكامل لتوضيح أصل فيروس «كورونا» بعد 5 سنوات من تفشي الوباء.

«الشرق الأوسط» (بكين)

الصين تفرض عقوبات على شركات دفاع أميركية رداً على بيع أسلحة لتايوان

علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
TT

الصين تفرض عقوبات على شركات دفاع أميركية رداً على بيع أسلحة لتايوان

علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)

فرضت الصين عقوبات على 10 شركات دفاعية أميركية، اليوم (الخميس)، على خلفية بيع أسلحة إلى تايوان، في ثاني حزمة من نوعها في أقل من أسبوع تستهدف شركات أميركية.

وأعلنت وزارة التجارة الصينية، الخميس، أن فروعاً لـ«لوكهيد مارتن» و«جنرال داينامكس» و«رايثيون» شاركت في بيع أسلحة إلى تايوان، وأُدرجت على «قائمة الكيانات التي لا يمكن الوثوق بها».

وستُمنع من القيام بأنشطة استيراد وتصدير أو القيام باستثمارات جديدة في الصين، بينما سيحظر على كبار مديريها دخول البلاد، بحسب الوزارة.

أعلنت الصين، الجمعة، عن عقوبات على سبع شركات أميركية للصناعات العسكرية، من بينها «إنستيو» وهي فرع لـ«بوينغ»، على خلفية المساعدات العسكرية الأميركية لتايوان أيضاً، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

مركبات عسكرية تايوانية مجهزة بصواريخ «TOW 2A» أميركية الصنع خلال تدريب على إطلاق النار الحي في بينغتونغ بتايوان 3 يوليو 2023 (رويترز)

وتعد الجزيرة مصدر خلافات رئيسي بين بكين وواشنطن. حيث تعد الصين أن تايوان جزء من أراضيها، وقالت إنها لن تستبعد استخدام القوة للسيطرة عليها. ورغم أن واشنطن لا تعترف بالجزيرة الديمقراطية دبلوماسياً فإنها حليفتها الاستراتيجية وأكبر مزود لها بالسلاح.

وفي ديسمبر (كانون الأول)، وافق الرئيس الأميركي، جو بايدن، على تقديم مبلغ (571.3) مليون دولار، مساعدات عسكرية لتايوان.

وعدَّت الخارجية الصينية أن هذه الخطوات تمثّل «تدخلاً في شؤون الصين الداخلية وتقوض سيادة الصين وسلامة أراضيها».

كثفت الصين الضغوط على تايوان في السنوات الأخيرة، وأجرت مناورات عسكرية كبيرة ثلاث مرات منذ وصل الرئيس لاي تشينغ تي إلى السلطة في مايو (أيار).

سفينة تابعة لخفر السواحل الصيني تبحر بالقرب من جزيرة بينغتان بمقاطعة فوجيان الصينية 5 أغسطس 2022 (رويترز)

وأضافت وزارة التجارة الصينية، الخميس، 28 كياناً أميركياً آخر، معظمها شركات دفاع، إلى «قائمة الضوابط على التصدير» التابعة لها، ما يعني حظر تصدير المعدات ذات الاستخدام المزدوج إلى هذه الجهات.

وكانت شركات «جنرال داينامكس» و«شركة لوكهيد مارتن» و«بيونغ للدفاع والفضاء والأمن» من بين الكيانات المدرجة على تلك القائمة بهدف «حماية الأمن والمصالح القومية والإيفاء بالتزامات دولية على غرار عدم انتشار الأسلحة»، بحسب الوزارة.