مستشفى الشميسي... صرح شاهد على تاريخ الخدمات الصحية السعودية

أنشأه الملك سعود قبل 60 عاماً في الرياض

الملك سعود في حفل افتتاح المستشفى الذي حمل اسمه وإلى يساره وزير الصحة آنذاك الدكتور رشاد فرعون وبدا من خلفهما الدكتور سيف الدين الشيشكلي أول مدير للمستشفى
الملك سعود في حفل افتتاح المستشفى الذي حمل اسمه وإلى يساره وزير الصحة آنذاك الدكتور رشاد فرعون وبدا من خلفهما الدكتور سيف الدين الشيشكلي أول مدير للمستشفى
TT

مستشفى الشميسي... صرح شاهد على تاريخ الخدمات الصحية السعودية

الملك سعود في حفل افتتاح المستشفى الذي حمل اسمه وإلى يساره وزير الصحة آنذاك الدكتور رشاد فرعون وبدا من خلفهما الدكتور سيف الدين الشيشكلي أول مدير للمستشفى
الملك سعود في حفل افتتاح المستشفى الذي حمل اسمه وإلى يساره وزير الصحة آنذاك الدكتور رشاد فرعون وبدا من خلفهما الدكتور سيف الدين الشيشكلي أول مدير للمستشفى

لم يكن كتاب الدكتور محمد بن عبد الله المفرّح عن مستشفى الملك سعود بن عبد العزيز، ثاني ملوك الدولة السعودية قبل 64 عاماً رصداً لتاريخ هذا الصرح الطبي الكبير في العاصمة السعودية، بل يعدُّ رصداً لتاريخ الخدمات الصحية في المملكة، بشكل عام والبدايات الصعبة التي واكبت انطلاق هذه الخدمات الأساسية في الدولة الحديثة التي وضع أرضيتها الملك المؤسس عبد العزيز، وبعد سنوات قليلة من ملحمة التوحيد وفي ظل ظروف بالغة الصعوبة سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وصحياً، ليواصل أبناؤه السير بسفينة الوطن نحو التنمية في كل المجالات على مر العقود الماضية.
واختصر المفرّح تاريخ هذا المستشفى الذي حمل أسماء متعددة منذ تأسيسه وإلى اليوم إضاءة وإهداء قدّم بهما كتابه الذي عنونه بمستشفى الملك سعود (مستشفى الشميسي) - دعوة لزيارة التاريخ، وصدر هذا العام عن دار الثلوثية بعد سنوات من الجهد سجل له ما تيسر عن هذا الصرح الطبي. وأهدى دراسته هذه إلى موحد الأمة وبانيها الملك عبد العزيز، وإلى مؤسس هذا المستشفى الملك سعود، وإلى من سهر على إنشائه الأمير نايف بن عبد العزيز حينما كان أميراً للرياض، وإلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الذي احتضن هذا الصرح الطبي وطوره، منذ أن كان أميراً للرياض، حتى أصبح مركزاً طبياً يضاهي أحدث المؤسسات الطبية العالمية، وشاهداً حياً على النقلة السريعة التي حدثت في البلاد في كل المجالات.
وفي عام 1952 أصدر الملك سعود (ولي العهد آنذاك) أمره بإنشاء مستشفى في مدينة الرياض بسعة 400 سرير بعد أن تبرع بالأرض اللازمة التي يقام عليها المشروع، وتم افتتاح المستشفى عام 1956 برعاية مؤسسه عندما أصبح ملكاً وحمل اسمه، وخلال تاريخ المستشفى الطويل حمل أسماء عدة أولها مستشفى الملك سعود الأول، ثم مستشفى الملك سعود، ثم مستشفى الرياض المركزي، إلى أن استقر بعد أن تحول إلى مدينة طبية باسم «مدينة الملك سعود الطبية»، في حين اشتهر المستشفى باسم «مستشفى الشميسي» نسبة للحي الذي يقع فيه، ولا يزال الاسم الأخير متداولا محلياً وعلى نطاق واسع.
أقيم المستشفى على مساحة 75 ألف متر مربع، ويتكون من خمسة طوابق، ويتسع لعدد 400 سرير، ويحتوي على 124 غرفة، وشهد المستشفى على مر العقود الستة عمليات تطوير وتحديث استفادة من المساحات الكبيرة المتوفرة فيه مع بداية إنشائه، حيث تم إقامة أبراج وأقسام وعيادات مختلفة، ومختبر عالمي يعد الأكبر والأحدث في المنطقة وأصبح مدينة طبية كبرى تقدم خدمات صحية متكاملة لسكان العاصمة السعودية والمناطق الأخرى.
وكشف مؤلف الكتاب الدكتور محمد المفرّح عن اهتمام مبكر بالقضاء على الأمراض المعدية التي كانت منتشرة في المنطقة، وفي هذا الصدد يشير المؤلف إلى وجود خيام نصبت في الساحة الجنوبية من المستشفى لعزل المرضى المصابين بأمراض معدية على اختلافها، وأهمها الجدري الذي تم القضاء عليه نهائياً بعد فرض التطعيم الإجباري قبل أكثر من 60 عاماً.
ويذكر المفرّح أن المستشفى عند افتتاحه يملك ثلاث سيارات إسعاف، لتلبية نداءات الحالات الإسعافية في مدينة الرياض، وأحياناً خارجها، وغالباً ما تكون لحالات الولادة العاجلة، لكن تبقى سيارة واحدة في المستشفى للطوارئ، لافتاً إلى أن غرفة الإسعاف والعيادات تشكو من ازدحام المرضى الدائم، وتذمرهم من ذلك، حيث لا يوجد هناك سوى طبيب مناوب متفرغ للإسعاف الداخلي، وآخر للإسعاف الخارجي، إضافة إلى حكيمة للتوليد (قابلة)، وممرضة للحالات الطارئة في داخل المنازل، مشيراً في هذا السياق إلى أنه في حالات كثيرة يذهب عدد من الاختصاصيين إلى المنازل والقصور للكشف ومعالجة المرضى، وبهذا يكون المستشفى قد سبق الجميع في الخدمة الطبية المنزلية برغم بعدها عن المفهوم الحديث للرعاية المنزلية.
وأبرز الدكتور محمد المفرّح، نظرة الكثير من المرضى للعلاج المقدم لهم، موضحاً أنه نظراً لعدم قناعة الكثير من المرضى بالعلاج بواسطة الحبوب، أو الشراب، أو المراهم، فقد أسرف كثير من أطباء المستشفى بوصف حقن البنسلين ومشتقاته لأن كثيراً من المراجعين لا يقبلون عن ذلك بديلاً. مما سبب حساسية شديدة ضد هذا الدواء نتج عنه حالات كثيرة من الوفيات، ثم توقف استعماله إلا بقيود. وبعضهم لا يأخذه إلا بالإبرة (التي تفوخ في الجسم) أي تشعر المريض بشيء من حرارتها وهي الكالسيوم، فمن تناولها يعدُّ نفسه قد أخذ العلاج الحقيقي.
يشار إلى أن المؤلف الدكتور محمد عبد الله المفرّح، عمل مديراً عاماً للمستشفى قبل 37 عاماً، وعمل استشارياً ورئيساً للقسم الباطني للجهاز الهضمي في هذا المستشفى، وأسهم في تحويله إلى مستشفى تعليمي للتخصصات الصحية، بعدها تفرغ للعمل بمجمع عياداته الخاصة، وله أبحاث علمية محكَّمة عالمية ومحلية، ومشارك في عضوية الكثير من الجمعيات الطبية واللجان والهيئات والمجالس العلمية.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.