شدّدت منظمة الصحة العالمية على أن فيروس «كورونا» الجديد لم يصل إلى درجة الوباء، رغم الانتشار الكبير له في دول عدة حول العالم، مطالبة الأسواق بالهدوء وعدم تصوير الأمر بـ«الكارثة».
وأوضح الدكتور تيدروس أدهانوم، مدير منظمة الصحة العالمية، أن حالات الإصابة في الصين بدأت تتناقص، مبيناً أن الطريقة السليمة لمواجهة الفيروس هو الاحتواء والشمولية في المعالجة. وقال: «نحتاج إلى الخوض في الأرقام والحقائق، وعمل ما هو صحيح بدلاً من الذعر، الذعر والخوف هما الأسوأ على الإطلاق».
وكان أدهانوم يتحدث على هامش مشاركته أمس في فعاليات منتدى الرياض الدولي الإنساني الثاني بحضور أمير منطقة الرياض، ووزير الخارجية السعودي، وقادة العمل الإنساني والإغاثي العالمي.
وبحسب مدير منظمة الصحة العالمية، فإن القلق من انتشار فيروس كورونا لا يعني بث الخوف والهلع بين الناس. وأضاف: «علينا التركيز على احتوائه، علينا أن نأخذ الأمر على محمل الجد، حتى الآن نحو 50 دولة تأثرت، علينا اتخاذ الإجراءات الصحية المناسبة، هناك توصيات نشرتها وسائل الإعلام والخبراء والسياسيون تصور الأمر بأنه كارثة. التقييم الدولي الذي لدينا لا نرى أن الفيروس وصل لمرحلة الوباء، ربما ينتقل للمستوى الوبائي هذا محتمل، لكن علينا التفكير فيما الذي ينبغي علينا القيام به حتى لا نصل لهذا المستوى».
وأفاد تيدروس خلال المنتدى الذي خيّمت عليه «كورونا»، أن المنظمة تعتمد استراتيجية الاحتواء والشمولية في معالجة الأمر، وتابع أن «كل دولة تقوم بالإجراءات التي تراها مناسبة، علينا التعاون مع بعض لاحتواء هذا الفيروس، والتأكد من التقارير والأرقام الصحيحة، ولا نتسرع في قراراتنا».
إلى ذلك، أكد الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي أن السياسة الخارجية السعودية ترتكز على مبادئ راسخة، تحرص على إرساء الأمن والسلم الدوليين، ودعم الشعوب والمجتمعات المتضررة جراء الكوارث الطبيعية أو النزاعات، وذلك من خلال المبادرات والبرامج التي تقود إلى دعم التنمية المستدامة، ومشاركة المجتمع الدولي من خلال الأمم المتحدة ومنظماتها المتعددة، لتحقيق الأهداف الإنمائية، وإيجاد فرص عيش كريمة، ومكافحة الكوارث والأوبئة والمخاطر التي تهدد البشرية.
ولفت إلى أن تفاقم الصراعات السياسية والعسكرية، وانتشار آفة الإرهاب، يعد من المسببات الرئيسة للأزمات الإنسانية في العالم، الأمر الذي يحتم على جميع دول العالم تفعيل الدبلوماسية الوقائية، التي تحد من تصعيد النزاعات والصراعات، والدفع بكل ما من شأنه تعزيز الأمن والسلم الدوليين، والعمل جنباً إلى جنب مع المنظمات الإنسانية للاستجابة للنداءات الإنسانية.
من جهته، قال الدكتور عبد الله الربيعة، المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية: «استمرارا لريادة السعودية في المجال الإنساني صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين على رعاية المملكة مؤتمر المانحين لدعم خطة الاستجابة الإنسانية لليمن 2020م بالشراكة مع الأمم المتحدة».
وفي تعليقه على انتشار كورونا، قال الربيعة «علينا أن نشعر بالقلق إزاء فيروس كورونا، ولكن علينا ألا نجعل الخوف يؤثر تجاه ردود أفعالنا، والوصول لحلول سريعة تحد من انتشاره، نتوقع أن تتقلص نسبة الإصابة بالفيروس خلال شهر أبريل (نيسان) المقبل».
إلى ذلك، أوضح مارك لوكوك وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ أن العالم يواجه حالة من عدم الاستقرار والاضطراب، بسبب الحروب والاحتباس الحراري، وأصبحت الحاجة ماسة للتعاون في إحداث تغيير جراء المعاناة الإنسانية.
وأكد أن القطاع الإنساني مطالب بمواصلة الابتكار، وأحد الحلول التي يجب على الجميع التركيز عليها هو الحد من عدد الحالات الإنسانية، ولهذا يكثف العاملون في المجال الإنساني جهودهم للعمل بشكل أفضل مع شركاء التنمية لتقليل أسباب حالات الضعف والمعاناة.
وعلى هامش المنتدى، وقّع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية 16 اتفاقية مع منظمات إنسانية وإغاثية عدة، من أبرزها منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) لتعزيز الوصول إلى التعليم الأساسي وحماية الأطفال المتضررين من النزاع المسلح (أجيال المستقبل) لتقديم الخدمات التعليمية والصحية والحماية للأطفال السوريين اللاجئين من ذوي الإعاقة، والبنك الإسلامي للتنمية، ومنظمة الصحة العالمية، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والمجلس النرويجي للاجئين، ووزارة الصحة اليمنية.
الصحة العالمية: «كورونا» لم يصل لدرجة الوباء ويمكن احتواؤه
الصحة العالمية: «كورونا» لم يصل لدرجة الوباء ويمكن احتواؤه
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة