رغم شهرتها مقصداً سياحياً عالمياً، فقد خلت البندقية (فينيسيا) تماماً من الحشود الغفيرة من السياح، التي طالما شُوهدت تجوب شوارعها، بسبب الخوف من فيروس كورونا، والرعب الذي اعترى الجميع، بسبب الكوارث التي أصابتها خلال الشهور الثلاثة الماضية، حسب تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» أمس.
فقد أدت الفيضانات التي ضربت المدينة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بسبب ارتفاع المد والجزر، بصورة استثنائية، إلى إلغاء الحجوزات بشكل جماعي. والآن تشهد إيطاليا أكبر انتشار لفيروس كورونا، خارج آسيا، وهو ما تسبب في تراجع الحجوزات بالدرجة نفسها. وأوردت الصحيفة أن «اتحاد مالكي الفنادق» أكد إلغاء 50 في المائة من الحجوزات في فينيسيا، الأسبوع الماضي. وأفاد فيتوريو بوناسيني، رئيس مجلس إدارة الاتحاد، بأن «الوضع مأسوي بالنسبة لصناعة السياحة».
ووفق تقدير بوناسيني، فقد تكبد قطاع السياحة في فينيسيا منذ نوفمبر الماضي (يدر في المتوسط نحو 3 مليارات يورو أو حوالي 3.3 مليار دولار) خسائر تقدر بنحو 800 مليون يورو، ومنذ بدء انتشار المرض في 21 فبراير (شباط)، فقدت فنادق فينيسيا حوالي 70 في المائة من زائريها الدوليين. ففينيسيا التي كانت تعاني من العجز عن استيعاب جموع السياح الغفيرة باتت الآن، وعلى حين غرة، مدينة أشباح.
فالعديد من المناطق ذات الشهرة العالمية، مثل «كامبو سانتا مارغريتا» وحي «غيتو» اليهودي، باتت الآن مهجورة، ولا يمكن رؤية سوى عدد قليل من السياح في ساحة «سان ماركو»، التي كانت تعج بالسياح، حسب ما ذكرت الصحيفة الأميركية.
وقال ماتيو سيكتشي، موظف الاستقبال بأحد الفنادق، «يبدو الأمر وكأنه أحد أفلام الزومبي التي يظهر فيها رجل يمشي بمفرده في نيويورك الخالية من السكان»، مضيفاً أن السياح ألغوا رحلاتهم حتى أبريل (نيسان) المقبل، خشية الإصابة بالفيروس. وتابع: «يمكننا التأقلم مع شهر واحد على هذا النحو، لكن إذا استمر هذا الوضع لعدة شهور، فسيصبح الناس عاطلين عن العمل».
الجدير بالذكر أن فينيسيا ليست من المدن التي صنفت مراكز لتفشي فيروس كورونا في شمال إيطاليا، ولم يتم فرض حظر على المدينة.
واحتل خبر إلغاء اليومين الأخيرين لـ«كرنفال فينيسيا» عناوين الصحف الدولية. غير أن بعضاً من سكان المدينة اعترض على الإجراء، حيث قال نيكولا أوساردي، بائع محلي وناشط مجتمعي، «لا أعتقد أن الإبقاء على المتاحف والمدرسة مغلقة، بينما الحانات والمطاعم مفتوحة، سيرسل برسالة صحيحة... فهذا يعني أن التجارة مقدمة على الثقافة». وأضاف في تصريح لصحيفة «كوريير ديل فينيتو» المحلية، عندما ألغى حاكم الإقليم لوكا زايا، الكرنفال، اتهمه النقاد بنشر الذعر غير المبرر، مضيفاً: «لقد كان قراراً صعباً، لكن يتعين علينا أن نضع صحة سكان البندقية فوق أي اعتبار آخر».
البندقية... مدينة أشباح
البندقية... مدينة أشباح
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة