«العدل» الأميركية تنشئ مكتباً لنزع الجنسية من بعض المهاجرين

TT

«العدل» الأميركية تنشئ مكتباً لنزع الجنسية من بعض المهاجرين

شنت وزارة العدل الأميركية حملة مكثفة لسحب الجنسية من المهاجرين الذين قدموا معلومات مضللة، أو غير صحيحة، أثناء تقدمهم للحصول على الجنسية. وأنشأت الوزارة، لهذا الغرض، مكتباً يضم عدداً من المدعين الذين كلفتهم النظر في ملفات المهاجرين المجنسين، وسحب الجنسية من الذين يثبت أنهم قدموا معلومات غير صحيحة، أو أخفوا معلومات عن المسؤولين في وكالة الهجرة والمواطنة.
وقالت الوزارة إن موظفي الهجرة سوف يقومون بتجريد «الإرهابيين، ومجرمي الحرب، والمتهمين بأعمال عنف جنسية، وغيرهم من النصابين» من الجنسية الأميركية؛ مشيرة إلى أن الوظيفة الأولى للمكتب سوف تتركز في استهداف الأفراد الذين حصلوا على المواطنة «عن طريق إخفاء حقيقة مادية، أو تحريف متعمد للمعلومات».
وأضافت الوزارة أنها تتوقع مزيداً من الإحالات من وكالات إنفاذ القانون، بشأن نزع الجنسية من المهاجرين، مشيرة إلى أنها تلقت 448 قضية لنزع الجنسية من دائرة المواطنة والهجرة الأميركية، خلال الشهر الماضي فقط، مقارنة بحوالي 94 قضية تجريد من الجنسية، منذ عام 2017. تزامن ذلك مع إصدار محكمة فيدرالية حكماً لصالح إدارة ترمب، يسمح لها بحجب الأموال الفيدرالية عن الولايات التي أعلنت نفسها ملاذاً للمهاجرين. وقالت محكمة الاستئناف بالدائرة الأميركية الثانية في نيويورك، أمس، إن الرئيس ترمب تصرف في حدود سلطته عندما وقَّع أمراً تنفيذياً في يناير (كانون الثاني) 2017، لحجب الأموال الفيدرالية من الولايات التي رفضت التعاون مع أجهزة إنفاذ القانون المعنية بشؤون الهجرة.
وكان ترمب قد حجب المساعدات الفيدرالية عن ولايات: نيويورك، وكونيتيكت، ونيوجيرسي، وواشنطن، وماساتشوستس، وفرجينيا، ورود آيلاند، بسبب رفضهم الامتثال لسياسات الهجرة التي أعلنها البيت الأبيض.
وخلال الأسابيع الأخيرة، كثفت إدارة ترمب جهودها لاستهداف ما تسمى مدن «الملاذ»، أي المدن التي تجذب أكبر عدد من المهاجرين، وكذلك الولايات التي ترفض التعاون مع مسؤولي الهجرة الفيدراليين، لترحيل المهاجرين الذين تم اعتقالهم.
وبدأت الإدارة في تطبيق القواعد التي ترفض منح الإقامة للمهاجرين ذوي الدخول المحدودة، أو الذين يستخدمون برامج المساعدة العامة، أو الذين من المرجح أن يستخدموا المساعدات الحكومية في المستقبل.
ويسعى ترمب إلى تشديد إجراءات إدارته تجاه المهاجرين، في محاولة منه للحفاظ على وعوده الانتخابية، في معركة التجديد التي يخوضها هذا العام.



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.