«كورونا» على «طريق الحرير»... ويقطّع أوصال العولمة

السعودية تعلق دخول مواطني دول مجلس التعاون إلى مكة والمدينة... وتحذير أممي من خطر «مرتفع جداً»

مصلون يؤدون صلاة الجمعة مرتدين كمامات واقية من «كورونا» في سوق شعبية  بالعاصمة البحرينية المنامة أمس (رويترز)
مصلون يؤدون صلاة الجمعة مرتدين كمامات واقية من «كورونا» في سوق شعبية بالعاصمة البحرينية المنامة أمس (رويترز)
TT

«كورونا» على «طريق الحرير»... ويقطّع أوصال العولمة

مصلون يؤدون صلاة الجمعة مرتدين كمامات واقية من «كورونا» في سوق شعبية  بالعاصمة البحرينية المنامة أمس (رويترز)
مصلون يؤدون صلاة الجمعة مرتدين كمامات واقية من «كورونا» في سوق شعبية بالعاصمة البحرينية المنامة أمس (رويترز)

يواصل فيروس كورونا الجديد تمدده عبر العالم، ما دفع منظمة الصحة العالمية إلى رفع مستوى خطورته إلى «مرتفع جدا»، وكشفت أن عدد الإصابات بلغ 83310 فيما تم تسجيل 2858 حالة وفاة.
وأعلنت السعودية أمس حظر دخول مواطني دول مجلس التعاون الخليجي إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة، وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان إن الحظر «مؤقت».
ورغم التراجع اليومي في حصيلة الإصابات الجديدة داخل الصين، حيث ظهر الفيروس للمرة الأولى في ديسمبر (كانون الأول)، إلا أن «كوفيد - 19» لا يزال يهدد مشاريع شي جينبينغ الطموحة في إطار خطة «طريق الحرير».
فقد توقفت عدة مشاريع بنى تحتية أو تباطأت في جميع أنحاء آسيا، من مشروع جزر اصطناعية في سريلانكا إلى إقامة جسر في بنغلاديش مروراً بمشاريع الطاقة الكهرومائية في إندونيسيا، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
ويشلّ الوباء اقتصاد الصين نتيجة عزل عشرات الملايين من السكان، في حين تفرض عشرات الدول قيوداً على الوافدين منها.
وكان لذلك نتائج مباشرة على مشاريع تمولها الصين في آسيا، مع توقف تسليم مواد وذلك بسبب النقص الشديد في اليد العاملة الصينية.
ومع فرض عدة دول عبر العالم إجراءات عزل مشددة، وفرضها حظراً على الوافدين من دول انتشر فيها المرض على نطاق واسع، مثل الصين وإيطاليا وكوريا الجنوبية وإيران وتايلند واليابان، بدت أوصال العولمة متقطّعة لما نتج عن هذه الإجراءات من إلغاء فعاليات دولية اقتصادية وفنية ورياضية.
وفي ظلّ هذا السياق من عدم اليقين، تراجعت مؤشرات الأسهم في الأسواق العالمية التي شهدت أسوأ أسابيعها منذ أزمة عام 2008 - 2009 المالية العالمية، بعدما خسرت أكثر من 5 تريليونات دولار وفق التقديرات.
وفي إيران، عطّل انتشار الفيروس أعمال البرلمان للأسبوع المقبل، بينما واصل حصد الأرواح مع تسجيل السلطات 34 حالة وفاة في الأسبوع الثاني من انتشاره، وتجاوز عدد الإصابات 380.

المزيد...


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

دمشق: رئيسي يلتقي اليوم ممثلي الفصائل الفلسطينية

الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
TT

دمشق: رئيسي يلتقي اليوم ممثلي الفصائل الفلسطينية

الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)

يجري الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي محادثات في دمشق اليوم (الخميس)، في اليوم الثاني من زيارته البارزة التي أكد خلالها دعم بلاده المتجدد لسوريا وتخللها توقيع مذكرة تفاهم لتعاون استراتيجي طويل المدى في مجالات عدّة بين البلدين.
وزيارة رئيسي إلى دمشق على رأس وفد وزاري رفيع هي الأولى لرئيس إيراني منذ أكثر من 12 عاماً، رغم الدعم الاقتصادي والسياسي والعسكري الكبير، الذي قدّمته طهران لدمشق وساعد في تغيير مجرى النزاع لصالح القوات الحكومية. وتأتي هذه الزيارة في خضمّ تقارب بين الرياض وطهران اللتين أعلنتا في مارس (آذار) استئناف علاقاتهما بعد طول قطيعة، بينما يسجَّل انفتاح عربي، سعودي خصوصاً، تجاه دمشق التي قاطعتها دول عربية عدة منذ عام 2011.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1654027328727711744
وبعدما أجرى محادثات سياسية موسّعة مع نظيره السوري بشار الأسد الأربعاء، يلتقي رئيسي في اليوم الثاني من زيارته وفداً من ممثلي الفصائل الفلسطينية، ويزور المسجد الأموي في دمشق، على أن يشارك بعد الظهر في منتدى لرجال أعمال من البلدين.
وأشاد رئيسي الأربعاء بـ«الانتصار»، الذي حقّقته سوريا بعد 12 عاماً من نزاع مدمر، «رغم التهديدات والعقوبات» المفروضة عليها، مؤكّداً أنّ العلاقة بين البلدين «ليست فقط علاقة سياسية ودبلوماسية، بل هي أيضاً علاقة عميقة واستراتيجية».
ووقّع الرئيسان، وفق الإعلام الرسمي، مذكرة تفاهم لـ«خطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد»، التي تشمل مجالات عدة بينها الزراعة والسكك الحديد والطيران المدني والنفط والمناطق الحرة. وقال رئيسي إنه «كما وقفت إيران إلى جانب سوريا حكومة وشعباً في مكافحة الإرهاب، فإنها ستقف إلى جانب أشقائها السوريين في مجال التنمية والتقدم في مرحلة إعادة الإعمار».
ومنذ سنوات النزاع الأولى أرسلت طهران إلى سوريا مستشارين عسكريين لمساندة الجيش السوري في معاركه ضدّ التنظيمات «المتطرفة» والمعارضة، التي تصنّفها دمشق «إرهابية». وساهمت طهران في دفع مجموعات موالية لها، على رأسها «حزب الله» اللبناني، للقتال في سوريا إلى جانب القوات الحكومية.
وهدأت الجبهات في سوريا نسبياً منذ 2019. وإن كانت الحرب لم تنته فعلياً. وتسيطر القوات الحكومية حالياً على غالبية المناطق التي فقدتها في بداية النزاع. وبات استقطاب أموال مرحلة إعادة الإعمار أولوية لدمشق بعدما أتت الحرب على البنى التحتية والمصانع والإنتاج.
وزار الأسد طهران مرتين بشكل معلن خلال السنوات الماضية، الأولى في فبراير (شباط) 2019 والثانية في مايو (أيار) 2022، والتقى خلالها رئيسي والمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي.
وكان الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد زار دمشق في 18 سبتمبر (أيلول) 2010. قبل ستة أشهر من اندلاع النزاع، الذي أودى بأكثر من نصف مليون سوري، وتسبب في نزوح وتهجير أكثر من نصف عدد السكان داخل البلاد وخارجها.