انهيار بورصة طوكيو وتراجع أقل حدة في بورصات الصين بسبب «كورونا»

مشاة يظهرون أمام شاشة تبرز مؤشر نيكاي لسوق الأسهم اليابانية خلال جلسة التداول الصباحية في طوكيو (إ.ب.أ)
مشاة يظهرون أمام شاشة تبرز مؤشر نيكاي لسوق الأسهم اليابانية خلال جلسة التداول الصباحية في طوكيو (إ.ب.أ)
TT

انهيار بورصة طوكيو وتراجع أقل حدة في بورصات الصين بسبب «كورونا»

مشاة يظهرون أمام شاشة تبرز مؤشر نيكاي لسوق الأسهم اليابانية خلال جلسة التداول الصباحية في طوكيو (إ.ب.أ)
مشاة يظهرون أمام شاشة تبرز مؤشر نيكاي لسوق الأسهم اليابانية خلال جلسة التداول الصباحية في طوكيو (إ.ب.أ)

لا يزال القلق يسيطر اليوم (الثلاثاء) على البورصات الآسيوية على وقع تسارع انتشار وباء كوفيد - 19 خارج الصين، مثيرا مخاوف من انعكاسات كبرى على مستوى الاقتصاد الكلي، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وفي بورصة طوكيو التي أغلقت أمس (الاثنين) في يوم عطلة، أقفل مؤشر نيكاي لأكبر 225 سهما على تراجع بنسبة 3.3 في المائة هابطا بمقدار 781.33 نقطة إلى 22605.41 نقطة، فيما خسر مؤشر توبيكس 3.81 في المائة ومؤشر توبيكس الموسع 3.33 في المائة مسجلا 1618.26 نقطة.
وفي الصين، أقفلت الأسواق المالية على تباين، فتراجع مؤشر شنغهاي المركب بنسبة 0.60 في المائة إلى 3013.05 نقطة فيما ارتفع مؤشر شينزن بنسبة 0.51 في المائة مسجلا 1943.17 نقطة. أما مؤشر هانغ سينغ في بورصة هونغ كونغ، فحقق ارتفاعا طفيفا بنسبة 0.13 في المائة قبل ساعة من الإغلاق.
وكانت الأسواق المالية العالمية تدهورت أمس في ظل انتشار فيروس كورونا المستجدّ في العالم.
وفي وول ستريت، شهد مؤشر داو جونز أسوأ جلسة منذ أكثر من سنتين متراجعا بنسبة 3.56 في المائة، كما تراجع مؤشر ناسداك بنسبة 3.71 في المائة ومؤشر ستاندارد أند بورز 100 بنسبة 3.35 في المائة.
أما في أوروبا، فأقفلت البورصات على خسائر تراوحت بين 3 في المائة وأكثر من 5 في المائة، ولا سيما في باريس (3.94 في المائة) ولندن (3.34 في المائة) وفرانكفورت (4.01 في المائة) وميلانو (5.43 في المائة) وزيوريخ (3.58 في المائة) ومدريد (4.07 في المائة).
وسجل مؤشر يوروستوكس 50 لمنطقة اليورو تراجعا بنسبة 4.01 في المائة.
ومع هبوط الأسهم وفي طليعتها أسهم القطاعات المرتبطة بالصين مثل المواد الأولية والسيارات والسياحة والمنتجات الفاخرة، توجه المستثمرون إلى الملاذات مثل الذهب وسندات الدولة.
وبعدما حقق الذهب خلال الجلسة الصباحية أمس سعرا قياسيا جديدا هو الأعلى منذ سبع سنوات ببلوغه 1689.31 دولارا للأونصة، عاد وتراجع قرابة الساعة 8:00 ت.غ اليوم إلى 1641.66 دولارا.
وأوضح مدير الأسهم في شركة «دوم فينانس» دانيال لاروتورو لوكالة الصحافة الفرنسية أن «السوق متخوفة من أن يؤدي تزايد الإصابات خارج الصين إلى وباء عالمي تكون له تبعات كبرى على الاقتصاد الكلي». وتابع: «طالما أنه كان يتهيّأ لنا أن الوباء محصور في الصين، كانت الأسباب التي تدعو إلى القلق أقلّ شأنا. أما الآن، مع تزايد الإصابات خارج الصين، في كوريا الجنوبية وإيران ومجددا في إيطاليا، فإن الأسواق تعيد تقييم الوطأة المحتملة على الاقتصاد الكلي».
فبعد شهرين على ظهور فيروس كورونا المستجدّ في وسط الصين، تسارع انتشار الوباء عبر العالم مع زيادات كبيرة في الإصابات في كوريا الجنوبية وإيران اللتين تعدّان على التوالي أكبر عدد من الإصابات ومن الوفيات خارج الصين.
أما إيطاليا التي سجلت وفاة ثمانية أشخاص جراء الوباء، فأصبحت أول بلد أوروبي يفرض حجرا صحيا على حوالي عشر مدن في الشمال.
وأعلن رئيس الوزراء الإيطالي جيوسيبي كونتي اليوم أن انتشار الوباء في شمال البلاد ناجم عن سوء إدارة «مستشفى».
كما أعلنت خمس دول أمس تسجل أول إصابات فيها، وهي أفغانستان والبحرين والكويت والعراق وعمان.
وأوضح المحلل لدى شركة «إي جيه فرانس» ألكسندر باراديز: «في البدء كانت إيران، ثم إيطاليا» وبالتالي فإن الأمر «يطال فضاء شينغن، ما يطرح مشكلة حقيقية إذ أنها منطقة مفتوحة».
ودعت منظمة الصحة العالمية جميع الدول إلى الاستعداد لـ«وباء عالمي محتمل»، معتبرة أن «الزيادة المفاجئة» في الإصابات الجديدة خارج الصين «مقلقة للغاية».
ورأى باراديز أن المستثمرين يجدون «صعوبة في تقييم ثمن هذا الخطر»، وهو ما تعكسه الأسواق.
وحذّرت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا الأحد خلال اجتماع لمجموعة العشرين في الرياض، بأن «فيروس كوفيد 19. وهو حالة طوارئ صحية عالمية، يعطّل النشاط الاقتصادي في الصين وقد يعرض الانتعاش للخطر».
وكتب المحلل لدى «إي جيه فرانس» فنسان بوي في مذكرة أنه مع اقتراب استكمال إعلان النتائج المالية للعام 2019 فإن «انتشار فيروس كورونا المستجدّ قد ينعكس بشكل متزايد على أرقام الفصل الأول».
ولا شك أن أي توضيح يصدر بشأن النتائج الاقتصادية الصينية المنتظر إعلانها قريبا سيكون تحت المجهر، وكذلك أرقام إجمالي الناتج الداخلي في ألمانيا اليوم وفي الولايات المتحدة الخميس، كما ستراقب مؤشرات ثقة المستهلكين في أول اقتصاد في العالم.


مقالات ذات صلة

بالعودة إلى «الأساسيات»... بروفيسور يجد الحل لإنقاص الوزن بشكل دائم

صحتك كيف تنقص الوزن بشكل دائم؟ (شاترستوك)

بالعودة إلى «الأساسيات»... بروفيسور يجد الحل لإنقاص الوزن بشكل دائم

دائماً ما يوجد حولنا أشخاص «يتمتعون بعملية أيض سريعة»، أو على الأقل نعتقد ذلك، هؤلاء الأشخاص لديهم شهية كبيرة، ومع ذلك لا يكتسبون وزناً أبداً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الضغط الإضافي قد يؤدي إلى إتلاف ممرات الأنف ما يزيد من فرص حدوث نزيف مؤلم (رويترز)

طريقة تنظيف أنفك الخاطئة قد تضر بك... ما الأسلوب الأمثل لذلك؟

لقد لجأ مؤخراً أخصائي الحساسية المعتمد زاكاري روبين إلى منصة «تيك توك» لتحذير متابعيه البالغ عددهم 1.4 مليون شخص من العواقب الخطيرة لتنظيف الأنف بشكل خاطئ.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تلقي الإهانة من صديق مؤلم أكثر من استقبال التعليقات السيئة من الغرباء (رويترز)

لماذا قد تنتهي بعض الصداقات؟

أكد موقع «سيكولوجي توداي» على أهمية الصداقة بين البشر حيث وصف الأصدقاء الجيدين بأنهم عامل مهم في طول العمر

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تورم القدمين قد يشير لعدد من المشكلات الصحية (رويترز)

8 إشارات تنبهك بها قدماك إذا كنت تعاني من مشاكل صحية

قالت صحيفة «إندبندنت» البريطانية إن الأقدام يمكن أن تساعد على التنبيه بوجود مشاكل صحية إذ إن أمراضاً مثل القلب والسكتات الدماغية يمكن أن تؤثر على القدمين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الصين تقول إن فيروس «إتش إم بي في» عدوى تنفسية شائعة (إ.ب.أ)

الصين: الإنفلونزا تظهر علامات على الانحسار والعدوى التنفسية في ازدياد

قال المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها، الخميس، إنه رغم ظهور علامات تباطؤ في معدل فيروس الإنفلونزا بالبلاد، فإن الحالات الإجمالية للأمراض التنفسية.

«الشرق الأوسط» (بكين)

الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
TT

الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)

قالت الأمم المتحدة، في وقت متأخر، يوم الخميس، إن الاقتصاد العالمي قاوم الضربات التي تعرَّض لها بسبب الصراعات والتضخم، العام الماضي، وإنه من المتوقع أن ينمو بنسبة ضعيفة تبلغ 2.8 في المائة في 2025.

وفي تقرير «الوضع الاقتصادي العالمي وآفاقه (2025)»، كتب خبراء اقتصاد الأمم المتحدة أن توقعاتهم الإيجابية كانت مدفوعة بتوقعات النمو القوية، وإن كانت بطيئة للصين والولايات المتحدة، والأداء القوي المتوقع للهند وإندونيسيا. ومن المتوقَّع أن يشهد الاتحاد الأوروبي واليابان والمملكة المتحدة انتعاشاً متواضعاً، كما يقول التقرير.

وقال شانتانو موخيرجي، رئيس فرع مراقبة الاقتصاد العالمي في قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة: «نحن في فترة من النمو المستقر والضعيف. قد يبدو هذا أشبه بما كنا نقوله، العام الماضي، ولكن إذا دققنا النظر في الأمور، فستجد أن الأمور تسير على ما يرام».

ويقول التقرير إن الاقتصاد الأميركي تفوق على التوقعات، العام الماضي، بفضل إنفاق المستهلكين والقطاع العام، لكن من المتوقَّع أن يتباطأ النمو من 2.8 في المائة إلى 1.9 في المائة هذا العام.

ويشير التقرير إلى أن الصين تتوقع تباطؤ نموها القوي قليلاً من 4.9 في المائة في عام 2024 إلى 4.8 في المائة في عام 2025، وذلك بسبب انخفاض الاستهلاك وضعف قطاع العقارات الذي فشل في تعويض الاستثمار العام وقوة الصادرات. وهذا يجبر الحكومة على سن سياسات لدعم أسواق العقارات ومكافحة ديون الحكومات المحلية وتعزيز الطلب. ويشير التقرير إلى أن «تقلص عدد سكان الصين وارتفاع التوترات التجارية والتكنولوجية، إذا لم تتم معالجته، قد يقوض آفاق النمو في الأمد المتوسط».

وتوقعت الأمم المتحدة، في يناير (كانون الثاني) الماضي، أن يبلغ النمو الاقتصادي العالمي 2.4 في المائة في عام 2024. وقالت، يوم الخميس، إن المعدل كان من المقدَّر أن يصبح أعلى، عند 2.8 في المائة، ويظل كلا الرقمين أقل من معدل 3 في المائة الذي شهده العالم قبل بدء جائحة «كوفيد - 19»، في عام 2020.

ومن المرتقب أن ينتعش النمو الأوروبي هذا العام تدريجياً، بعد أداء أضعف من المتوقع في عام 2024. ومن المتوقَّع أن تنتعش اليابان من فترات الركود والركود شبه الكامل. ومن المتوقَّع أن تقود الهند توقعات قوية لجنوب آسيا، مع توقع نمو إقليمي بنسبة 5.7 في المائة في عام 2025، و6 في المائة في عام 2026. ويشير التقرير إلى أن توقعات النمو في الهند بنسبة 6.6 في المائة لعام 2025، مدعومة بنمو قوي في الاستهلاك الخاص والاستثمار.

ويقول التقرير: «كان الحدّ من الفقر العالمي على مدى السنوات الثلاثين الماضية مدفوعاً بالأداء الاقتصادي القوي. وكان هذا صحيحاً بشكل خاص في آسيا؛ حيث سمح النمو الاقتصادي السريع والتحول الهيكلي لدول، مثل الصين والهند وإندونيسيا، بتحقيق تخفيف للفقر غير مسبوق من حيث الحجم والنطاق».

وقال لي جون هوا، مدير قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية: «لقد تجنَّب الاقتصاد العالمي إلى حد كبير الانكماش واسع النطاق، على الرغم من الصدمات غير المسبوقة في السنوات القليلة الماضية، وأطول فترة من التشديد النقدي في التاريخ». ومع ذلك، حذر من أن «التعافي لا يزال مدفوعاً في المقام الأول بعدد قليل من الاقتصادات الكبيرة».