أسعار النفط تخفض مؤشر الأسهم السعودية لأدنى مستوى منذ 4 شهور

60 % من الشركات أظهرت تحسناً في الأداء وفق نتائجها المالية لـ2019

سوق الأسهم السعودية تتأثر بتراجعات أسعار النفط الحادة أمس (الشرق الأوسط)
سوق الأسهم السعودية تتأثر بتراجعات أسعار النفط الحادة أمس (الشرق الأوسط)
TT

أسعار النفط تخفض مؤشر الأسهم السعودية لأدنى مستوى منذ 4 شهور

سوق الأسهم السعودية تتأثر بتراجعات أسعار النفط الحادة أمس (الشرق الأوسط)
سوق الأسهم السعودية تتأثر بتراجعات أسعار النفط الحادة أمس (الشرق الأوسط)

شهدت سوق الأسهم السعودية، أمس (الاثنين)، تراجعات بنحو 2.9 في المائة، الأمر الذي ساهم في انخفاض مؤشر السوق إلى أدنى مستوى له منذ 4 أشهر، فيما تأتي هذه التراجعات تحت تأثير انخفاضات حادة شهدتها أسعار النفط بفعل مخاوف انتشار فيروس «كورونا».
ورغم انخفاض مؤشر سوق الأسهم السعودية، أغلقت عدد من الشركات المدرجة على ارتفاع، محققة نسبة صعود يصل مداها إلى 10 في المائة، وذلك لسهم شركة «الوطنية للتعلم» الذي حقق أعلى سعر له منذ الإدراج.
وتزامن انخفاض مؤشر سوق الأسهم السعودية مع انخفاضات حادة لأسعار النفط، وهي الانخفاضات التي بلغت نسبتها نحو 4 في المائة في أثناء تداولات سوق الأسهم السعودية، ويأتي ذلك في الوقت الذي تترقب فيه الأسواق العالمية المعلومات الواردة حول انتشار فيروس «كورونا»، ومدى تأثر الاقتصاد العالمي بذلك. وحتى يوم أمس، أعلنت 50 شركة مدرجة أسهمها في تعاملات سوق الأسهم السعودية نتائجها المالية المكتملة لعام 2019. وأظهرت هذه النتائج تحسن الأداء المالي لما نسبته 60 في المائة من عدد هذه الشركات المعلنة، الأمر الذي يعطي مؤشرات إيجابية على صعيد النتائج المالية للشركات المدرجة.
وفيما يخص تداولات سوق الأسهم السعودية، ارتفعت القيمة النقدية المتداولة إلى مستويات 4.4 مليار ريال (1.17 مليار دولار)، مسجلة بذلك زيادة ملحوظة عن تداولات الأيام القليلة الماضية، فيما يأمل المتداولون في تعاملات السوق أن ينجح المؤشر العام في التماسك فوق مستويات 7700 نقطة. وشهدت الأسواق العالمية، أمس، موجة من التراجعات، الأمر الذي يجعلها خلال الأيام الحالية يتأثر ببعضها ببعض. ويأتي ذلك في وقت ما زالت فيه الشركات السعودية تعلن نتائجها المالية للربع الأخير من عام 2019، وهي النتائج المكملة للنتائج المالية السنوية للعام الماضي.
وفي هذا الخصوص، أنهى مؤشر سوق الأسهم السعودية تداولاته على تراجع بنسبة 2.9 في المائة، مغلقاً بذلك عند مستويات 7747 نقطة، أي بخسارة 235 نقطة، مسجلاً أدنى إغلاق في نحو 4 أشهر، وسط تداولات نشطة من حيث السيولة النقدية المتداولة، مقارنة بالجلسات الماضية.
وشهدت الجلسة تراجعاً لأغلب الأسهم المتداولة، فيما أنهت أسهم 8 شركات تداولاتها على اللون الأخضر، الأمر الذي دفع كثيراً من أسهم الشركات المتداولة إلى تسجيل تراجعات بلغت نسبتها أقل من حجم تراجعات مؤشر السوق، فيما أغلقت بعض الأسهم القيادية المؤثرة على مؤشر السوق على تراجعات تصل إلى 4 في المائة. وحتى تداولات أمس، أعلنت 50 شركة مدرجة في تعاملات سوق الأسهم السعودية نتائجها المالية للربع الأخير من عام 2019، فيما أظهرت النتائج السنوية لعام 2019 لهذه الشركات تحسن الأداء المالي لـ30 شركة (تمثل نحو 60 في المائة من عدد الشركات المعلنة).
ومن المنتظر أن تنتهي فترة إعلان الشركات المدرجة عن نتائجها المالية للربع الأخير من عام 2019 نهاية شهر مارس (آذار) المقبل. ويأتي ذلك في الوقت الذي يأمل فيه المستثمرون أن تلعب نتائج الشركات خلال الفترة المقبلة دوراً مهماً في تعزيز الأداء الإيجابي لتعاملات السوق، والعودة مجدداً إلى مستويات 8 آلاف نقطة.


مقالات ذات صلة

رئيس «تداول»: رفع «موديز» التصنيف الائتماني للسعودية يعزز ثقة المستثمرين

الاقتصاد مستثمر أمام شعار شركة «تداول» السعودية (الشرق الأوسط)

رئيس «تداول»: رفع «موديز» التصنيف الائتماني للسعودية يعزز ثقة المستثمرين

قال الرئيس التنفيذي لمجموعة «تداول» السعودية، المهندس خالد الحصان، إن إعلان وكالة «موديز» رفع التصنيف الائتماني للمملكة إلى «إيه إيه 3» يعزز ثقة المستثمرين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

رفعت وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني تصنيف السعودية إلى «إيه إيه 3» (Aa3) من «إيه 1»، مشيرة إلى جهودها لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط.

«الشرق الأوسط» (نيويورك) «الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

سطرت السعودية التاريخ بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد العوهلي متحدثاً للحضور في منتدى المحتوى المحلي (الشرق الأوسط)

نسبة توطين الإنفاق العسكري بالسعودية تصل إلى 19.35 %

كشف محافظ الهيئة العامة للصناعات العسكرية المهندس أحمد العوهلي عن وصول نسبة توطين الإنفاق العسكري إلى 19.35 في المائة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
TT

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024، مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، لتتحول إلى الربحية وبنسبة نمو تجاوزت 200 في المائة.إذ وصلت أرباحها إلى نحو 525 مليون دولار (1.97 مليار ريال) مقارنةً بتسجيلها خسائر في العام السابق وصلت إلى 516 مليون دولار (1.93 مليار ريال).

ويأتي هذا التحول للربحية في النتائج المالية لشركات القطاع، وتحقيقها لقفزة كبيرة في الأرباح، بفعل ارتفاع الإيرادات ودخل العمليات والهامش الربحي وزيادة الكميات والمنتجات المبيعة.

ومن بين 11 شركة تعمل في مجال البتروكيميائيات مدرجة في «تداول»، حققت 8 شركات ربحاً صافياً، وهي: «سابك»، و«سابك للمغذيات»، و«ينساب»، و«سبكيم»، و«المجموعة السعودية»، و«التصنيع»، و«المتقدمة»، و«اللجين»، في حين واصلت 3 شركات خسائرها مع تراجع بسيط في الخسائر مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، وهي: «كيمانول»، و«نماء»، و«كيان».

وبحسب إعلاناتها لنتائجها المالية في «السوق المالية السعودية»، حققت شركة «سابك» أعلى أرباح بين شركات القطاع والتي بلغت مليار ريال، مقارنةً بتحقيقها خسائر بلغت 2.88 مليار ريال للعام السابق، وبنسبة نمو تجاوزت 134 في المائة.

وحلت «سابك للمغذيات» في المركز الثاني من حيث أعلى الأرباح، رغم تراجع أرباحها بنسبة 21 في المائة، وحققت أرباحاً بقيمة 827 مليون ريال خلال الربع الثالث 2024، مقابل تسجيلها لأرباح بـ1.05 مليار ريال في الربع المماثل من العام السابق.

وفي المقابل، حققت «اللجين»، أعلى نسبة نمو بين الشركات الرابحة، وقفزت أرباحها بنسبة 1936 في المائة، بعد أن سجلت صافي أرباح بلغ 45.8 مليون ريال في الربع الثالث لعام 2024، مقابل أرباح بلغت 2.25 مليون ريال في العام السابق.

مصنع تابع لشركة كيميائيات الميثانول (كيمانول) (موقع الشركة)

توقعات استمرار التحسن

وفي تعليق على نتائج شركات القطاع، توقع المستشار المالي في «المتداول العربي» محمد الميموني خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن تستمر حالة التحسن في أرباح شركات قطاع البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، بفعل حالة ترقب التحسن في الاقتصاد الصيني الذي يعد من أهم وأكبر المستهلكين لمنتجات شركات البتروكيميكال، والاستقرار المتوقع في الأوضاع الجيوسياسية، مضيفاً أن تلك العوامل ستعمل على بدء انفراج في أسعار منتجات البتروكيميكال، وتجاوزها للمرحلة الماضية في تدني وانخفاض أسعارها. وقال «لا أتوقع أن يكون هناك مزيد من التراجع، ومن المتوقع أن يبدأ الاستقرار في أسعار منتجات البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، وهو مرهون بتحسن أسعار النفط، وتحسن الطلب على المنتجات».

وأشار الميموني إلى أن أسباب تراجع أرباح بعض شركات القطاع أو استمرار خسائرها يعود إلى انخفاض متوسط أسعار مبيعات منتجات البتروكيميكال نتيجة لاتجاه السوق والأسعار نحو الانخفاض بالإضافة إلى فترة الصيانة الدورية لعدد من مصانع شركات القطاع، وكذلك ارتفاع تكلفة وقود الديزل في الفترة منذ بداية يناير (كانون الثاني) 2024 وارتفاع تكلفة الشحن بسبب الاضطرابات الجيوسياسية التي أثرت على مسار الشحن من خلال مسار البحر الأحمر، وارتفاع تكاليف التمويل، ورغم اتجاه أسعار الفائدة نحو الانخفاض منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، فإنه لم ينعكس بشكل جيد على وضع نتائج شركات البتروكيميكال حتى الآن، مجدِّداً توقعه بتحسن النتائج المالية لشركات القطاع خلال الربعين المقبلين.

تحسن الكفاءة التشغيلية

من جهته، قال المحلل المالي طارق العتيق، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن شركات القطاع أظهرت منذ بداية السنة تحسناً في الكفاءة التشغيلية لجميع عملياتها وأدائها، وارتفاع في أعداد الكميات المنتجة والمبيعة، وتكيّف شركات القطاع مع تغير ظروف السوق. وقابل ذلك تحسّن ظروف السوق وزيادة الطلب على المنتجات البتروكيماوية، وتحسّن الهوامش الربحية ومتوسط الأسعار لبعض منتجات البتروكيميائيات الرئيسة.

وعّد العتيق تسجيل 8 شركات من أصل 11 شركة تعمل في القطاع، أرباحاً صافية خلال الربع الثالث، أنه مؤشر مهم على تحسن عمليات وأداء شركات القطاع، ومواكبتها لتغير الطلب واحتياج السوق، مضيفاً أن القطاع حساس جداً في التأثر بالظروف الخارجية المحيطة بالسوق وأبرزها: تذبذب أسعار النفط، والظروف والنمو الاقتصادي في الدول المستهلكة لمنتجات البتروكيميائيات وأهمها السوق الصينية، والأحداث الجيوسياسية في المنطقة وتأثيرها على حركة النقل والخدمات اللوجستية، لافتاً إلى أن تلك الظروف تؤثر في الطلب والتكاليف التشغيلية لمنتجات البتروكيميائيات، إلا أنها قد تتجه في الفترة الراهنة باتجاه إيجابي نحو تحسن السوق والطلب على منتجات البتروكيميائيات.