اكتشاف «كوفيد ـ 19» لدى سياح كوريين يربك إسرائيل

السلطة الفلسطينية تغلق مطاعم ومنشآت وتخضع العشرات للفحص

اكتشاف «كوفيد ـ 19» لدى سياح كوريين يربك إسرائيل
TT

اكتشاف «كوفيد ـ 19» لدى سياح كوريين يربك إسرائيل

اكتشاف «كوفيد ـ 19» لدى سياح كوريين يربك إسرائيل

تشهد إسرائيل حالة هلع منذ يومين، بعد اكتشاف 17 إصابة من فيروس «كورونا» الجديد لدى مجموعة سياح من كوريا الجنوبية بعد عودتهم إلى بلادهم.
وخصّص رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، معظم جلسة حكومته أمس لهذا الموضوع، تم خلالها التعبير الصريح عن «مخاوف من إمكانية انتشار العدوى وظهور حالات إصابة في إسرائيل بشكل يؤثر سلبا على الانتخابات البرلمانية التي ستجرى في يوم الاثنين القادم. وقد اتخذت إجراءات طوارئ في عشر بلدات قام السياح الكوريون بزيارتها.
وكان الوفد الكوري المذكور قد ضم 170 شخصا، وصلوا إلى إسرائيل قبل أسبوعين وأمضوا فيها عشرة أيام، وفقط بعد مغادرتهم البلاد، اكتشفت في صفوفهم تسع حالات إصابة بالفيروس. وخلال اليومين الماضيين، ارتفع عدد المصابين إلى 17.
وعلى إثر ذلك، طلبت وزارة الصحة الإسرائيلية من وزارة الخارجية تجميد الرحلات السياحية التي يجريها كوريون في البلاد، إذ تبين أن هناك وفودا سياحية تضم 1700 كوري. وقد باشرت الوزارة إدخالهم في حجر صحي، وتولى الجيش الإسرائيلي قسما من مهمة الحجر في إحدى قواعده القائمة جنوب شرقي القدس.
من جهتها، أكّدت السلطة الفلسطينية خلو الأراضي الفلسطينية من فيروس كورونا الجديد، لكنها أعلنت الطوارئ وأغلقت مطاعم ومنشآت زارها السياح الكوريون الجنوبيون. وقالت وزيرة الصحة الفلسطينية مي كيلة، أمس، إن فلسطين خالية بالكامل من فيروس «كوفيد - 19». وأضافت في مؤتمر صحافي عقدته في رام الله أن «كل العينات والفحوصات التي أجريت لم تثبت وجود أيه إصابات في المدن الفلسطينية، وأن كل الإجراءات التي تقوم بها الوزارة هي من باب الوقاية من المرض الوبائي».
وقالت كيلة إن الحكومة أطلقت خطة طوارئ وطنية للتصدي لهذا المرض، وخصّصت ميزانية خاصة لمواجهته والقيام بحملة توعوية حول أعراضه وطرق الوقاية منه، وتولي متابعة هذا الفيروس أهمية قصوى. وأكّدت كيلة أن الأطباء الفلسطينيين الذين سيتابعون الحالات التي تثبت إصابتها بالمرض خضعوا للتدريب في مستشفى «تل هشومير» الإسرائيلي بالداخل المحتل، بالتنسيق مع وزارة الصحة الإسرائيلية. وكشفت كيلة عن إجراء الطواقم الطبية بالوزارة 79 عينة لحالات يشتبه بإصابتهم بالفيروس، وكانت جميع النتائج سلبية، ولم تثبت إصابة أي منهم بالفيروس.
وقد أبلغ المدير العام لوزارة الصحة الإسرائيلية، موشيه بار سيمنطوف، الوزراء أمس عن تغيير في توجهات وإجراءات الوزارة فيما يتعلق بالتحضيرات لمواجهة فيروس كورونا الجديد وعلاجه، في أعقاب زيارة الوفد الكوري. وقال إن هذه الزيارة شكلت «حدثاً كبيراً ومعقداً، ونحن ما زلنا نبذل جهودا للسيطرة على انتشار العدوى». وقال سيمانطوف، إن «تقديراتنا أن احتمال وجود مريض بفيروس كورونا في إسرائيل ارتفعت بشكل كبير نتيجة زيارة الوفد الكوري. ربما كان هناك المئات من الاتصالات مع السياح الكوريين. نحث الجمهور على التعاون».
وأعلن سيمنطوف، عن «تزايد كبير مقلق في أعداد المصابين بفيروس كورونا الجديد في كوريا الجنوبية واليابان في الساعات الأربع والعشرين الماضية»، وعليه فقد تقرر منع دخول كوريين إلى إسرائيل وأعيدت طائرة كورية إلى سيول، أمس، من مطار بن غوريون. وتقرر توجيه نداء للإسرائيليين الموجودين في كوريا إلى العودة إلى البلاد فورا.
وقد أثارت هذه الإجراءات غضب السلطات الكورية، فاستدعت القائمة بأعمال السفير الإسرائيلي رشا عثامنة (وهي من فلسطينيي 48)، إلى الخارجية لـ«جلسة توضيحية». وقالت صحيفة «هآرتس» العبرية، إن كوريا الجنوبية عبرت عن احتجاجها على طرد مواطنيها، وعلى رفض الفنادق الإسرائيلية استقبالهم، ولذلك فإن السياح من كوريا الجنوبية يواجهون مصاعب بالعثور على أماكن بديلة للنوم. ونقلت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية عن مصادر في وزارة الخارجية في سيول قولها إن الوزارة عبرت عن «احتجاج شديد» أمام الحكومة الإسرائيلية، وقالت فيه إنه «يحظر اتخاذ خطوات مبالغ فيها وغير معقولة» ضد مواطني كوريا الجنوبية.
وقررت وزارة الصحة الإسرائيلية، تطبيق الحجر الصحي لمدة 14 يوما على أي شخص كان على تماس مع وفود السياح من كوريا الجنوبية. ونفذت هذا القرار على 33 طالبا ومدرسا (30 طالبا وثلاثة مدرسين) من مدينة بئر السبع وجدوا في المناطق زارها الوفد السياحي الكوري، وعلى 66 طالباً ومرافقاً من مدرسة في كريات حاييم الواقعة في ضواحي حيفا، وعلى 90 طالباً وعشرة من أعضاء الهيئة التدريسية في إحدى مدارس العفولة، وجدوا في مناطق زارها الوفد السياحي الكوري، وعلى عشرة موظفين في سلطة الطبيعة والحدائق الإسرائيلية، بالإضافة إلى خمسة موظفين في غور تمناع جنوبي البلاد.
وأعلنت الوزارة عن اكتشاف أول إصابة بالفيروس لمواطنة عائدة من سفينة «دايموند برينسس»، التي كانت تخضع للحجر الصحي في ميناء «يوكوهاما» الياباني. كما أعلنت الوزارة، أمس الأحد، أن على المواطنين العائدين من تايوان وإيطاليا وأستراليا، وظهرت لديهم أعراض إصابة بفيروس كورونا الجديد، إجراء فحوص طبية.


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.