«كورونا» يعزل إيران... دول تغلق حدودها معها وتحظر الرحلات الجوية

إيرانيات يرتدين أقنعة الوقاية في وسائل مواصلات عامة بطهران (أ.ب)
إيرانيات يرتدين أقنعة الوقاية في وسائل مواصلات عامة بطهران (أ.ب)
TT

«كورونا» يعزل إيران... دول تغلق حدودها معها وتحظر الرحلات الجوية

إيرانيات يرتدين أقنعة الوقاية في وسائل مواصلات عامة بطهران (أ.ب)
إيرانيات يرتدين أقنعة الوقاية في وسائل مواصلات عامة بطهران (أ.ب)

فرض انتشار فيروس «كورونا» في إيران حالة من العزلة عليها، إذ قررت عدد من الدول المجاورة لها إغلاق الحدود وتعليق الرحلات معها في محاولة لمنع انتقال الفيروس إليها.
وأعلنت السلطات الإيرانية في وقت سبق اليوم ارتفاع أعداد الوفيات جراء الفيروس اليوم (الأحد)، إلى 8، فيم ظهرت 15 إصابة جديدة.
وأغلقت تركيا اليوم حدودها البرية «مؤقتاً» مع إيران وتعليق الرحلات الجوية. وقال وزير الصحة التركي فخر الدين كوجا للصحافيين: «قررنا إغلاق حدودنا البرية إثر تزايد عدد الإصابات في إيران»، كما سيتم تعليق الرحلات الجوية اعتباراً من الساعة 20:00 (17:00 ت غ)، وذلك وفقاً لما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.
ومن جانبه، أعلن مجلس الأمن القومي الأفغاني اليوم أن حكومة كابول «حظرت مؤقتاً» الرحلات بين أفغانستان وإيران وأوضح المجلس في بيان صدر إثر إعلان وفاة ثلاثة مصابين إضافيين بالفيروس في إيران أن «قرار حظر السفر مؤقتاً إلى إيران ومنها» براً وجواً اتخذ «من أجل احتواء انتشار فيروس كورونا في أفغانستان» حيث لم تسجل أي إصابة حتى الآن.
كما قررت الحكومة الأردنية اليوم منع دخول مواطني الصين وإيران وكوريا الجنوبية إلى أراضي المملكة في إطار جهود مكافحة انتشار الفيروس.
وقال وزير الدولة الأردني أمجد العضايلة في بيان: «في ظل تزايد عدد حالات الإصابة بالفيروس في إيران وكوريا الجنوبية مؤخراً، ومواكبة لما تطبقه العديد من الدول كإجراءات احترازية لمنع انتشار المرض، فقد قررت الحكومة منع دخول غير الأردنيين القادمين من إيران وكوريا الجنوبية إلى المملكة، بالإضافة إلى القادمين من الصين موطن المرض، وذلك كإجراء احترازي مؤقت».
وسجلت إيران، مساء السبت، سادس حالة وفاة بفيروس كورونا، وفق التلفزيون الرسمي، وهي الأعلى خارج الصين، فيما تم اكتشاف حالات إصابة جديدة، مما رفع العدد الإجمالي للإصابات إلى 28.
ومعظم حالات الإصابة في مدينة قم التي تبعد 120 كيلومتراً إلى الجنوب من العاصمة طهران.
إلى ذلك، دعا مسؤولو الصحة، الخميس، إلى تعليق كل التجمعات الدينية في قم.
وفي سياق متصل، قال رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي إن بلاده مدّت أجل حظر دخول الأجانب القادمين من إيران، وكانت بغداد حظرت دخول جميع الأجانب من إيران يوم الخميس ولمدة ثلاثة أيام، وقال عبد المهدي مساء أمس السبت إن الحظر سيمدد. ولم يحدد موعداً لانتهاء العمل به.
وقال مكتب عبد المهدي في بيان إن رئيس الوزراء أمر «بتمديد إيقاف استقبال الوافدين من إيران عدا العراقيين».
وكانت إيران قد قررت تعليق الرحلات الدينية إلى العراق بسبب المخاوف من فيروس كورونا، حسبما أفاد مسؤول يشرف على هذه الرحلات أمس.
وصدر القرار العراقي بعدما قررت الخطوط الجوية العراقية تعليق رحلاتها إلى إيران.
كما أغلقت باكستان أغلقت حدودها مع إيران، خشية انتشار فيروس كورونا المستجد، وذلك بعد أن رفعت السلطات حالة الطوارئ في المناطق القريبة من الحدود مع إيران، في ظل المخاوف من اتساع انتشار فيروس كورونا إيران.
وقال مسؤول حكومي كبير في محافظة بلوشستان (جنوب غرب) الحدودية مع إيران «أغلقنا حدودنا مع إيران على خلفية معلومات حول وجود حالات إصابة بفيروس كورونا المستجد في هذا البلد».
وأغلقت إيران الجامعات في العاصمة وعدد من محافظات البلاد للوقاية من التفشي المحتمل لفيروس كورونا، وفقاً لوكالة أنباء «إرنا» الرسمية، نقلاً عن مستشار وزارة الصحة الإيرانية علي رضا وهاب زادة في تصريح مساء السبت، وسط أنباء غير رسمية عن ارتفاع عدد الوفيات جراء فيروس كورونا إلى أكثر من 15 وفاة.


مقالات ذات صلة

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)
صحتك طفل يخضع لاختبار الكشف عن فيروس كورونا (أرشيفية - أ.ب)

دراسة: «كورونا» يزيد من خطر إصابة الأطفال والمراهقين بالسكري

كشفت دراسة جديدة عن أن عدوى فيروس كورونا تزيد من خطر إصابة الأطفال والمراهقين بمرض السكري من النوع الثاني مقارنة بعدوى أمراض الجهاز التنفسي الأخرى.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك جرعة من لقاح «كورونا» (رويترز)

رجل يتهم لقاح «فايزر» المضاد لـ«كورونا» بـ«تدمير حياته»

قال مواطن من آيرلندا الشمالية إن لقاح «فايزر» المضاد لفيروس كورونا دمر حياته، مشيراً إلى أنه كان لائقاً صحياً ونادراً ما يمرض قبل تلقي جرعة معززة من اللقاح.

«الشرق الأوسط» (لندن)

بهشلي يشعل جدلاً جديداً: دستور تركيا الجديد هدفه إبقاء إردوغان رئيساً

إردوغان وبهشلي خلال احتفال تركيا بذكرى تأسيس الجمهورية في 29 أكتوبر الماضي (الرئاسة التركية)
إردوغان وبهشلي خلال احتفال تركيا بذكرى تأسيس الجمهورية في 29 أكتوبر الماضي (الرئاسة التركية)
TT

بهشلي يشعل جدلاً جديداً: دستور تركيا الجديد هدفه إبقاء إردوغان رئيساً

إردوغان وبهشلي خلال احتفال تركيا بذكرى تأسيس الجمهورية في 29 أكتوبر الماضي (الرئاسة التركية)
إردوغان وبهشلي خلال احتفال تركيا بذكرى تأسيس الجمهورية في 29 أكتوبر الماضي (الرئاسة التركية)

فجر رئيس حزب «الحركة القومية» دولت بهشلي جدلاً جديداً في تركيا بإعلانه أن هدف الدستور الجديد للبلاد سيكون تمكين الرئيس رجب طيب إردوغان من الترشح للرئاسة مجدداً.

كما أكد إصراره على دعوة زعيم «حزب العمال الكردستاني» السجين، عبد الله أوجلان، للحديث بالبرلمان في الوقت الذي يسود توتر واسع على خلفية اعتقال وعزل عدد من رؤساء البلديات من أحزاب المعارضة بدعوى وجود صلات تربطهم بـ«العمال الكردستاني»، المصنف منظمة إرهابية.

وألقى بهشلي بقنبلة جديدة خلال حديثه أمام مجموعة حزبه بالبرلمان الثلاثاء، عندما تطرق إلى الدستور الجديد، الذي يسعى الرئيس إردوغان لإقراره، قائلاً إن «إردوغان ضمانة للبلاد، ومن الطبيعي والصحيح أن يتم انتخابه مرة أخرى».

بهشلي متحدثاً بالبرلمان التركي الثلاثاء (حزب الحركة القومية)

وأضاف: «يقولون (المعارضة) إننا كنا نبحث عن طريقة لانتخاب رئيسنا الموقر مرة أخرى، وأقول لهم إنه إذا تم استئصال الإرهاب من حياتنا، وإذا تعرض وحش التضخم لضربة، وإذا وصلت تركيا إلى ذروة الاستقرار السياسي والاقتصادي، فأليس من الطبيعي والصحيح أن ننتخب رئيسنا السيد رجب طيب إردوغان مرة أخرى؟».

وتابع بهشلي: «ماذا سنفعل؟ هل سنبحث عن مرشحين داخل حزب الشعب الجمهوري قبل 4 سنوات من الانتخابات؟ أليس من بين مهامنا المقبلة اتخاذ الترتيبات الدستورية اللازمة؟ السيد إردوغان هو الضمانة لبناء قرن تركيا، فهو محب للأمة، وهو بخبرته وعلمه الخيار الوحيد بالنسبة لنا».

وأصبح بهشلي، الذي عرف بـ«رجل اللاءات»، حليفاً وثيقاً لإردوغان وداعماً للانتقال إلى النظام الرئاسي الذي بدأ العمل عام 2018، بعد تعديل الدستور في عام 2017، لكن بموجب تلك التعديلات لا يحق لإردوغان الترشح للرئاسة أكثر من فترتين رئاسيتين، ولا يحق له الترشح في الانتخابات المقبلة عام 2028، إلا عبر تعديل الدستور، أو التوجه إلى الانتخابات المبكرة بناء على طلب 360 نائباً بالبرلمان (3 أخماس عدد نواب البرلمان الـ600).

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان وحليفه دولت يهشلي (الرئاسة التركية)

ويعد حزب «الحركة القومية»، برئاسة بهشلي، الشريك الأساسي لحزب "العدالة والتنمية" الحاكم، في"تحالف الشعب"، ويسعيان لوضع دستور جديد للبلاد، كشف بهشلي، عن أنه يستهدف فتح الطريق لإردوغان للترشح مرة أخرى.

المشكلة الكردية

من ناحية أخرى، أكد بهشلي تمسكه بالدعوة التي وجهها لحضور زعيم «حزب العمال الكردستاني» السجين، أوجلان، إلى البرلمان، وإعلان انتهاء الإرهاب، مقابل النظر في تعديلات قانونية تمكنه من التمتع بـ«الحق في الأمل»، أي إمكانية الإفراج عنه رغم عقوبة السجن المشدد مدى الحياة التي يواجهها.

وقال بهشلي: «لا توجد مشكلة كردية في تركيا، بل هناك محاولة انفصالية، إذا كان زعيم العمال الكردستاني سيعلن نهاية الإرهاب، فعليه أن يقف أمام مجموعة حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب ويعلن ذلك، وأنا أقف وراء كلامي وأصر على عرضي».

وأثار اقتراح بهشلي، في 22 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بشأن مسار سلام محتمل لحل المشكلة الكردية في تركيا من خلال مشاركة أوجلان نقاشاً واسع النطاق. وقدم إردوغان الدعم لمبادرة مبادرة حليفه، ووصف نهجه بأنه «فرصة تاريخية لتعزيز الأخوة».

وبعد يوم واحد من دعوة بهشلي، تبنى «حزب العمال الكردستاني» المسؤولية عن الهجوم الذي وقع في 23 أكتوبر (تشرين الأول) على مقر شركة صناعات الطيران والفضاء في أنقرة، والذي أسفر عن مقتل 5 أشخاص وإصابة 22 آخرين.

وأعقبت هذه الدعوى مصافحة بهشلي، فجأة، نواب حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب» في افتتاح السنة التشريعية الجديدة بالبرلمان في أول أكتوبر.

مصافحة بهشلي للنواب الأكراد بالبرلمان فجرت جدلاً واسعاً (إعلام تركي)

وعلق بهشلي على قرار اعتقال رئيس بلدية أسنيورت من حزب «الشعب الجمهوري»، أحمد أوزار، ورؤساء بلديات ماردين وبطمان وهالفيتي (إحدى بلديات ولاية شانلي أورفا) بتهم تتعلق بالإرهاب والاتصال بـ«العمال الكردستاني»، والتابعين لحزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، قائلاً إن على رؤساء البلديات الذين تمت إقالتهم واستبدال أوصياء بهم، انتظار الإجراءات القانونية.

الشرطة أغلقت مداخل بلدية هالفيتي في شانلي أورفا بعد عزل رئيسها الاثنين (إعلام تركي)

ووصف رد فعل حزب «الشعب الجمهوري» ضد تعيين الأوصياء بأنها «استفزازية»، وادعى أن رئيس بلدية ماردين، السياسي الكردي المخضرم أحمد تورك، الذي قال إنه يعاني مشاكل صحية لتقدمه في العمر (83 عاماً)، تعرض للاستغلال، من جانب ذلك الحزب.

المعارضة ترد

ورد رئيس حزب «الشعب الجمهوري»، أوزغور أوزال، على ما أعلنه بهشلي بشأن الدستور وإعادة ترشيح إردوغان، قائلاً: «اتضح أن همهم الرئيسي ليس القضية الكردية بل إعادة انتخاب إردوغان».

وقال أوزال، أمام اجتماع المجمعة البرلمانية لحزبه بالبرلمان: «قلنا منذ البداية إنه لا يمكن وضع الدستور الجديد مع من لا يلتزم بالدستور الحالي».

رئيس حزب «الشعب الجمهوري» وعن يساره رئيس بلدية ماردين المعزول أحمد تورك ورئيسة بلدية بطمان المعزولة غولستان شونوك (إعلام تركي)

بدوره، رد رئيس بلدية ماردين المعزول، أحمد تورك، على حديث بهشلي بأنه تعرض للاستغلال، قائلاً إنه لا أحد يمكنه أن يستغل الأكراد وهم يعرفون تماماً ماذا يريدون، مؤكداً أنه «لا يمكن حل المشاكل بمد يد ووضع عصا في اليد الأخرى».

واستمر التوتر في البلديات الثلاث التي تم عزل رؤسائها المنتخبين، الاثنين، وتعيين أوصياء بدلاً منهم بدعوى ارتباطهم بالإرهاب. كما استمر التوتر في أسنيورت التي تم اعتقال رئيسها أحمد أوزار، الأربعاء الماضي، بالتهمة نفسها وتجددت المصادمات بين الشرطة ونواب وأعضاء حزب «الشعب الجمهوري» الذين حاولوا دخول مبنى البلدية وعقد اجتماع بها، كما شهدت منطقة أسنيورت احتجاجات شعبية على سياسة الحكومة.