شهد وعده بإنهاء «الحروب الغبية التي لا نهاية لها» اضطراباً، فقد أصدر الرئيس دونالد ترمب أمراً بسحب قوة صغيرة من سوريا، لكنه عاد وتركها هناك، بينما يهتز توازن القوى الهش بطريقة تفيد الحكومة السورية وداعمها الرئيسي. في إيران، تردد ترمب علناً. وقال في إحدى المراحل إنه أرسل طائرات قاذفة لكنه استدعاها في اللحظة الأخيرة. لكنه ربما وجد ضالته في أفغانستان. يعتبر الإعلان عن الاتفاق من قبل وزير الخارجية مايك بومبيو و«طالبان» علامة فارقة. وسيتبع خفض العنف لمدة أسبوع واحد التوقيع في 29 فبراير (شباط) في الدوحة، لبحث شروط عملية سلام أوسع وانسحاب أميركي. لكن تبقى احتمالية حدوث بعض الأمور بشكل خطأ أو غير متوقع.
في سبتمبر (أيلول) الماضي، أدهش ترمب الكثيرين في واشنطن وحول العالم بتغريدة تؤكد أنه دعا حركة «طالبان» إلى المنتجع الرئاسي الأميركي في كامب ديفيد، لكنه ألغى الاجتماع غير العادي. وأثارت المناورة غضب الكثيرين في واشنطن الذين اعتبروا أن ترمب يحاول إعداد انقلاب في العلاقات العامة، مستخدماً أعداء البلاد القتلة دعائم.
هناك دعم قوي في الولايات المتحدة للانسحاب من أفغانستان بعد عقدين من الزمن لم يسفرا عن هزيمة «طالبان»، في حين تتعرض القوات الأميركية لخسائر لا معنى لها. ويقول معارضون إن إنهاء الحرب التي اندلعت في عام 2001 سيحصل رغم الأخطاء السياسية التي يرتكبها ترمب. لكن المؤيدين والرئيس نفسه ستكون لديهم حجة دامغة قبل انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني)، مفادها أنه وفى بوعده الأساسي بإنهاء حرب لا تحظى بشعبية.
يتعرض الرئيس ترمب غالباً للانتقادات، ويوصف كما يقول المثل الأميركي بأنه ثور في متجر خزف صيني عندما يتعلق الأمر بالسياسة الخارجية، لكن الاتفاق مع «طالبان» سيتيح له إعلان النصر وتحقيق وعد رئيسي بالانتخابات. وقال مسؤول كبير بالإدارة للصحافيين، كما نقلت عنه الصحافة الفرنسية، قبل الإعلان الجمعة عن هدنة جزئية وخطط لمحادثات سلام لاحقة بين الأفغان وانسحاب للقوات الأميركية إن «الفضل في ذلك يعود للرئيس».
وقال روبرت غوتمان، الأستاذ في جامعة جونز هوبكنز: «حتى لو كان ذلك غير صحيح، سيصف الرئيس هذا بالنصر ويسحب بعض الجنود لإظهار أنه الرابح وقاعدته ستصفق لذلك». كما فعل تماماً في الداخل، يسعى الزعيم الجمهوري إلى الإخلال بالوضع الراهن على الساحة الدولية أو ببساطة تمزيقه. لقد استخف بأعمق التحالفات الأميركية مع الأوروبيين وحلف شمال الأطلسي. كما أشاد بخصوم الولايات المتحدة وأعدائها في روسيا والصين.
ومع كل الجرأة وبداهته أيام العمل بالعقارات في نيويورك، يسعى إلى الانسحاب من اتفاقات دبلوماسية في حين كان أسلافه يعتبرون أن ذلك أمر مستحيل. وكانت النتيجة نجاحاً نوعاً ما. ومن الواضح أن ترمب اعتقد أن لمساته الشخصية يمكن أن تحل مشكلة النووي مع كوريا الشمالية، لكن لقاءات 3 مع كيم يونغ أون بالكاد حركت شيئاً. لقد انسحب من اتفاق دولي مهم بشأن طموحات طهران النووية، وحتى أمر بقتل الجنرال الأكثر نفوذاً في البلاد. لكن لا تزال المواجهة مستمرة. ويقول مسؤولون إن قرار ترمب المفاجئ بوقف المفاوضات مؤقتاً هو في الواقع ما أقنع «طالبان» بأنها ستحتاج إلى بذل جهود أكبر لإقناع الجانب الأميركي بجديتهم في المفاوضات. وقال المسؤول بالإدارة: «لقد كانت تغريدة الرئيس ترمب والمواقف اللاحقة التي اتخذها. هذا هو تفسيري لماذا قمنا بما فعلناه». وقال غوتمان، لوكالة الصحافة الفرنسية: «مع ترمب، ليس هناك شيء مؤكد كما أنه ليس صحيحاً بنسبة مائة في المائة». لكن لدى الرئيس قصة جيدة يرويها أثناء حملة إعادة الانتخاب. وتابع غوتمان: «سيعتبر ترمب ذلك نصراً كبيراً وسياسة خارجية مهمة لم يكن بإمكان أي شخص آخر القيام بها سواه».
ترمب ربما يجد ضالته في أفغانستان
ترمب ربما يجد ضالته في أفغانستان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة