استطلاع للرأي يمنح نتنياهو تقدماً في الانتخابات لأول مرة

توقع حصول «القائمة المشتركة» للأحزاب العربية على 14 مقعداً في الكنيست

أيمن عودة نائب في الكنيست عن القائمة المشتركة للأحزاب العربية في حملة انتخابية أمس في الضفة الغربية (أ.ب)
أيمن عودة نائب في الكنيست عن القائمة المشتركة للأحزاب العربية في حملة انتخابية أمس في الضفة الغربية (أ.ب)
TT

استطلاع للرأي يمنح نتنياهو تقدماً في الانتخابات لأول مرة

أيمن عودة نائب في الكنيست عن القائمة المشتركة للأحزاب العربية في حملة انتخابية أمس في الضفة الغربية (أ.ب)
أيمن عودة نائب في الكنيست عن القائمة المشتركة للأحزاب العربية في حملة انتخابية أمس في الضفة الغربية (أ.ب)

تواصل استطلاعات الرأي في إسرائيل إعطاء نتائج تدل على أن حزب الجنرالات «كحول لفان»، برئاسة بيني غانتس، سيتفوق مرة أخرى على حزب الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو، لكن هذا التفوق لن يساعده على تشكيل حكومة. من جانبه روج نتنياهو لاستطلاع يعطيه تفوقاً على غانتس لأول مرة منذ بدء المعارك الانتخابية في إسرائيل منذ مطلع السنة الماضية. ومع أن هذا الاستطلاع أيضا لا يعطي أي منهما نتائج كافية لتشكيل حكومة، إلا أن نتنياهو حمل النتائج وراح يعرضها على مؤيديه لتشجيعهم على «المضي قدما نحو النصر»، وفق تعبيره.
والاستطلاع الجديد عرضته شركة الاستطلاعات الإسرائيلية «دايركت بلوس»، ونشرت نتائجه ليلة أول من أمس. وقالت إنه أجري من خلال الإنترنت، وشمل عينة من 3000 شخص، وتحسب فيه نسبة الخطأ 4.5 في المائة. وقال نتنياهو إن «نتيجة هذا الاستطلاع، تدل على بداية انقلاب في نتائج الاستطلاعات، وتظهر تفوق الليكود للمرة الأولى على «كحول لفان» واقتراب معسكر اليمين من الأغلبية اللازمة لتشكيل الحكومة المقبلة».
وبموجب هذا الاستطلاع، حصل حزب الليكود على 33 مقعداً بينما تليه قائمة «كحول لفان» على 31 مقعداً، وسيحصل معسكر نتنياهو بالمجمل على 58 مقعداً، أي بزيادة 3 مقاعد عن قوته الحالية، فيما يتراجع معسكر غانتس إلى 55 مقعدا (إضافة إلى 31 «كحول لفان»، والقائمة المشتركة للأحزاب العربية 14 مقعدا وتحالف العمل - غيشر - ميرتس على 10 مقاعد). وبالمقابل يتألف معسكر نتنياهو من 33 لليكود و17 مقعدا للحزبين الدينيين (شاس 9 ويهدوت هتوراة 8) وحزب «يمينا» لليمين المتطرف 8 مقاعد. ويظل حزب اليهود الروس «يسرائيل بينتينو» بزعامة أفيغدور ليبرمان، لسان الميزان، حتى بعد أن هبط من 8 إلى 7 مقاعد.
وفسرت شركة «دايركت بلوس» هذه الزيادة في قوة الليكود على أنها تعود إلى الارتفاع الذي بينه الاستطلاع في نسبة التصويت بين الجمهور اليهودي لصالح نتنياهو وبين الجمهور العربي (بنسبة 3 في المائة) عن انتخابات سبتمبر (أيلول) 2019، مما سيزيد التمثيل العربي في الكنيست القادمة على حساب «كحول لفان» وغيره من الأحزاب الصهيونية، وقالت إن قرابة ثلثي مصوتي «كحول لفان» العرب ونصف مصوتي «ميرتس والعمل» العرب، سيصوتون للقائمة المشتركة، بسبب تصريحات الأحزاب الصهيونية السياسية المؤيدة لصفقة القرن.
كما أشارت الشركة إلى أن رفض غانتس دعوة نتنياهو لمناظرة تلفزيونية معه أضعفت قوة غانتس جماهيريا. إلا أن عضو الكنيست عن «كحول لفان»، عوفر شلح، قلل من أهمية هذا الاستطلاع. وقال: «الاستطلاعات في الإنترنت لا تعتبر دقيقة؛ خصوصاً أن بقية الاستطلاعات تشير إلى استمرار تفوقنا. ونحن نبذل جهدا كبيرا لتخطي هذه الأرقام والوصول إلى وضع تستطيع فيه تشكيل حكومة من دون أي حزب يميني وحتى من دون المشتركة». وتوقع شلح أن توصي المشتركة على غانتس سوية مع ليبرمان وكحول لفان والعمل، ما يمنحه تفوقا كبيرا ويجعل رئيس الدولة، رؤوبين رفلين، يكلف غانتس بتشكيل الحكومة بلا تردد.
وكان استطلاعان نُشرا، أمس الجمعة، في تل أبيب بينا نتائج متفائلة أكثر لغانتس. الأول نشرته صحيفة «يسرائيل هيوم» اليمينية، فإن معسكر نتنياهو سيتساوى مع معسكر غانتس بالنتيجة 56 : 56 مقعدا، إذ يحصل «كحول لفان» على 36 مقعدا ومعه تحالف «العمل– غيشر – ميرتس» 8 مقاعد والمشتركة 13 مقعدا. بينما يحصل الليكود على 33 مقعدا «يمينا» 8 مقاعد، وشاس 8 مقاعد، و«يهدوت هتوراة» 7 مقاعد. وأما ليبرمان فيحصل وفقا لهذا الاستطلاع على 7 مقاعد. وحسب استطلاع صحيفة «معريب»، فإن معسكر نتنياهو سيحصل على 54 مقعدا، بينها 32 لليكود، 8 مقاعد لشاس، 7 مقاعد لكل من «يهدوت هتوراة» و«يمينا». وفي المقابل يحصل «كحول لفان» على 36 مقعدا، و«العمل – جيشر – ميرتس» على 8 مقاعد. ويرتفع تمثيل القائمة المشتركة إلى 14 مقعدا، وحزب ليبرمان 8 مقاعد.
وجاء لافتا في هذا استطلاع «يسرائيل هيوم» أن نسبة التصويت ستكون منخفضة عن النسبة في الانتخابات الأخيرة. بين اليهود 62 في المائة قالوا إنهم واثقون من أنهم سيشاركون في التصويت (72 في المائة في الانتخابات الأخيرة) وبين العرب 57 في المائة (59 في المائة في الانتخابات الأخيرة)، وهذا الاتجاه إذا استمر حتى يوم الانتخابات فإن النتيجة ستكون لصالح نتنياهو. واهتم استطلاع «معريب» أن يعرف مدى تأثير إعلان وزارة القضاء الإسرائيلية عن عقد الجلسة الأولى لمحاكمة نتنياهو بتهم فساد خطيرة، في 17 مارس (آذار) المقبل، ومدى تأثير المحاكمة على أدائه، فأجاب 54 في المائة بأن المحاكمة ستضر بقدرته على أداء مهامه كرئيس حكومة. وفي سؤال آخر اعتبر 52 في المائة أنه تعين على غانتس الاستجابة لنتنياهو حول مناظرة تلفزيونية بينهما.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».