معارض سوداني بارز يشترط حل جهاز الأمن للمشاركة في الحوار

«المؤتمر السوداني» يطالب باستقالة أبو عيسى من قيادة التحالف المعارض

معارض سوداني بارز يشترط حل جهاز الأمن للمشاركة في الحوار
TT

معارض سوداني بارز يشترط حل جهاز الأمن للمشاركة في الحوار

معارض سوداني بارز يشترط حل جهاز الأمن للمشاركة في الحوار

شن المعارض السوداني البارز إبراهيم الشيخ هجوما عنيفا على جهاز الأمن الوطني، واشترط حله وإزالته وتأسيس جهاز بديل يحمي الوطن، ليشارك حزبه في الحوار الوطني، وفي ذات الوقت طلب من الأمين العام لتحالف المعارضة فاروق أبو عيسى التنحي لإتاحة الفرصة لاختيار بديل جديد، وحث المواطنين على تسجيل أسمائهم في سجل الناخبين، معتبرا التسجيل في سجل الناخبين مقاربة صحيحة وخطوة أولى لمقاطعة انتخابات أبريل (نيسان) 2015 على الرغم من أن حزبه يقاطعها ويقاطع الحوار الوطني.
وقال الشيخ ويرأس حزب المؤتمر السوداني المعارض، في مؤتمر صحافي بالخرطوم أمس، إن حزبه لن يسارك في الحوار الوطني إلا بعد حل جهاز الأمن، باعتباره ممثلا لما سماه الدولة العميقة، وباعتباره جهازا «آيديولوجيا» مواليا للسلطة الحاكمة.
ورفع الشيخ بمطالبته بحل وإزالة جهاز الأمن والمخابرات، من سقف الشروط التي وضعتها قوى المعارضة للمشاركة في الحوار الذي دعا له الرئيس عمر البشير منذ يناير (كانون الثاني) الماضي، وبعد أن كانت المعرضة تطالب بإلغاء القوانين المقيدة للحريات، وتكوين حكومة انتقالية، وعقد مؤتمر دستوري والإعداد لانتخابات حرة ونزيهة ووقف الحرب المشتعلة في أكثر من مكان في البلاد، أضاف الشيخ شرطا جديدا طالب فيه بحل جهاز الأمن والاستخبارات، وتكوين جهاز جديد، قبل الدخول في أي حوار أو انتخابات.
ومنع الأمن السوداني فجر أمس، الشيخ من السفر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، واحتجز جواز سفره، على الرغم من استيفائه لكافة متطلبات السفر على حد قوله، وكان الجهاز نفسه قد اعتقل الرجل لمائة يوم، واتهمه بإشانة سمعة قوات الدعم السريع بارتكاب انتهاكات، ثم أطلق سراحه بعد توسط رئيس آلية الاتحاد الأفريقي رفيعة المستوى ثابو مبيكي لدى الرئيس البشير.
وقال الشيخ في حديثه للصحافيين: «لو لم يحل جهاز الأمن، ولم يعد بناؤه على أسس جديدة، لكونه جهازا آيديولوجيا مواليا للسلطة الحاكمة، فإن أي حوار غير وارد، الأمر ليس هيمنة قوانين، بل جهة مغتصبة تمارس وتفعل ما تريد».
واتهم جهاز الأمن بتأسيس كيانات غير دستورية وبأنه غير ملتزم بالدستور، وبأنه أس البلاء وسبب الأزمات التي تعيشها البلاد. وأضاف: «من دون حل جهاز الأمن لا مستقبل للسودان».
وسخر الشيخ مما سماه فشل جهاز الأمن في مهامه التي أنشئ من أجلها وقال: «المجموعة المتمردة دخلت البلد دون علمه، والاختراقات الأمنية الأخرى التي تحدث في المطار بما في ذلك المخدرات التي تدخل البلاد بالحاويات وتدمر عقل البلاد وضميرها، تفوت عليه، فيما ينجح فقط في معرفة السياسيين المسافرين».
من جهة أخرى، طلب الشيخ من الأمين العام لتحالف «قوى الإجماع الوطني» المعارض فاروق أبو عيسى تقديم استقالته لأنه لم يعد قادرا على قيادة تحالف المعارضة بالحراك اللازم، وقال: «لا خلاف مبدئيا بيننا وبينه، ولكنه بلغ من العمر مرحلة لا تؤهله لإدارة جسم قوى الإجماع الوطني بالحراك اللازم». وأضاف: «لو سافر يسافر معه التحالف، لأنه لم يبن جسم متماسك ومؤسس، ولم يخلق بدائل أو نواب».
واعتبر الشيخ المجاملة في قضية قيادة التحالف المعارض تواطؤا مع الجلاد، لأن جهاز المعارضة معطوب وبحاجة للإصلاح، وقال: «جاء الوقت والوضع الآن يتطلب الوضوح، ولم يعد التربيت على الكتوف ينفع، ولم تعد المجاملة تنفع».
وأبدى الشيخ استعداد حزبه لتحمل ما سماه المسؤولية التاريخية واستعداده للحساب، ورفضه لإنصاف الحلول فيما يتعلق بمواقفه من إعادة ترتيب صفوف المعارضة، وفي ذات الوقت كشف عن جهود كثيرة يبذلها حزبه لتنسيق وتوحيد مراكز المعارضة. وقال: «تحن بحاجة لمد الجسور مع المجموعات التي في الخارج، وتلقينا دعوة من الحركة الشعبية - الشمال، لتقديم خبير من حزبنا ليشارك ضمن وفدها في التفاوض المقبل، ولن يحول منعي السفر من مشاركة الحزب لأن عضويته في الخارج حاضرة لتمثيله».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.