قائمة عقوبات أميركية تشمل صالح وشقيق الحوثي ينظر فيها مجلس الأمن غدا

مقترح واشنطن أكد أن الرئيس السابق يساند الحوثيين منذ خريف 2012 ويساهم في زعزعة استقرار اليمن

قائمة عقوبات أميركية تشمل صالح وشقيق الحوثي ينظر فيها مجلس الأمن غدا
TT

قائمة عقوبات أميركية تشمل صالح وشقيق الحوثي ينظر فيها مجلس الأمن غدا

قائمة عقوبات أميركية تشمل صالح وشقيق الحوثي ينظر فيها مجلس الأمن غدا

طلبت الولايات المتحدة من مجلس الأمن الدولي، أمس، فرض عقوبات على الرئيس اليمني السابق على عبد الله صالح، واثنين من زعماء الحوثيين، قالت إنهم «يهددون الأمن والاستقرار، ويعرقلون العملية السياسية (في اليمن)».
وقال دبلوماسيون أميركيون كبار، إن واشنطن تقدمت، يوم الجمعة الماضي، بهذا الطلب إلى لجنة عقوبات اليمن التابعة لمجلس الأمن، مشيرين إلى أن الطلب يشمل فرض حظر دولي على سفر الرجال الـ3. ويشمل، أيضا، تجميد أصولهم.
ويشمل الطلب الأميركي إلى جانب صالح، عبد الخالق الحوثي (شقيق زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والنائب الأول لزعيم جماعة أنصار الله)، وعبد الله يحيى الحاكم الرجل الثاني في قيادة الجماعة، والمسؤول الميداني الذي قاد الهجوم على عمران، وصنعاء وحاليا في إب.
وقال مسؤول في الأمم المتحدة في نيويورك لـ«الشرق الأوسط» (طلب عدم نشر اسمه أو وظيفته) إن مجلس الأمن سيبحث الطلب الأميركي في جلسة خاصة غدا (الثلاثاء). وبينما رفض المسؤول الحديث عن الطلب الأميركي، قال إنه كان متوقعا، بسبب تدهور الوضع في اليمن.
وأضاف أن مجلس الأمن كان وافق في فبراير (شباط) الماضي على فرض عقوبات ضد أي شخص يعرقل الانتقال السياسي في اليمن، أو يرتكب انتهاكات لحقوق الإنسان، لكن، كما قال المسؤول، لم يصل الأمر إلى حد وضع أي شخص على القائمة السوداء الخاصة باليمن.
وأضاف المسؤول أنه، حسب قوانين المقاطعة الدولية، يجب أن يوافق جميع أعضاء لجنة العقوبات على الطلب الأميركي. واستبعد ألا يحدث ذلك. وقال إن المسؤولين الأميركيين راجعوا هذه الإجراءات قبل تقديم طلبهم.
وجاء في حيثيات الطلب الأميركي: «منذ خريف عام 2012، أفادت أنباء بأن علي عبد الله صالح صار أحد المؤيدين الرئيسيين للتمرد الحوثي. وكان صالح وراء محاولات إشاعة الفوضى في شتى أرجاء اليمن.. وفي وقت لاحق، بداية من سبتمبر (أيلول) عام 2014، أفادت أنباء بأن صالح يحرض على زعزعة الاستقرار في اليمن من خلال الاستعانة بالجماعة الحوثية المنشقة، وأنه يفعل ذلك، ليس لمجرد نزع الشرعية عن الحكومة المركزية فحسب، بل، أيضا، بهدف خلق مناخ من عدم الاستقرار يتيح القيام بانقلاب على الحكومة المركزية.. وفي أواخر سبتمبر (أيلول) عام 2014، أفادت أنباء بأن عددا غير معروف من مقاتلي الحركة الحوثية يتأهبون لمهاجمة السفارة الأميركية في صنعاء باليمن، فور تلقيهم أوامر من القائد العسكري الحوثي لصنعاء عبد الخالق الحوثي.. وكان دور الرجل الثاني في الجماعة، عبد الله يحيى الحاكم، هو تنظيم العمليات العسكرية للإطاحة بحكومة اليمن.. وهو مسؤول، أيضا، عن التأمين والسيطرة على جميع الطرق داخل صنعاء وخارجها. وقاد وحدة حوثية قوامها نحو 300 شخص، دفعت لها أموالا كي تحارب الحكومة اليمنية».
وكان مجلس الأمن الدولي قد صدق في فبراير (شباط) الماضي على فرض عقوبات ضد أي شخص يعرقل الانتقال السياسي في اليمن أو يقترف انتهاكات لحقوق الإنسان، إلا أنه لم يصل إلى حد وضع أشخاص بعينهم على القوائم السوداء.
ويتعين أن يوافق جميع أعضاء لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن على وضع صالح وزعيمي الحوثيين على القائمة السوداء.
من جهة ثانية، دعا مجلس الجامعة العربية، أمس، جميع الأطراف اليمنية إلى الالتزام ببنود اتفاق السلم والشراكة الوطنية والإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة وفق مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وما نصت عليه المبادرة الخليجية، بما يضمن تحقيق متطلبات وتطلعات الشعب اليمني.
ووجه المجلس، في بيان صدر في ختام أعمال دورته غير العادية برئاسة
موريتانيا، الدعوة إلى جماعة أنصار الله الحوثية إلى وقف أنشطتها العسكرية والانسحاب من المناطق التي سيطرت عليها وتسليم المعدات والأسلحة التي استولى عناصرها عليها إلى سلطات الدولة اليمنية، واعتبار ما قامت به جماعة أنصار الله من إزالة المخيمات الخاصة بهم في صنعاء ومحيطها خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح.
وجدد المجلس إدانته للأنشطة الإرهابية لتنظيم القاعدة والإعراب عن القلق من المخاطر الناجمة عن المصادمات بينهم وبين جماعة أنصار الله على مستقبل العملية السياسية وأمن واستقرار اليمن.
وثمّن المجلس جهود الرئيس اليمني عبد ربه منصور من أجل استكمال المرحلة الانتقالية والعملية السياسية بما يحفظ وحدة وأمن واستقرار اليمن.



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.