شرق أوكرانيا الانفصالي يتحدى كييف وينتخب.. على وقع المدافع

اتهامات لموسكو بنشر قوات عسكرية في دونيتسك

عسكريان مواليان لموسكو في مركز انتخابي بإقليم دونيتسك الأوكراني أمس (أ.ف.ب)
عسكريان مواليان لموسكو في مركز انتخابي بإقليم دونيتسك الأوكراني أمس (أ.ف.ب)
TT

شرق أوكرانيا الانفصالي يتحدى كييف وينتخب.. على وقع المدافع

عسكريان مواليان لموسكو في مركز انتخابي بإقليم دونيتسك الأوكراني أمس (أ.ف.ب)
عسكريان مواليان لموسكو في مركز انتخابي بإقليم دونيتسك الأوكراني أمس (أ.ف.ب)

شارك الناخبون في منطقتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين المواليتين لروسيا، أمس، في عملية تصويت لاختيار رئيسيهم وبرلمانيهم، في اقتراع دعمته موسكو على الرغم من إعلان الحكومة الأوكرانية في كييف عدم الاعتراف بنتائج التصويت هناك. والانتخابات في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك المعلنتين من جانب واحد، والتي وعدت موسكو بالاعتراف بنتائجها، يمكن أن تكرس خسارة كييف هذه المنطقة المتمردة إثر نزاع مستمر منذ ستة أشهر وأوقع أكثر من أربعة آلاف قتيل بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم في مارس (آذار) الماضي.
وبحسب استطلاعات أولية نشرتها وكالة الصحافة الفرنسية، مساء أمس، فاز الزعيم الانفصالي الأبرز في دونيتسك بانتخابات شرق أوكرانيا جامعا 81%. وتزامن ذلك مع تنديد الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو بالانتخابات التي وصفها بأنها غير شرعية، وطالب روسيا بعدم الاعتراف بنتيجتها.
وقال بوروشينكو إن الانتخابات «مسرحية هزلية (أُجريت) تحت فوهات الدبابات والمدافع الرشاشة»، في انتهاك لسلسة اتفاقيات تُعرف ببروتوكول مينسك، التي رسّخت وقف إطلاق النار في الـ5 من سبتمبر (أيلول) بين الانفصاليين وكييف.
وأضاف الرئيس الأوكراني في بيان: «أعول على روسيا في عدم الاعتراف بما يُسمى بالانتخابات، لأنها انتهاك واضح لبروتوكول مينسك في الـ5 من سبتمبر، الذي وقعه أيضا ممثل عن روسيا».
وندد الغربيون بهذه الانتخابات التي ستعقد جهود السلام في الأزمة الأوكرانية التي أدت إلى أسوأ تدهور في العلاقات مع روسيا منذ انتهاء الحرب الباردة. واعتبرت السلطات الأوكرانية الانتخابات «غير شرعية». وأعلنت فتح تحقيق جنائي بتهمة القيام بمحاولات «للاستيلاء على السلطة» و«تغيير النظام الدستوري».
وقبل ساعات من بدء التصويت كان يمكن سماع بعض من أعنف موجات القصف بقذائف المورتر والمدفعية التي تشهدها المنطقة منذ أسابيع. وقال المتمردون إن نيران مدفعية أخرى سمعت في منطقة بشمال دونيتسك أثناء التصويت. وقال الجيش الأوكراني إن ثلاثة من جنوده قتلوا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، بينهم اثنان في انفجار استهدف نقطة تفتيش قرب مدينة ماريوبول التي تسيطر عليها الحكومة الأوكرانية.
وتقول كييف إن التصويت في مناطق دونيتسك ولوغانسك يخالف سلسلة اتفاقات تعرف باسم بروتوكول مينسك وتدعم اتفاقا لوقف إطلاق النار بين المتمردين والقوات الأوكرانية تم التوصل إليه في الخامس من سبتمبر (أيلول) الماضي.
وفي خضم الانتخابات، أعلن الجيش الأوكراني أمس عن تحركات «كثيفة» لقوات روسية ونقل عتاد في اتجاه شرق أوكرانيا الانفصالي حيث يجري المتمردون الموالون لموسكو انتخاباتهم. وقال المتحدث العسكري الأوكراني أندري ليسنكو في مؤتمر صحافي أمس «هناك انتشار كثيف للعتاد العسكري وقوات العدو من الأراضي الروسية نحو المنطقة التي يسيطر عليها المتمردون» في شرق أوكرانيا.
وكان يرد على أسئلة حول صور الفيديو التي بثتها وسائل إعلام أوكرانية وتظهر فيها عشرات الشاحنات العسكرية من دون لوحات تسجيل والتي وصفت على أنها «طابور روسي في شوارع دونيتسك» معقل المتمردين. وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن رتلا من عشرين شاحنة عسكرية، يحمل العديد منها رشاشات مضادة للطيران، متوجه إلى مطار دونيتسك، مركز المعارك الدائرة منذ أشهر بين المتمردين والقوات الأوكرانية. ولم يتسن التعرف على مصدر هذه الآليات ولا معرفة ما إذا كانت تجهيزات جديدة.



روسيا: وجّهنا ضربات مكثفة للقوات الأوكرانية في منطقة كورسك

رجال إنقاذ في موقع مبنى سكني ضربته غارة جوية روسية على أوكرانيا بمنطقة سومي 4 يناير 2025 (رويترز)
رجال إنقاذ في موقع مبنى سكني ضربته غارة جوية روسية على أوكرانيا بمنطقة سومي 4 يناير 2025 (رويترز)
TT

روسيا: وجّهنا ضربات مكثفة للقوات الأوكرانية في منطقة كورسك

رجال إنقاذ في موقع مبنى سكني ضربته غارة جوية روسية على أوكرانيا بمنطقة سومي 4 يناير 2025 (رويترز)
رجال إنقاذ في موقع مبنى سكني ضربته غارة جوية روسية على أوكرانيا بمنطقة سومي 4 يناير 2025 (رويترز)

قالت وزارة الدفاع الروسية، الثلاثاء، إن قواتها وجّهت ضربات مكثفة لوحدات أوكرانية في منطقة كورسك غرب روسيا؛ وأفاد الجيش الأوكراني بتصعيد القتال خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء.

وسيطرت أوكرانيا على جزء من منطقة كورسك أوائل أغسطس (آب)، واحتفظت بمواقعها هناك منذ 5 أشهر، قبل أن تشن هجوماً جديداً على المنطقة، يوم الأحد، لكنها لم تُقدِّم تفاصيل عن العملية، أو تحدد أهدافها.

صورة مأخوذة من مقطع فيديو وزعته دائرة الصحافة التابعة لوزارة الدفاع الروسية 4 يناير 2025 يشارك عسكريون روس في تدريب قتالي في مكان غير معلوم (أ.ب)

وأعلنت هيئة الأركان العامة في الجيش الأوكراني، الثلاثاء، عن وقوع 94 اشتباكاً في منطقة كورسك، الاثنين، مقارنةً مع 47 يوم الأحد.

وذكرت وزارة الدفاع الروسية في بيان أن قواتها ألحقت الهزيمة بألوية أوكرانية في 6 مواقع، ونفّذت ضربات على قوات ومعدات أوكرانية في 7 مواقع أخرى، تضمّنت موقعاً على الجانب الأوكراني من الحدود.

جنود أوكرانيون يوجِّهون مدفع «هاوتزر» باتجاه القوات الروسية وسط هجوم روسي على كييف في منطقة خاركيف 3 يناير 2025 (رويترز)

من جهته، قال الجيش الأوكراني، الثلاثاء، إن قواته بدأت عمليات هجومية جديدة في منطقة كورسك غرب روسيا. وقالت هيئة الأركان العامة أيضاً على تطبيق «تلغرام» إن القوات الأوكرانية ضربت مركز قيادة روسيا في المنطقة، الثلاثاء.

وقالت هيئة الأركان الأوكرانية على «تلغرام» إن الضربة ضد المقر القيادي قرب بيلايا بمنطقة كورسك «جرت بالتنسيق مع القوات البرية الأوكرانية التي تُنفّذ عمليات قتالية على أراضي روسيا الاتحادية».

ومساء الاثنين، أشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطابه اليومي إلى «أهمية» تثبيت الجيش الروسي في منطقة كورسك، لمنعه من نشر كل قواته على الجبهتين الشرقية والجنوبية.

وأكد: «نحن نحافظ على منطقة عازلة في الأراضي الروسية، وندمّر بشكل فعال الإمكانات العسكرية الروسية». كما تحدث مدونون عسكريون روس، مقربون من الجيش، عن الهجوم الأوكراني الجديد منذ الأحد.

صورة ملتقطة في 2 يناير 2025 تظهر جنوداً أوكرانيين يغادرون ملجأً على خط المواجهة بالقرب من بلدة تشاسيف يار بمنطقة دونيتسك (أ.ب)

ولم يُحدد الجيش الأوكراني الثلاثاء في بيانه ما إذا استعمل صواريخ «أتاكمس» الأميركية أو «ستورم شادو» البريطانية في «ضربته عالية الدقة» ضد مركز قيادة روسي قرب بيلايا.

وتعد روسيا الهجمات الأوكرانية على أراضيها بالصواريخ الغربية تجاوزاً للخط الأحمر، وتتوعد في كل مرة «بالرد»، وخصوصاً ضرب كييف.