إميل لحود لحافظ الأسد: البلد لا يتحمل وجود رئيسين

نائب رئيس مجلس النواب يكشف أوراقاً من نفوذ غازي كنعان في لبنان

إميل لحود لحافظ الأسد: البلد لا يتحمل وجود رئيسين
TT

إميل لحود لحافظ الأسد: البلد لا يتحمل وجود رئيسين

إميل لحود لحافظ الأسد: البلد لا يتحمل وجود رئيسين

كشف نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي التذمر الذي كان سائداً بين فئات واسعة من اللبنانيين من اتساع رقعة نفوذ مسؤول جهاز الأمن والاستطلاع السوري السابق في لبنان غازي كنعان، ووصل ذلك إلى حد طلب الرئيس الأسبق إميل لحود من الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد سحب كنعان من لبنان، قائلاً: «البلد لا يتحمل وجود رئيسين».
ويسرد الفرزلي في كتابه الصادر حديثاً تحت عنوان «أجمل التاريخ كان غداً»، تفاصيل عن التدخل السوري في لبنان منذ عام 1976 حتى انسحاب الجيش السوري في عام 2005، مخصصاً قسماً كبيراً منه لحقبة كنعان وتفاصيل علاقته بالحياة السياسية اللبنانية وتغوّله فيها، واصفاً إياه بـ«مركز السلطة الأفعل والأقوى في البلاد»، مدوّناً انطباعاته عن تلك الشخصية الأمنية «البالغة التعقيد والمتعددة الوجوه»، بالقول: «أوهمته الثقة بالنفس بالفوقية والتعالي خلافاً لطبيعته الأصلية».
ويلقي الفرزلي جزءاً من اللوم في تنامي نفوذ كنعان على اللبنانيين حين تهافت عليه «سياسيون وأصحاب مصالح» ما عزّز سلطته، ولا ينكر الفرزلي أن كنعان شكّل علامة فارقة في حياته السياسية، لكنه لا يتردد في التأكيد أن كنعان «لا يختصر سوريا وإن كان يمثلها» في لبنان.
ويشير إلى الانعطافة في العلاقة معه بعد وصول إميل لحود إلى الرئاسة وكان الفرزلي من الداعمين له، وصولاً إلى تردي العلاقة حتى مغادرته لبنان في 2001، ولم يلتقِ الفرزلي كنعان بعدها إلا مرة واحدة في دمشق.
وكنعان، حسب الفرزلي، كان موضع ثقة حافظ الأسد في لبنان، لكن في عهد بشار الأسد، بات الملف اللبناني محصوراً بكنعان بعد كف يد عبد الحليم خدام وتقاعد العماد حكمت الشهابي. ويشير إلى فشل كنعان في أن يلعب دور الشهابي بعد مغادرته إلى سوريا واستبدال رستم غزالي به وخسارة امتيازاته السابقة.
...المزيد



دمشق: رئيسي يلتقي اليوم ممثلي الفصائل الفلسطينية

الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
TT

دمشق: رئيسي يلتقي اليوم ممثلي الفصائل الفلسطينية

الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)

يجري الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي محادثات في دمشق اليوم (الخميس)، في اليوم الثاني من زيارته البارزة التي أكد خلالها دعم بلاده المتجدد لسوريا وتخللها توقيع مذكرة تفاهم لتعاون استراتيجي طويل المدى في مجالات عدّة بين البلدين.
وزيارة رئيسي إلى دمشق على رأس وفد وزاري رفيع هي الأولى لرئيس إيراني منذ أكثر من 12 عاماً، رغم الدعم الاقتصادي والسياسي والعسكري الكبير، الذي قدّمته طهران لدمشق وساعد في تغيير مجرى النزاع لصالح القوات الحكومية. وتأتي هذه الزيارة في خضمّ تقارب بين الرياض وطهران اللتين أعلنتا في مارس (آذار) استئناف علاقاتهما بعد طول قطيعة، بينما يسجَّل انفتاح عربي، سعودي خصوصاً، تجاه دمشق التي قاطعتها دول عربية عدة منذ عام 2011.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1654027328727711744
وبعدما أجرى محادثات سياسية موسّعة مع نظيره السوري بشار الأسد الأربعاء، يلتقي رئيسي في اليوم الثاني من زيارته وفداً من ممثلي الفصائل الفلسطينية، ويزور المسجد الأموي في دمشق، على أن يشارك بعد الظهر في منتدى لرجال أعمال من البلدين.
وأشاد رئيسي الأربعاء بـ«الانتصار»، الذي حقّقته سوريا بعد 12 عاماً من نزاع مدمر، «رغم التهديدات والعقوبات» المفروضة عليها، مؤكّداً أنّ العلاقة بين البلدين «ليست فقط علاقة سياسية ودبلوماسية، بل هي أيضاً علاقة عميقة واستراتيجية».
ووقّع الرئيسان، وفق الإعلام الرسمي، مذكرة تفاهم لـ«خطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد»، التي تشمل مجالات عدة بينها الزراعة والسكك الحديد والطيران المدني والنفط والمناطق الحرة. وقال رئيسي إنه «كما وقفت إيران إلى جانب سوريا حكومة وشعباً في مكافحة الإرهاب، فإنها ستقف إلى جانب أشقائها السوريين في مجال التنمية والتقدم في مرحلة إعادة الإعمار».
ومنذ سنوات النزاع الأولى أرسلت طهران إلى سوريا مستشارين عسكريين لمساندة الجيش السوري في معاركه ضدّ التنظيمات «المتطرفة» والمعارضة، التي تصنّفها دمشق «إرهابية». وساهمت طهران في دفع مجموعات موالية لها، على رأسها «حزب الله» اللبناني، للقتال في سوريا إلى جانب القوات الحكومية.
وهدأت الجبهات في سوريا نسبياً منذ 2019. وإن كانت الحرب لم تنته فعلياً. وتسيطر القوات الحكومية حالياً على غالبية المناطق التي فقدتها في بداية النزاع. وبات استقطاب أموال مرحلة إعادة الإعمار أولوية لدمشق بعدما أتت الحرب على البنى التحتية والمصانع والإنتاج.
وزار الأسد طهران مرتين بشكل معلن خلال السنوات الماضية، الأولى في فبراير (شباط) 2019 والثانية في مايو (أيار) 2022، والتقى خلالها رئيسي والمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي.
وكان الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد زار دمشق في 18 سبتمبر (أيلول) 2010. قبل ستة أشهر من اندلاع النزاع، الذي أودى بأكثر من نصف مليون سوري، وتسبب في نزوح وتهجير أكثر من نصف عدد السكان داخل البلاد وخارجها.