الاحتفاء الكبير الذي ترسمه السفارة الأميركية في السعودية، بمناسبة ذكرى لقاء تاريخي بين المؤسس الملك عبد العزيز والرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت، يعطي أبعاداً أخرى في الطريق لبلدين بدآ قصة تحالف استراتيجي جعل السعودي دائم الحضور في الذاكرة الأميركية، والعكس أيضاً.
وبالمناسبة، التُقِطت صورة جمعت حفيد الملك عبد العزيز، الأمير سلطان بن أحمد بن عبد العزيز السفير السعودي لدى البحرين، وحفيد الرئيس الأميركي الراحل، هال دلنو روزفلت، رئيس مجلس الأعمال الأميركي - السعودي، على متن سفينة أميركية في جدة، قبل أيام، في تذكار لصورة عمرها 75 عاماً جمعت الملك عبد العزيز وروزفلت على متن السفينة «كوينسي»، التي كانت في قناة السويس عام 1945.
العلاقات التاريخية بين السعودية والولايات المتحدة لم تقف على الجوانب السياسية فحسب، وإنما امتدت إلى جوانب أخرى ثقافية واجتماعية واقتصادية.
وعلى مدار نحو 75 عاماً استمرّت العلاقات السعودية - الأميركية قوية، وهي في طريقها للتوسع وزيادة عدد الأميركيين القادمين إلى السعودية للمشاركة في جوانب أخرى، كالسياحة والترفيه والرياضة، كما يشير السفير جون أبي زيد، سفير أميركا لدى السعودية، في حديثه لـ«الشرق الأوسط».
وأشار السفير أبي زيد إلى التبادل الثقافي والعملي، طوال فترة زمنية كبيرة بين واشنطن والرياض، وأكد أن «السعودية وأميركا تتمتعان بتبادل ثقافي واجتماعي كبير امتد لأكثر من 75 عاماً»، مبيناً أن مئات الآلاف من السعوديين قضوا وقتاً في الولايات المتحدة كطلاب وأكاديميين وسائحين.
ويُعدّ برنامج الابتعاث الخارجي السعودي، أبرز النقاط الشواهد التي تؤكد حضور البلدين الثقافي التعليمي؛ حيث درس ويدرس من السعوديين والسعوديات في الجامعات الأميركية حتى عام 2019 أكثر من 50 ألف مبتعث، بينما كانت جامعات الولايات المتحدة تستحوذ على أكثر من 60 في المائة من إجمالي المبتعثين، طوال فترة البرنامج، الذي تجاوز عمره اليوم 15 عاماً.
وتعد البارجة الأميركية، «يو إس إس ميرفي»، أول سفينة تابعة للبحرية الأميركية تزور مدينة جدة في 12 فبراير (شباط) عام 1945، التي قامت بنقل الملك عبد العزيز لعقد اللقاء التاريخي مع الرئيس الأميركي روزفلت.
وتحظى العلاقات بين البلدين باهتمام بالغ نظراً لتاريخها الذي يعود إلى عام 1931م، عندما بدأت رحلة استكشاف وإنتاج النفط في المملكة بشكل تجاري، ومنح حينها الملك عبد العزيز حق التنقيب عن النفط لشركة أميركية، تبعها توقيع اتفاقية تعاون بين البلدين عام 1933م، دعمت هذا الجانب الاقتصادي المهم الذي أضحى قوة اقتصادية عالمية في هذا العصر.
وبعد مرور اثني عشر عاماً من تاريخ تلك الاتفاقية، عزّز الملك عبد العزيز العلاقات الثنائية مع أميركا بلقاء تاريخي جمعه بالرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت، على متن الطراد الأميركي «يو إس إس كونسي»، وذلك في 14 فبراير 1945.
ويعدّ المراقبون ذلك اللقاء، نقطة التحول في انتقال علاقات المملكة وأميركا إلى مرحلة التحالف الاستراتيجي في مختلف المجالات، لتعمل المملكة بعدها على تسخير هذه العلاقة وغيرها من العلاقات الدولية في تلبية مصالحها الوطنية مع دول العالم بما فيها أميركا، وخدمة القضايا العربية والإسلامية.
ومن العلاقات المتبادلة بين البلدين يحضر عدد من الأميركيين إلى السعودية للعمل أو أداء فريضة الحج والعمرة، ومنهم من يأتي للسياحة أيضاً، حيث توقع السفير الأميركي أن تزداد أعداد الأميركيين القادمين للسياحة بدءاً من العام الحالي.
ويبين جون أبي زيد في حديث لـ«الشرق الأوسط» أنه منذ فترة طويلة «جاء الآلاف من الأميركيين إلى المملكة العربية السعودية لدعم التنمية الاقتصادية، وأداء فريضة الحج، وكذلك العمرة، وزيارة عائلاتهم المقيمين في السعودي بداعي العمل أو غيره». وأضاف: «لدى أميركا والسعودية علاقات تقوم على الصداقة، والروابط العميقة بين الناس، والأولويات المشتركة، وسوف تستمر الشراكة الأميركية - السعودية في التوسع مع زيارة المزيد من الأميركيين إلى المملكة العربية السعودية للاستمتاع بقطاعات السياحة والرياضة والترفيه الناشئة فيها، وكذلك المزيد من السعوديين الذين يزورون الولايات المتحدة».
أبي زيد: السياحة السعودية ستجذب مزيداً من الأميركيين
سفير واشنطن في الرياض جدد متانة العلاقات في {اليوبيل الماسي} للقاء عبد العزيز ـ روزفلت
أبي زيد: السياحة السعودية ستجذب مزيداً من الأميركيين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة