منذ الإعلان عن ظهور فيروس كورونا الجديد في الصين، ساد العالم حالة من الخوف؛ نظراً لتسببه في وفاة المئات، وعدم وجود دواء فعّال له حتى الآن.
وأمام ذلك، استنفرت الأجهزة الرقابية والإشرافية الصحية في السعودية؛ تحسباً لأي حالة إصابة قد تحدث، وذلك عبر المركز الوطني لإدارة الأزمات والكوارث الصحية، الذي انطلق قبل أربعة أشهر، ليعمل على جمع وتحليل بيانات المستشفيات كافة في السعودية، واستعدادها؛ ليوفر المعلومات لمتخذي القرار من أجل بناء قراراتهم وفقاً لها، والتنبؤ بالأزمات والكوارث قبل حدوثها والوقاية منها.
وخلال زيارة «الشرق الأوسط» المركز للاطلاع على الجهود المبذولة للحفاظ على صحة المواطنين والمقيمين وسلامتهم، والتعرف على آلية التعامل مع الأمراض الصحية والأوبئة، والاستعدادات لمواجهة الأخطار والتحديات، وصف الدكتور جلال العويس، المشرف العام على إدارة الطوارئ والنقل الإسعافي في المركز، بأنه «صمام أمان الصحة في السعودية».
ويختص المركز بالحالات التي قد تؤدي إلى أزمات، مثل الفيروسات، أو انقطاع الكهرباء عن المستشفيات، وغيرها من الحالات التي قد يكون لها تأثير سلبي. ويهدف المركز التابع لوزارة الصحة السعودية إلى توحيد البيانات والمعلومات في مختلف مناطق السعودية؛ إذ يوجد عشرون مركزاً منه في مختلف المناطق لا يزال العمل عليها مستمراً منذ ثلاث سنوات. وخلال موسم الحج تنتقل القيادات الصحية في السعودية إلى مكة المكرمة للإشراف على الحجاج، حيث تكون من مناطق الحشود التي تحتاج إلى وقاية وإدارة سابقة.
ويعمل المركز على رصد، ثم تحليل الحالات التي تم رصدها والاستجابة لها، مثل معرفة المواد الطبية الأكثر طلباً، ونسبة مخزون وحدات الدم، وقياس نسبة حاجة المستشفيات إليها؛ لإمدادها بالدم قبل نفاده، إضافة إلى معرفة عدد الأسرة الجاهزة للعزل مثل حالات «كورونا»، وعدد سيارات الإسعاف الموزعة على مناطق المملكة، ونسبة تشغيلها.
ويستقبل المركز البلاغات في المناطق الحساسة مثل المطارات، والوزارات، ومواقع المناسبات الرسمية، والمشاعر المقدسة، والمنشآت التعليمية من مدارس وجامعات، إضافة إلى الكوارث، والأحداث في التجمعات والحشود، أو الأحداث المتعلقة بأسلحة بيولوجية أو كيميائية.
وفي إدارة الأزمات والكوارث في المركز، يوجد قاعة متخذي القرار التي يكون فيها فريق إدارة الأزمة، والتي من خلالها تتم إدارة الأزمات والكوارث وفقاً لمستوى الحالة، حيث تقسم الحالات إلى خمسة مستويات. يدير الحدث في المستوى الأول مساعد مدير إدارة الكوارث والنقل الإسعافي، وتصاعدياً حتى المرحلة الخامسة التي يديرها وزير الصحة.
أما الموقع الآخر فهو غرفة العمليات، التي تجمع فريقاً يعمل على رصد وجمع وتحليل البيانات عبر أجهزة وشاشات ضخمة، ثم يرفع التقرير للتعامل مع الأزمة أو التنبؤ بها قبل حدوثها. واستقبل المركز خلال العام الماضي أكثر من 4500 بلاغ في مختلف مناطق السعودية، وتختص بلاغاته بالأزمات والكوارث الحرجة، مثل الفيروسات، أو انقطاع الكهرباء عن المستشفيات، إضافة إلى الحالات التي يتم تسجيلها في مواقع الحشود.
كيف تدير السعودية الأزمات الصحية؟
مركز متخصص استقبل 4500 بلاغ خلال العام الماضي
كيف تدير السعودية الأزمات الصحية؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة