مصر: التدفقات وتراجع الاحتياطي غير الرسمي وراء الإبقاء على الفائدة دون تغيير

في اجتماع البنك المركزي غداً

مصر: التدفقات وتراجع الاحتياطي غير الرسمي وراء الإبقاء على الفائدة دون تغيير
TT

مصر: التدفقات وتراجع الاحتياطي غير الرسمي وراء الإبقاء على الفائدة دون تغيير

مصر: التدفقات وتراجع الاحتياطي غير الرسمي وراء الإبقاء على الفائدة دون تغيير

توقعت إدارة البحوث بشركة «إتش سي للأوراق المالية والاستثمار»، الإبقاء على أسعار الفائدة في مصر دون تغيير في اجتماع لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي غداً (الخميس)، قبل «استئناف سياسة التيسير النقدي أبريل (نيسان) المقبل».
ورغم زيادة التضخم في يناير (كانون الثاني) الماضي، رأى تقرير صادر من الشركة أمس، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أن «الضغوط التضخمية ما زالت في إطار التضخم المستهدف للبنك المركزي المصري عند 9 في المائة (± 3 في المائة) حتى الربع الرابع من 2020».
وسجل التضخم في مصر 7.2 في المائة في يناير مرتفعاً من 7.1 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، مع زيادة التضخم الشهري بنسبة 0.7 في المائة، مقارنة بانخفاض بنسبة 0.2 في ديسمبر، وفقاً لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء.
غير أن التقرير توقع أن «يحقق التضخم متوسط 5.6 في المائة على مدار الأربعة شهور المقبلة (فبراير/ شباط : مايو/أيار)، قبل أن يقفز إلى 8.9 في المائة في الفترة من يونيو (حزيران) إلى ديسمبر، بسبب الظروف الموسمية والتأثير السلبي لسنة الأساس».
وأوضحت مونيت دوس، محللة الاقتصاد الكلي وقطاع البنوك بشركة «إتش سي»، أن توقعات الشركة تقوم على سببين؛ الأول: «انخفاض الاحتياطي غير الرسمي من العملة الأجنبية إلى 4.41 مليار دولار في يناير من 7.57 مليار دولار في ديسمبر (كانون الأول)، ما يمثل أقل مستوياته من سنتين، عندما حقق 5.2 مليار دولار في يناير 2019». وقد يعود الانخفاض في الاحتياطي غير الرسمي، وفق التقرير، إلى سداد الديون الخارجية وليس عن تخارج الأجانب من أذون وسندات الخزانة الحكومية، بما أن الحكومة قد أعلنت أن أرصدة الأجانب من أذون وسندات الخزانة المصرية ازدادت إلى 24 مليار دولار في يناير من 22 مليار دولار في الشهر السابق.
أما السبب الثاني الذي بنى عليه التقرير توقعاته بالإبقاء على أسعار الفائدة فهو «الحفاظ على جاذبية مصر في التدفقات المستفيدة من فوارق الأسعار». وبناء عليه توقعت مونيت «استمرار جاذبية التدفقات المستفيدة من فوارق الأسعار (CarryTrade) في مصر، لأن معدل الفائدة الحقيقي في البلاد يظل أعلى من الدول الناشئة الأخرى مثل تركيا، فنحن نتوقع أن يحقق معدل الفائدة الحقيقي في مصر للـ12 شهراً المقبلة 3.59 في المائة (باحتساب معدل أذون الخزانة للـ12 شهراً عند 14.11 في المائة ومعدل التضخم وفقاً لتوقعاتنا عند 7.7 في المائة في 2020. و15 في المائة ضرائب على أذون الخزانة المفروضة على المستثمرين الأميركيين والأوروبيين). مقارنة بمعدل فائدة حقيقي سلبي في تركيا نقدر قيمته عند 0.92 في المائة، ما يؤدي إلى فرق إيجابي في معدل الفائدة قيمته 4.51 في المائة لصالح مصر».
وتتميز مصر وتركيا بحجم المخاطرة نفسه تقريباً كما هو واضح من معدل «مبادلة مخاطر الائتمان» للخمس سنوات عند 267 لمصر مقارنة بـ265 لتركيا.
كانت لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي المصري قد قررت الإبقاء على سعر الفائدة دون تغيير في اجتماع 16 يناير الماضي، بعد أن كانت قد خفضت سعر الفائدة 150، 100، 100 نقطة أساس في أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني) بالترتيب.
ويبدو أن ترقب خفض أكثر لسعر الفائدة يحجم من إقراض القطاع الخاص، من وجهة نظر «إتش سي»، بالإضافة إلى الحاجة لسياسات أكثر تدعم نمو نشاط القطاع الخاص.
وتشير بعض المؤشرات الاقتصادية في مصر لنشاط اقتصادي أدنى من المستوى الأمثل، مع ارتفاع معدل البطالة إلى 8 في المائة في الربع الرابع من 2019، من 7.8 في المائة في الربع السابق، إلى جانب تراجع مؤشر مديري المشتريات عند 46 نقطة في يناير الأقل منذ سنتين، ما يشير إلى انكماش اقتصادي.


مقالات ذات صلة

«إكسون موبيل» تستعد لحفر بئر جديدة للتنقيب عن الغاز في مصر

الاقتصاد اجتماع وزير البترول  والثروة المعدنية المصري كريم بدوي بمسؤولي شركة «إكسون موبيل» (وزارة البترول والثروة المعدنية)

«إكسون موبيل» تستعد لحفر بئر جديدة للتنقيب عن الغاز في مصر

ستبدأ شركة «إكسون موبيل» المتخصصة في أعمال التنقيب عن البترول وصناعة البتروكيماويات يوم 15 ديسمبر (كانون الأول) المقبل بأنشطة الحفر البحري للتنقيب عن الغاز.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مصريون يلجأون للمعارض لشراء احتياجاتهم مع ارتفاع الأسعار (الغرفة التجارية المصرية بالإسكندرية)

الغلاء يُخلخل الطبقة الوسطى في مصر... رغم «التنازلات»

دخلت الطبقة الوسطى في مصر مرحلة إعادة ترتيب الأولويات، بعدما لم يعد تقليص الرفاهيات كافياً لاستيعاب الزيادات المستمرة في الأسعار، فتبدلت معيشتها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي خلال استقباله الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس وزراء قطر في العاصمة الإدارية الجديدة (مجلس الوزراء المصري)

مصر وقطر ستتعاونان في مشروع عقاري «مهم للغاية» بالساحل الشمالي

قال مجلس الوزراء المصري، الأربعاء، إن مصر وقطر ستتعاونان خلال المرحلة المقبلة في مشروع استثماري عقاري «مهم للغاية» في منطقة الساحل الشمالي المصرية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد أبراج وشركات وبنوك على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

تقرير أممي يحذّر من تضخم الدين العام في المنطقة العربية

حذّر تقرير أممي من زيادة نسبة خدمة الدين الخارجي في البلدان العربية، بعد أن تضخّم الدين العام المستحق من عام 2010 إلى 2023، بمقدار 880 مليار دولار في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الاقتصاد مقر البنك المركزي المصري بالعاصمة الإدارية الجديدة (رويترز)

تحويلات المصريين بالخارج زادت بأكثر من 100 % في سبتمبر

أظهرت بيانات البنك المركزي المصري، اليوم الاثنين، أن تحويلات المصريين بالخارج ارتفعت لأكثر من مثليها على أساس سنوي في سبتمبر (أيلول) الماضي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

الاقتصاد الألماني يخشى «ضربة محتملة» من ترمب

ترام يسير في أحد شوارع مدينة هامبورغ الألمانية (د.ب.أ)
ترام يسير في أحد شوارع مدينة هامبورغ الألمانية (د.ب.أ)
TT

الاقتصاد الألماني يخشى «ضربة محتملة» من ترمب

ترام يسير في أحد شوارع مدينة هامبورغ الألمانية (د.ب.أ)
ترام يسير في أحد شوارع مدينة هامبورغ الألمانية (د.ب.أ)

قال رئيس البنك المركزي الألماني يواكيم ناغل، يوم الجمعة، إن اقتصاد ألمانيا سينكمش للعام الثاني على التوالي هذا العام، وسيكون تعافيه باهتاً، وربما يتفاقم بسبب حرب تجارية مع الولايات المتحدة.

وتعاني ألمانيا، أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، منذ سنوات، منذ أن فقد قطاعها الصناعي القوي القدرة على الوصول إلى الطاقة الروسية الرخيصة، وأيضاً مع تضاؤل ​​شهية الصين للصادرات الألمانية.

ومن المتوقع الآن أن يشهد الاقتصاد الألماني ركوداً خلال أشهر الشتاء ثم يتعافى بأبطأ وتيرة ممكنة؛ حيث سيكون الارتفاع المتوقع في الاستهلاك الخاص أقل ما كان مرتقباً، وقد يضعف سوق العمل أكثر وتتعافى استثمارات الأعمال ببطء.

وقال ناغل: «الاقتصاد الألماني لا يكافح فقط الرياح الاقتصادية المعاكسة المستمرة، ولكن أيضاً المشاكل البنيوية. كما تستجيب سوق العمل الآن بشكل ملحوظ للضعف المطول للنشاط الاقتصادي».

ويتوقع البنك المركزي الألماني الآن انكماش الاقتصاد الألماني بنسبة 0.2 في المائة هذا العام، بعد أن توقع في يونيو (حزيران) توسعاً بنسبة 0.3 في المائة، بينما تم خفض توقعات النمو لعام 2025 إلى 0.2 في المائة من 1.1 في المائة سابقاً.

ولكن حتى هذه الأرقام قد تكون مفرطة في التفاؤل، كما حذر البنك، نظراً للتهديدات الناجمة عن الحمائية المتزايدة والصراعات الجيوسياسية وتأثير التغيير الهيكلي على الاقتصاد الألماني.

وأضاف البنك المركزي الألماني أن محاكاة الرسوم الجمركية المتزايدة المتوقعة من إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، تظهر أن الولايات المتحدة ستعاني من أكبر ضربة للنمو، ولكن ألمانيا ستخسر أيضاً ما بين 1.3 و1.4 في المائة من الناتج حتى عام 2027، وقد يرتفع التضخم أيضاً بسبب هذه التدابير.

وقال البنك المركزي الألماني إن التضخم سيرتفع بنسبة 0.1 إلى 0.2 في المائة سنوياً حتى عام 2027 بسبب سياسة الحماية التي ينتهجها ترمب، لكن نموذج المعهد الوطني للاقتصاد القياسي العالمي توقع انخفاضاً بنسبة 1.5 في المائة العام المقبل، و0.6 في المائة في عام 2026. وقال البنك المركزي الألماني: «المخاطر التي تهدد النمو الاقتصادي حالياً تميل إلى الجانب السلبي، والمخاطر التي تهدد التضخم تميل إلى الجانب الإيجابي»، مضيفاً أن الانتخابات الفيدرالية الألمانية في الأشهر المقبلة قد تغير التوقعات المالية.

وهذا الضعف المستمر هو أحد الأسباب الرئيسية وراء خفض البنك المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة يوم الخميس، والتلميح إلى المزيد من التيسير في المستقبل، مع تراجع مخاوف التضخم إلى حد كبير وتحول التركيز نحو النمو.

لكن البنك المركزي الألماني ليس مستعداً بعد لإعلان الفوز في معركة التضخم؛ حيث قال يوم الجمعة إن تضخم أسعار المواد الغذائية قد يقفز، وإن تضخم الخدمات سيظل مرتفعاً، مما يبقي الزيادات في الأسعار أعلى من متوسط ​​منطقة اليورو.

وفي غضون ذلك، أظهرت البيانات يوم الجمعة تراجع الصادرات الألمانية على نحو ملحوظ في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وأعلن مكتب الإحصاء الاتحادي في فيسبادن أن الصادرات انكمشت في أكتوبر بنسبة 2.8 في المائة مقارنة بسبتمبر (أيلول) السابق عليه، إلى 124.6 مليار يورو. كما انخفضت الصادرات بنفس النسبة على أساس سنوي.

وانخفضت الصادرات إلى الولايات المتحدة، أكبر سوق للصادرات الألمانية، بنسبة 14 في المائة على أساس شهري لتصل إلى 12.2 مليار يورو. وفي الوقت نفسه، انخفضت الصادرات الألمانية إلى الصين بنسبة 3.8 في المائة. وفي التجارة مع دول الاتحاد الأوروبي، انخفضت الصادرات الألمانية بنسبة 0.7 في المائة.

وكتب كبير الاقتصاديين في مصرف «في بي»، توماس جيتسل، أن بداية الربع الأخير من عام 2024 لا تبشر بالخير مع الانخفاض الذي سجلته الصادرات في أكتوبر الماضي، وأضاف: «حتى لو كان الانخفاض الكبير في الصادرات إلى الولايات المتحدة يتعلق على الأرجح بالطلبيات الكبيرة، فإن التراجع يعطي لمحة عما يمكن أن يحدث في حالة حدوث نزاعات جمركية كبيرة مع الولايات المتحدة».

وتسببت المنافسة المتزايدة في الأسواق العالمية من الصين، على سبيل المثال، فضلاً عن مشكلات هيكلية في الصناعة الألمانية، مثل ارتفاع تكاليف الطاقة والأعباء البيروقراطية الكثيرة، في إنهاك ألمانيا بوصفها دولة تصديرية لفترة طويلة. وكانت الصادرات قد انخفضت بالفعل في سبتمبر الماضي.

وانخفضت الواردات إلى ألمانيا بنسبة 0.1 في المائة في أكتوبر مقارنة بسبتمبر إلى 111.2 مليار يورو. وبالمقارنة مع الشهر نفسه من العام الماضي، كانت هناك زيادة بنسبة 1.7 في المائة. وكان الميزان التجاري إيجابياً عند 13.4 مليار يورو.