ألقت قوات مكافحة الإرهاب في ولاية بورصة غرب التركية القبض على أحد السوريين من المسؤولين الكبار السابقين في «تنظيم داعش» الإرهابي إلى جانب 3 آخرين عملوا في مهام تنفيذ الإعدامات والاستخبارات في التنظيم.
وقالت مصادر أمنية تركية أمس (الثلاثاء) إن قوات مكافحة الإرهاب في بورصة تمكنت من القبض على المسؤول السابق في التنظيم الإرهابي، ويدعى «أبو تقي الشامي» البالغ من العمر 50 عاما، في أحد مواقع البناء حيث كان يعمل منذ هروبه إلى تركيا في تركيب وتصليح وصلات الغاز الطبيعي.
ونشرت وسائل إعلام تركية أمس مقطع فيديو يظهر فيه الشامي حليق الذقن، ويرتدي زي عمل مغطى بالجص، ويعتمر قبعة سوداء، بينما جرى اقتياده من جانب اثنين من عناصر الشرطة التركية لدى القبض عليه أول من أمس.
وقالت مصادر التحقيقات إن الإرهابي السوري الذي قبض عليه أول من أمس بعد تعقبه لفترة طويلة، عمل جلادا ومنفذا للإعدامات في «داعش» وكان مسؤولا كبيرا في صفوف التنظيم في منطقة دير الزور في شرق سوريا.
كان «أبو تقي الشامي»، ظهر في فيديو قديم نشر قبل سنوات على مواقع التواصل الاجتماعي وهو يعدم مدنياً بإطلاق رصاصة في مؤخرة رأسه. وكانت حينها لحيته طويلة وكثيفة. وأتاح القبض على الشامي لأجهزة الأمن التركية معلومات قادت إلى القبض على 3 آخرين في بورصة أمس (الثلاثاء) ممن قاتلوا في صفوف التنظيم. واثنان منهم عملا في تنفيذ الإعدامات والثالث كان ضمن استخبارات «تنظيم داعش» الإرهابي.
وبدأت تركيا حملة أمنية على «تنظيم داعش» الإرهابي، بعد تعرضها لهجمات عدة في العام 2015 تسببت في مقتل أكثر من 300 شخص. وتصاعدت هذه الحملة منذ مطلع عام 2017 بعد عملية ليلة رأس السنة في نادي رينا الليلي في إسطنبول التي راح ضحيتها عشرات الأجانب. وزادت وتيرة هذه الحملات عقب عملية «نبع السلام» العسكرية التركية في شمال شرقي سوريا في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بسبب فرار المئات من عناصر التنظيم من مناطق سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، التي انتزعتها تركيا والفصائل السورية الموالية لها، ومقتل زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي في إدلب شمال غربي سوريا. وخلال الحملات المستمرة على مدى 4 سنوات، ألقت قوات مكافحة الإرهاب التركية القبض على أكثر من 5 آلاف من عناصر «داعش» غالبيتهم من الأجانب، ورحَّلت نحو 3 آلاف خارج البلاد، بينما بقي المئات في السجون داخل تركيا.
في السياق ذاته، أعلنت وزارة الداخلية التركية، أمس، ترحيل «إرهابي» يحمل الجنسية الألمانية إلى بلاده، ضمن عملية بدأتها منذ أشهر لترحيل مقاتلي «داعش» الأجانب إلى بلدانهم الأصلية.
وانطلقت هذه العملية في 11 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وبلغ عدد من تم ترحيلهم منذ ذلك التاريخ نحو 120 من مقاتلي «داعش» الأجانب وعائلاتهم. ومن بين من تم ترحيلهم عناصر من الولايات المتحدة والدنمارك وألمانيا، وآيرلندا وهولندا وبريطانيا والمغرب وكوسوفا، وفرنسا، التي انفردت بالعدد الأكبر من المرحلين الذين بلغ عددهم نحو 25 إرهابيا.
وفي وقت سابق، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن أكثر من 1150 عنصراً من عناصر «داعش» معتقلون في تركيا. كما تحتجز القوات التركية والفصائل الموالية لها في شمال سوريا 287 من عناصر التنظيم، الذين فرُّوا أثناء عملية «نبع السلام» التركية.
ويحتجز في السجون التي يسيطر عليها الأكراد في شمال سوريا نحو 12 ألف مقاتل من «تنظيم داعش» الإرهابي، بينهم من 2500 إلى 3 آلاف أجنبي، وفق مصادر كردية. وقال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو إن بلاده تواصل عملية ترحيل عناصر «داعش»، وبالنسبة لأوروبا تحديداً، فالعملية جارية وإن بلاده لن تتحول إلى فندق لعناصر التنظيم الإرهابي، وستتم إعادتهم إلى بلدانهم الأصلية حتى لو لجأت دول إلى إسقاط الجنسية عنهم في محاولة لتجنب تسلمهم.
ويوجد 944 مقاتلاً أجنبياً من 36 دولة في مراكز اعتقال بتركيا بانتظار الترحيل. وتجبر الخطوة الدول الأوروبية على اتخاذ قرار بشأن كيفية التعامل مع عودة المسلحين الذين تبنوا الفكر المتشدد، بمن فيهم من اكتسبوا خبرة في ساحات القتال في صفوف التنظيم الإرهابي في سوريا والعراق.
تركيا: القبض على سوري من مسؤولي إعدامات «داعش»
تركيا: القبض على سوري من مسؤولي إعدامات «داعش»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة