أثارت قضية الأميركي باكستاني الأصل حميد حياة الذي أمضى 14 عاماً في السجن لإدانته بارتكاب جرائم إرهابية «باطلة» قبل تبرئته منها، الجدل في الأوساط الأميركية بعد إنهاء قضيته مؤخراً من جانب القضاء الأميركي.
ووجهت أصابع الاتهام إلى القضاء بالولايات المتحدة بارتكاب أخطاء، بعضها كان فادحاً، ضد مشتبه بهم تتم إدانتهم في قضايا إرهابية مدفوعة بدواعي الذعر من العمليات الإرهابية، دون أن تكون مستندة إلى أدلة واقعية قوية.
وكان القضاء الأميركي قد أنهى يوم الجمعة الماضي ملف القضية المثيرة للجدل بشأن الأميركي باكستاني الأصل حميد حياة الذي حكم عليه في عام 2006 بالسجن 24 عاماً أمضى أكثر من نصفها قبل أن تتم تبرئته.
وأعلن مدعون فيدراليون أنه لن تتم مواصلة قضية حميد حياة ولن يتم توجيه اتهامات له بعد أن ألغى قاضٍ في يوليو (تموز) الماضي حكم إدانته بالصلة مع إحدى الخلايا النائمة التابعة لتنظيم «القاعدة» في كاليفورنيا، وبعد أن أمضى 14 عاماً في السجن.
وأفرج عن حياة بعد إكماله أكثر من نصف مدة العقوبة الصادرة في حقه؛ حيث تضمنت الاتهامات الموجهة له تقديم مواد داعمة للإرهابيين، والكذب على ممثلي مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي)، والتآمر لشن هجوم على أهداف أميركية بعد حضور معسكر تدريبي في باكستان.
وصدر الحكم على حياة في عام 2006، ومنذ ذلك الحين سعى حياة إلى تبرئة ساحته، لكن القاضي آنئذ عدّ أنه لم يقدم ما يكفي من دفاع لتبرئته.
لكن ممثلي الدفاع الجديد عن حياة ذكروا في بيان أن القضية «مثال صارخ» على أن حقبة «الحادي عشر من سبتمبر (أيلول)» وجهود الحكومة الأميركية لحماية المواطنين من الإرهاب أدت إلى وقوع خطأ فادح في هذه القضية.
ورغم أنه كان بإمكان المدعين الاستئناف على قرار القاضي، أو أن يسعوا إلى محاكمة جديدة، لكنهم بدلاً من ذلك اتجهوا إلى رفض القضية برمتها يوم الجمعة الماضي.
وقال المدعون في بيان: «بالنظر إلى المسار الزمني للقضية وفي صالح العدالة، رأينا عدم إحياء هذه القضية المستمرة منذ نحو 15 عاماً».
وراجع القضية مكتب الادعاء في مدينة ساكرامنتو بولاية كاليفورنيا بالتنسيق مع إدارة الأمن الوطني بوزارة العدل الأميركية، كما نظروا، حسب البيان، في الأدلة التي يمكن أن تكون متاحة في حال إجراء محاكمة جديدة قبل اتخاذ القرار بعدم المضي قدماً فيها. وقال حميد حياة، في بيان صدر عنه: «لم أكن أصدق ما أبلغني به المحامون بإنهاء القضية، لقد كان حلماً بالنسبة لي».
من جانبها؛ اتهمت العائلة القضاء الأميركي بارتكاب خطأ فادح كلفه 14 عاماً من عمره لاتهامات هو بريء منها.
وجاءت تبرئة حميد في العام الماضي بعد أن وجد القضاة الفيدراليون أن شهادات الشهود قابلة للتصديق، واستقر لديهم أن حميد لم يرتكب الجرائم المنسوبة له.
وأدين حميد، المولود في كاليفورنيا، باتهامات ذات صلة بالإرهاب بينما لم يتم توجيه اتهامات لثلاثة أشخاص آخرين كان مشتبهاً بهم في القضية نفسها. وعدّ القاضي جارلاند بوريل أن عدم خبرة محامي الدفاع السابق عن حميد أدى إلى التطورات المؤسفة في قضيته.
انتقادات للقضاء الأميركي بعد تبرئة حميد حياة
أمضى 14 عاماً وراء القضبان باتهامات إرهابية باطلة
انتقادات للقضاء الأميركي بعد تبرئة حميد حياة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة