تنبؤات فانغيليا تثير اهتمام الإعلام الروسي وقلق البسطاء

العرابة البلغارية الشهيرة فانغيليا بانديفا غوشتيروفا المعروفة باسم «بابا فانغا»
العرابة البلغارية الشهيرة فانغيليا بانديفا غوشتيروفا المعروفة باسم «بابا فانغا»
TT

تنبؤات فانغيليا تثير اهتمام الإعلام الروسي وقلق البسطاء

العرابة البلغارية الشهيرة فانغيليا بانديفا غوشتيروفا المعروفة باسم «بابا فانغا»
العرابة البلغارية الشهيرة فانغيليا بانديفا غوشتيروفا المعروفة باسم «بابا فانغا»

رغم رحيلها منذ ربع قرن، تنشدّ الأنظار في عدد من دول العالم، لا سيما في روسيا، مجدداً نحو العرابة البلغارية الشهيرة فانغيليا بانديفا غوشتيروفا، المعروفة باسم «بابا فانغا»، التي ولدت عام 1911 في ستروميتسا المقدونية، وكانت حينها مقاطعة تابعة للدولة العثمانية. وطيلة السنوات الماضية لم يغب اسمها عملياً عن التقارير الصحافية والبرامج التلفزيونية، وحتى عن أحاديث الناس «في المطابخ» حول التنبؤات، وما الذي تنتظره البشرية. وتجدد الاهتمام بقوة بتنبؤات تلك العرابة خلال الفترة الماضية، بعد أن كشفت وسائل إعلام عن تنبؤات جديدة، لم يُكشف عنها من قبل، تحذر فيها فانغا من كارثة في اليوم الذي يتكرر فيه الرقم 2 خمس مرات، أي يوم 22 فبراير (شباط) الحالي (22.02.2020). وفي البداية لم تشر وسائل الإعلام إلى المصدر الذي حصلت منه على تلك المعلومات حول النبوءة الجديدة، ولا أسباب عدم الكشف عنها سابقاً، وتأجيلها حتى الآن.
وفي مطلع الشهر، خصصت قناة التلفزيون الروسية الفيدرالية (الأولى)، حلقة من برنامج «نا ساموم ديلي»، أي «في واقع الأمر» للحديث عن فانغا وتنبؤاتها. وأشار مقدم البرنامج في البداية إلى تنبؤات جديدة، كُشف عنها أول مرة في حلقة بُثت نهاية ديسمبر (كانون الأول) نهاية العام الماضي، وقال المشاركون فيها إن فانغا حذرت من تجدد «مرض قديم، لا يوجد لقاح فعال ضده، في الأشهر الأولى من العام الجديد»، ورجح مقدم البرنامج أنّها كانت تقصد بكلامها هذا «فيروس كورونا الجديد»، الذي ظهر نوع قديم منه عام 1995.
وقال الصحافي الروسي سيرغي كوستورنوي، صديق فانغا، إنه تحدث معها عام 1995، وأكد أنها قالت له إن العالم سيشهد مرحلة خطيرة للإنسانية بأسرها في عام «تكرار 2 خمس مرات»، أو «الخمس اثنينات»، أي 22.02.2020، أو 22 ديسمبر (كانون الأول) نهاية العام الحالي (22.12.2020)، وقالت له إن «البشرية ستصاب فيه بوباء خطير جداً يؤدي إلى موت مئات الملايين»، وعبر عن قناعته بأن «تنبؤاتها تحققت عندما علم العالم بانتشار (كورونا)». كما تحدث خلال البرنامج ذاته تودور تودوروف، مترجم فانغا، وقال إنه سمع منها أيضاً تحذيرها من وباء في عام 2020، لافتاً إلى أنها وصفته بـ«عام المرآة»، حيث تبدو «20» الأولى مثل انعكاس في المرآة لـ«20» الثانية، وأضاف أنها قالت إن «الخراب سيأتي من الأصفر»، لذلك ظن في البداية أن الحديث يدور حول اليرقان، لكن الأمر اتضح بعد ظهور «كورونا» في الصين، التي تنتمي إلى «العرق الأصفر».
وأكد المتحدثون، بينهم ستويان بيتروف، وكيل ومترجم فانغا، أنّها جزمت لهم بأنّ الحديث يدور حصراً حول عام 2020، حين قالت لهم «أنتم سترون هذا كله عندما يحدث»، أي أنهم سيكونون حينها على قيد الحياة، وبهذا استبعدت السنوات الأخرى التي يمكن تكرار 2 فيها خمس مرات. وقالوا ثلاثتهم، كل بأسلوبه، إنه لم يُكشف سابقاً عن هذه التنبؤات، نزولاً عن رغبة فانغا نفسها، التي طلبت من كل واحد منهم التكتم حينها على ما سمعه. لذلك لا تتوفر أي مصادر أخرى، ولا وثائق مكتوبة أو مدونة، تؤكد ما يُنقل عنها.
وبالنسبة ليوم 22 فبراير، تقول نبوءة فانغا، وفق ما نُقل عنها، إنّ «البشرية تنتظر في هذا اليوم كارثة عالمية». إلا أنها لم تحدد طبيعة وشكل تلك الكارثة. وتحظى تنبؤات هذه العجوز باهتمام، حتى بعد رحيلها، نظراً لتحقق عدد من نبوءاتها. إذ يُقال إنها تنبأت بتفكك الاتحاد السوفياتي، وبانفجار مفاعل تشيرنوبل، وكذلك بتفجيرات البرجين في الولايات المتحدة حين قالت «إن شقيقين أميركيين سوف يتعرضان لهجوم طيور فولاذية». وكانت توقعت وهي على قيد الحياة «دخول رجل أسود إلى البيت الأبيض بعد بوش الأب»، إلا أن كلينتون دخل حينها البيت الأبيض، وبعد 12 عاماً على تلك النبوءة، وصل أوباما إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة. اللافت أن التركيز يجري بصورة خاصة على تنبؤاتها التي تحققت، بينما يهمل العالم عدد وطبيعة تنبؤاتها الكثيرة جداً التي لم تتحقق.



الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.