«طالبان» تواصل الهجمات في أفغانستان رغم اتفاق الهدنة

قادتها مستمرون في عملياتهم لحين تلقيهم توجيهات جديدة لخفض العنف

جنود أفغان قرب موقع تفجير سيارة مفخخة في مدينة كويتا الحدودية أمس (رويترز)
جنود أفغان قرب موقع تفجير سيارة مفخخة في مدينة كويتا الحدودية أمس (رويترز)
TT

«طالبان» تواصل الهجمات في أفغانستان رغم اتفاق الهدنة

جنود أفغان قرب موقع تفجير سيارة مفخخة في مدينة كويتا الحدودية أمس (رويترز)
جنود أفغان قرب موقع تفجير سيارة مفخخة في مدينة كويتا الحدودية أمس (رويترز)

شن مسلحون من حركة «طالبان» هجوماً على قوات الحكومة الأفغانية خلال الليل، وقال قادة الحركة أمس (الاثنين)، إن عملياتهم ستستمر لحين تلقيهم توجيهات جديدة بناء على اتفاق السلام مع الولايات المتحدة لخفض العنف في البلاد. وقال قادة الحركة إن «عملياتهم ستستمر لحين تلقيهم توجيهات جديدة بناء على اتفاق مع الولايات المتحدة لخفض العنف في البلاد»، وذلك حسب وكالة «رويترز».
فيما قال مسؤول كبير بالإدارة الأميركية أول من أمس، إن المفاوضات مع ممثلي «طالبان» في قطر أسفرت عن اتفاق من حيث المبدأ على تقليل العنف لمدة أسبوع، لكن الأسبوع لم يبدأ بعد. وأضاف المسؤول أن الاتفاق يشمل كل القوات الأفغانية وسيخضع لرقابة مكثفة.
وقال قيادي في «طالبان» في إقليم هلمند في جنوب البلاد الذي شهد بعض أشرس المعارك: «لم تبلغنا القيادة بأي رسالة بشأن وقف لإطلاق النار». كما قالت قيادات للحركة في إقليمي بكتيكا وننجرهار، اللذين يعدان من معاقل «طالبان»، إنها ستواصل أيضاً شن الهجمات كما هو مخطط. وهاجم مسلحون من «طالبان» مساء أول من أمس (الأحد)، قوات أفغانية عند نقطة للتفتيش في إقليم قندوز شمال البلاد. وذكر بيان للمتحدث باسم «طالبان» ذبيح الله مجاهد، أن الهجوم أسفر عن مقتل 19 من أفراد قوات الأمن الأفغانية.
وأفاد بيان صادر عن وزارة الدفاع الأفغانية، أمس (الاثنين)، بأن مسلحي «طالبان» هاجموا مفخر «شورى حق» العسكري في قندوز. وأكد أن الهجوم أسفر عن مقتل 5 جنود، وإصابة 3 آخرين بجروح. وشدّد على أن القوات الأفغانية تمكّنت من صد هجوم مسلحي «طالبان»، عبر إرسال تعزيزات إلى المنطقة. غير أن نائب رئيس مجلس الشورى في قندوز، سيف الله أميري، قال إن الهجوم أسفر عن مقتل 15 عنصراً أمنياً.
وأكدت وزارة الدفاع الأفغانية وقوع الهجوم في بيان، لكنها قالت إن عدد القتلى 5 فقط. وأضافت أن ضربات جوية تم تنفيذها على مواقع للمتشددين رداً على الهجوم. فيما أصدر متحدث باسم «طالبان» بياناً أمس (الاثنين)، أعلن فيه إسقاط طائرة هليكوبتر عسكرية في إقليم نيمروز، لكن مسؤولاً هناك قال إن الهليكوبتر قامت بهبوط اضطراري ولم تتعرض للهجوم.
ورغم استمرار العنف على الأرض، أكد قيادي بارز في «طالبان» من الدوحة، أن من المقرر توقيع الاتفاق مع الولايات المتحدة بنهاية فبراير (شباط) في «مراسم توقيع» في العاصمة القطرية. ونقل موقع «نون آسيا»، الموالي لـ«طالبان» على الإنترنت الذي له صلات قوية بقيادات الحركة، عن نائب رئيس مكتب «طالبان» في الدوحة مولوي عبد السلام حنفي قوله إن دعوة سترسل لزعماء من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول إسلامية ودول جوار لحضور مراسم التوقيع. وقال: «بمجرد توقيع اتفاق سلام، ستفرج الولايات المتحدة عن 5 آلاف من أسرانا وسنفرج عن ألف من أسراهم». وإذا تم تنفيذ الاتفاق بنجاح، فإن ذلك قد يمهد الطريق لمزيد من الخفض في عدد القوات الأميركية في أفغانستان، وهو هدف يسعى إليه الرئيس الأميركي دونالد ترمب منذ فترة طويلة، إذ تعهد بإنهاء «حروب لا تنتهي» فيما يسعى لإعادة انتخابه لولاية ثانية في نوفمبر (تشرين الثاني). لكن الطريق لا تزال طويلة أمام التوصل إلى تسوية سلمية وإنهاء الوجود العسكري الأميركي المستمر منذ ما يقرب من 20 عاماً في أفغانستان الذي بدأ بعد فترة وجيزة من هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 التي نفذها تنظيم «القاعدة».
وأوضح مسؤولون أميركيون أن عدد القوات الأميركية البالغ قوامها 13 ألفاً، سيتم خفضه إلى نحو 8600 هذا العام سواء تم الاتفاق على الانسحاب أم لا.
وفي سياق آخر، قتل 9 أشخاص، الأحد، في العاصمة الأفغانية كابل، جراء هجوم مسلح شنه مجهولون على منطقة يرتادها مدمنو المخدرات. وذكر المتحدث باسم مديرية الأمن في كابل، فردفس فاراماز، في بيان، أن مسلحين مجهولين شنوا هجوماً على منطقة «كوه كورينغ»، التي يجتمع فيها مدمنو المخدرات. وأوضح فاراماز، أن الهجوم أسفر عن مقتل 9 أشخاص، بينما لاذ المهاجمون بالفرار بعدها. وأعلن عن فتح تحقيق حول الهجوم، الذي يعد الأول من نوعه الذي يستهدف هذه الفئة من المجتمع. ولم تتبنَّ أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم لحد الآن.


مقالات ذات صلة

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

تشييع وزير اللاجئين الأفغاني غداة مقتله في هجوم انتحاري

شارك آلاف الأفغان، الخميس، في تشييع وزير اللاجئين خليل الرحمن حقاني، غداة مقتله في هجوم انتحاري استهدفه في كابل وتبنّاه تنظيم «داعش».

«الشرق الأوسط» (شرنة (أفغانستان))
شؤون إقليمية عناصر من قوات مكافحة الإرهاب التركية أثناء عملية استهدفت «داعش» (إعلام تركي)

تركيا: القبض على 47 من عناصر «داعش»

ألقت قوات مكافحة الإرهاب بتركيا القبض على 47 من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، في حملة شملت 5 ولايات؛ بينها أنقرة وإسطنبول.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)

الجيش الموريتاني: لن نسمح بأي انتهاك لحوزتنا الترابية

أفرجت السلطات في دولة مالي عن 6 مواطنين موريتانيين، كانت قد اعتقلتهم وحدة من مقاتلي مجموعة «فاغنر» الروسية الخاصة.

الشيخ محمد (نواكشوط)
المشرق العربي مسيّرات تركية قصفت مستودع أسلحة يعود لقوات النظام السابق بمحيط مطار القامشلي (المرصد السوري)

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: تركيا ستطالب أميركا بموقف حاسم من «الوحدات» الكردية

أكدت تركيا استمرار الفصائل الموالية لها في التقدم بمناطق «قسد»، وقالت مصادر إنها ستطلب من وزير الخارجية أنتوني بلينكن موقفاً أميركياً ضد «الوحدات» الكردية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».