فك شيفرة إعادة تغريد الأخبار عند الطيور

باحثة مشاركة في الدراسة تسجل صوت طائر القرفص (صورة من جامعة مونتانا)
باحثة مشاركة في الدراسة تسجل صوت طائر القرفص (صورة من جامعة مونتانا)
TT

فك شيفرة إعادة تغريد الأخبار عند الطيور

باحثة مشاركة في الدراسة تسجل صوت طائر القرفص (صورة من جامعة مونتانا)
باحثة مشاركة في الدراسة تسجل صوت طائر القرفص (صورة من جامعة مونتانا)

إذا كان في استطاعة بعض متابعي الأخبار التمييز بين الإفادات الصادقة والمزيفة استناداً إلى جدارة المصدر، فإن دراسة لجامعة «مونتانا» الأميركية، أشارت إلى أن بعض الطيور يمكنها أن تتمتع بالحدس نفسه.
وخلال الدراسة التي نُشرت خلاصاتها في العدد الأحدث من دورية «نيتشر كومينيكيشن»، والتي تعد تتويجاً لبحوث استمرت لعقود حول الشبكات الاجتماعية للطيور، توصل الفريق البحثي إلى أن طائر «كاسرات الجوز» يولي اهتماماً بمصدر المعلومة، وهذا يؤثر على طبيعة الإشارة التي ينتجها ويرسلها للآخرين.
ووفق إريك غرين، الباحث الرئيسي بالدراسة في تقرير نشره أول من أمس الموقع الإلكتروني لجامعة مونتانا، فإن «كل نوع من الطيور لديه أغنية يؤديها عادةً الذكور، لإخبار الصغار بأنهم جاؤوا، كما توجد أغانٍ صاخبة ومعقدة تتردد عادةً خلال موسم التكاثر». وأضاف: «لكن بالنسبة إلى الأصوات التحذيرية، فإن كل صوت يرمز إلى تهديد محدد، مثل التهديد الصادر عن الأفعى على الأرض، والصقر الطائر، والصقور الجامحة، والبومة، وتنقل الأصوات مستوى الخطر الحالي ومعلومات محددة، لتكون الطيور في حالة تأهب قصوى».
وخلال الدراسة ركز الباحثون على «المعلومات المباشرة التي تتعلق بشيء يراه أو يسمعه الطائر بشكل مباشر»، في مواجهة المعلومات غير المباشرة التي يتم الحصول عليها من خلال شبكة الطيور الاجتماعية، ويمكن أن تكون إنذاراً خاطئاً.
وباستخدام مكبرات الصوت في الغابة، أصدر الباحثون نداء تحذير بشأن «البومة الكبيرة ذات القرون» التي تمثل تهديداً منخفضاً لطائر «كاسرات الجوز»، و«بومة الأقزام» ذات التهديد الأعلى للطائر نفسه.
وتباينت أصوات التحذير حسب مستوى التهديد، فبعضها كان صوت الحيوانات المفترسة نفسها، والبعض الآخر كان آتياً من طائر يسمى «القرفص» للتحذير من هذه الحيوانات، والتي تمثل تهديداً له ولطائر كاسرات الجوز.
ويقول الباحث: «ما اكتشفناه عن كاسرات الجوز كان مفاجئاً، فقد تباينت ردود فعلها تجاه الأصوات المباشرة التي جاءت من الحيوانات المفترسة ذاتها، فقد تمت إعادة تغريد التحذير لآخرين باهتمام ملاحظ وبسرعة كبيرة، مقارنةً بالتحذير الآتي من القرفص، والذي يحتمل أن يكون خاطئاً، فهناك الكثير من الذكاء كان واضحاً في سلوكها».


مقالات ذات صلة

متطوعون يتحدّون القصف لإنقاذ قطط من بين الركام في ضاحية بيروت الجنوبية

المشرق العربي ناشطون من جمعية Animals Lebanon ومعهم أقفاص فيها قطط أنقذوها من الضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ف.ب)

متطوعون يتحدّون القصف لإنقاذ قطط من بين الركام في ضاحية بيروت الجنوبية

يعتمد نازحون لبنانيون على جمعيات ومتطوعين لمساعدتهم على إنقاذ حيواناتهم الأليفة التي تركوها في أحيائهم المدمرة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
يوميات الشرق العناكب كابوسية هنا ولطيفة هناك (غيتي)

عشاق العناكب في كولورادو: كائنات أليفة وليست كابوسية

إنه موسم تزاوج العناكب، فتخرج الذكور من جحورها بحثاً عن شريكة، ويتوافد المئات من عشاقها إلى بلدة لا جونتا الزراعية الصغيرة لمشاهدتها بأعداد غفيرة.

«الشرق الأوسط» (لا جونتا (كولورادو الأميركية))
يوميات الشرق البشر والكلاب لديهم أنظمة معالجة صوتية مختلفة (جامعة إيوتفوس لوراند)

طريقة جديدة لمساعدة الكلاب على فهم كلام البشر

أظهرت دراسة جديدة، أجراها باحثون من جامعة جنيف في سويسرا، أن البشر يتحدثون بمعدل أسرع بكثير من الكلاب.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق للصدمة أشكال عدّة (مواقع التواصل)

ثعبان عملاق يُنغّص على بريطانية استمتاعها باحتساء القهوة

أُصيبت بريطانية بصدمة كبيرة بعد اكتشافها ثعباناً من فصيلة الأصلة العاصرة، طوله 5.5 قدم (1.6 متر) مختبئاً في حديقة منزلها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق شعور الفقد قاسٍ جداً (أ.ب)

رحلة غامضة لقطّ تائه قطع 900 ميل ليعود إلى بيته في كاليفورنيا

خرج قطّ رمادي يمضي أيامه ما بين الزيارات إلى الشاطئ والرحلات إلى البحيرة، في أكبر مغامرة له بمفرده قطع فيها مئات الأميال من ولاية وايومنغ الأميركية إلى منزله.

«الشرق الأوسط» (لندن)

رمال المريخ تصلح لبناء مستعمرات فضائية

فكرة بناء مستعمرات في الفضاء تظل حلماً طموحاً يسعى العلماء لتحقيقه (جامعة نورث وسترن)
فكرة بناء مستعمرات في الفضاء تظل حلماً طموحاً يسعى العلماء لتحقيقه (جامعة نورث وسترن)
TT

رمال المريخ تصلح لبناء مستعمرات فضائية

فكرة بناء مستعمرات في الفضاء تظل حلماً طموحاً يسعى العلماء لتحقيقه (جامعة نورث وسترن)
فكرة بناء مستعمرات في الفضاء تظل حلماً طموحاً يسعى العلماء لتحقيقه (جامعة نورث وسترن)

تَوَصَّلَ باحثون بجامعة ترينيتي في دبلن إلى طريقة لتحويل الرمال الموجودة على سطح المريخ والقمر إلى طوب صلب يمكن استخدامه في بناء مستعمرات مستقبلية في الفضاء.

واكتشف الباحثون طريقة لربط الصخور السطحية والرمال والغبار، والمعروفة باسم «الريغوليث»، باستخدام درجات حرارة منخفضة وكمية قليلة من الطاقة، وفق «بي بي سي».

وتعد فكرة بناء مستعمرات في الفضاء حلماً طموحاً يسعى العلماء والمهندسون لتحقيقه في السنوات المقبلة، حيث يمكن أن توفر هذه المستعمرات بيئة للعيش والعمل خارج كوكب الأرض، مثل القمر أو المريخ.

وتعتمد هذه الرؤية على استخدام الموارد المحلية، مثل الرمال والصخور الموجودة على السطح، لتقليل الاعتماد على النقل من الأرض؛ ما يقلل من التكاليف والانبعاثات البيئية.

وتمثل الابتكارات في تكنولوجيا البناء، مثل استخدام أنابيب الكربون النانوية والغرافين، خطوات مهمة نحو تحقيق هذا الحلم، حيث تسهم في إنشاء هياكل قوية وصديقة للبيئة قادرة على دعم الحياة البشرية.

وتمكّن الباحثون من ربط الجسيمات السطحية، مثل الصخور والرمال والغبار، معاً باستخدام درجات حرارة منخفضة وطاقة قليلة. وتتميز الكتل المبنية باستخدام أنابيب الكربون النانوية بكثافة منخفضة نسبياً، ولكنها تظهر قوة تقترب من قوة الغرانيت؛ ما يجعلها مناسبة لإنشاء هياكل خارج كوكب الأرض،.

وقال البروفيسور جوناثان كولمان، الذي يقود المشروع البحثي جامعة ترينيتي، إن هذا الاكتشاف قد يساعد على تقليل كمية مواد البناء التي تحتاج إلى النقل من الأرض لبناء قاعدة على القمر.

وأكد كولمان أن بناء قاعدة شبه دائمة على القمر أو المريخ سيتطلب استخداماً كافياً من المواد الموجودة في الموقع، وتقليل المواد والمعدات المنقولة من الأرض.

وعند بناء الهياكل في الفضاء، ستسهم الكتل المصنوعة من الجسيمات السطحية وأنابيب الكربون النانوية في تقليل الحاجة إلى نقل مواد البناء إلى الفضاء.

بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الكتل قادرة على توصيل الكهرباء؛ ما يمكن استخدامها كأجهزة استشعار داخلية لمراقبة الصحة الهيكلية للمباني خارج كوكب الأرض.

وتُبنى هذه الهياكل لتحتفظ بالهواء؛ لذا فإن القدرة على اكتشاف ومراقبة علامات التحذير المبكر لفشل الكتل أمر بالغ الأهمية.

ويعتقد الباحثون أن هذا الاكتشاف يمكن أن تكون له أيضاً تطبيقات عملية في صناعة البناء على الأرض، وذلك بسبب مادة نانوية مشابهة تسمى الغرافين، التي يمكن خلط كميات كبيرة منها مع الأسمنت في الخرسانة، ما يزيد من قوة الخرسانة بنسبة 40 في المائة.

كما يسهم تعزيز قوة الخرسانة في تقليل الكمية المطلوبة لبناء الهياكل. وتُعد الخرسانة حالياً أكثر المواد المستخدمة من صُنع الإنسان في العالم، حيث تشكل عملية تصنيع الخرسانة العالمية نحو 8 في المائة من إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم.