ترشيح قرابة 10 آلاف للابتعاث خارج السعودية

وزارة التعليم العالي: أعلى رقم منذ انطلاق البرنامج

ترشيح قرابة 10 آلاف للابتعاث خارج السعودية
TT

ترشيح قرابة 10 آلاف للابتعاث خارج السعودية

ترشيح قرابة 10 آلاف للابتعاث خارج السعودية

أعلنت وزارة التعليم العالي في السعودية ترشيح 10491 متقدما ومتقدمة للقبول في المرحلة العاشرة من برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للابتعاث الخارجي، وهو أعلى رقم لأعداد المرشحين منذ انطلاق البرنامج عام 2005.
وأفاد الدكتور ناصر الفوزان، وكيل وزارة التعليم العالي لشؤون البعثات بوزارة التعليم العالي، أنه قد تم ترشيح جميع المتقدمين والمتقدمات ممن انطبقت عليهم شروط وضوابط المرحلة العاشرة؛ استجابة لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود بضرورة توفير سبل التعليم المتميز لأبناء وبنات الوطن في شتى فروع العلم والمعرفة.
وأشار الفوزان في تصريح صحافي، أن عدد المرشحين للقبول لمرحلة الدكتوراه بلغ (627)، و(1397) لمرحلة الزمالة الطبية، و(6741) لمرحلة الماجستير، و(1726) لمرحلة بكالوريوس الطب والعلوم الطبية.
وبين الدكتور الفوزان أن التخصصات النوعية قد حظيت بالحصة الأكبر من الترشيح للقبول؛ حيث حصلت التخصصات الطبية على أعلى معدل 37.40 في المائة، تليها التخصصات الهندسية والحاسب الآلي 22.20 في المائة، ومن ثم التخصصات المالية والاقتصادية 17.07 في المائة متبوعة بتخصصات العلوم الأساسية بنسبة قدرها 12.36 في المائة ثم تخصصات (الإعلام الرقمي، السياحة والفندقة، وعلم النفس الإكلينيكي) 5.51 في المائة وتخصص القانون 5.45 في المائة.
وبين وكيل الوزارة للبعثات، أن المرحلة العاشرة، تميزت بتنوع التخصصات وتطويرها وفقا لتقييم الوزارة السنوي لبرنامج الابتعاث الذي أسفر عن اعتماد 76 تخصصا لهذه المرحلة شملت 23 تخصصا في المجال الطبي، و35 تخصصا في المجال الهندسي والحاسب الآلي، و5 تخصصات في المجال المالي والاقتصادي، و9 تخصصات في مجال العلوم الأساسية، بالإضافة إلى تخصصات القانون، والإعلام الرقمي، والسياحة والفندقة، وعلم النفس الإكلينيكي، مضيفا أنه «من الجديد كذلك أن المرشحين والمرشحات للقبول سوف يتم توجيههم بعد استكمال إجراءات مطابقة الوثائق والحضور الكامل لملتقيات المبتعثين، لأفضل 200 جامعة في تخصصاتهم، وذلك وفقا لأبرز التصنيفات العالمية».
وأضاف الدكتور الفوزان أن هذه المرحلة تميزت كذلك باستخدام التقنية في كل الخدمات التي يحتاجها المتقدم بدءا من التسجيل وحتى صدور قرار الابتعاث.
ودعا الدكتور الفوزان كل من لم يتم ترشيحه للقبول وتنطبق عليه جميع شروط وضوابط المرحلة العاشرة تقديم اعتراضه عن طريق أيقونة متابعة حالة الطلب الخاصة بالمتقدم في المرحلة العاشرة بموقع الوزارة على شبكة الإنترنت خلال أسبوع.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».