تقرير: ترمب فضّل تصفية حمزة بن لادن على شخصيات أكثر خطورة

صورة أصدرتها وكالة الاستخبارات المركزية لحمزة بن لادن (أ.ب)
صورة أصدرتها وكالة الاستخبارات المركزية لحمزة بن لادن (أ.ب)
TT

تقرير: ترمب فضّل تصفية حمزة بن لادن على شخصيات أكثر خطورة

صورة أصدرتها وكالة الاستخبارات المركزية لحمزة بن لادن (أ.ب)
صورة أصدرتها وكالة الاستخبارات المركزية لحمزة بن لادن (أ.ب)

قال تقرير صحافي نشر أمس (الأحد)، إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب طلب من وكالة الاستخبارات المركزية «سي آي إيه» قتل نجل أسامة بن لادن أولاً قبل استهداف شخصيات أخرى كانت على رأس قائمة أولويات الوكالة، بسبب اسمه المرتبط بزعيم تنظيم «القاعدة» السابق.
وبحسب التقرير الصادر عن شبكة «إن بي سي نيوز» الأميركية، فقد أطلع مسؤولو المخابرات ترمب على قائمة تضم أسماء عدد من الإرهابيين الذين يشكلون تهديداً على الأمن الأميركي والعالمي، من بينهم زعيم «القاعدة» الحالي أيمن الظواهري، الذي لا يزال على قيد الحياة، إلا أن الرئيس الأميركي طلب منهم استهداف حمزة بن لادن أولاً.
وأشار أحد المسؤولين السابقين بـ«سي آي إيه» إلى أن ترمب قال لهم: «لم أسمع أبداً عن أي من هؤلاء الأشخاص. ماذا عن حمزة بن لادن؟».
وقال دوغلاس لندن، المسؤول السابق في وكالة الاستخبارات المركزية، في مقال كتبه لموقع JustSecurity، المتخصص في الأمن القومي الأميركي، إن ترمب كان لديه «هوس» باستهداف حمزة بن لادن، مضيفاً أن الوكالة أدركت أن ذلك الهوس جاء بسبب اسمه.
وتابع لندن «على الرغم من تقييمات الوكالة التي توضح المخاطر الأكبر التي يمثلها الظواهري... وعدم احتمال أن يكون حمزة في خط الخلافة المباشر لتنظيم (القاعدة)، فإن الرئيس كان يفكر بشكل مختلف. لقد طلب بانتظام معرفة كل ما هو جديد عن حمزة، وأصر على تسريع جهودنا لمطاردته».
وفي شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، أصدر ترمب بياناً رسمياً أكد فيه أن حمزة بن لادن قد قتل في عملية لمكافحة الإرهاب بالقرب من الحدود الأفغانية الباكستانية.
وقال بيان للبيت الأبيض «إن مقتل حمزة بن لادن لا يحرم تنظيم (القاعدة) من المهارات القيادية المهمة والعلاقة الرمزية بأبيه فحسب، بل يقوض الأنشطة التشغيلية للجماعة». ولم يحدد البيان وقت العملية أو الظروف المحيطة بها وتفاصيلها.
وأضاف البيان، أن حمزة بن لادن كان مسؤولاً عن مهام التخطيط والتعامل مع مختلف الجماعات الإرهابية.
ويتفق الخبراء بالإجماع تقريباً على أن حمزة بن لادن كان يشجع الهجمات على الأميركيين، لكنهم قالوا: إنه لم يكن يشكل تهديداً كبيراً، مؤكدين أن هناك أسماء كانت أشد خطورة منه.
وعبّر مسؤولو المخابرات الحاليون والسابقون عن مخاوفهم بشأن اتخاذ الرئيس الأميركي لقرارات مهمة دون قراءة تقييمات الاستخبارات.
من جهته، قال مسؤول كبير في إدارة ترمب لصحيفة «ذا هيل»: «الأولوية القصوى للرئيس هي الحفاظ على سلامة الأميركيين. لقد استهدفت إدارة ترمب بنجاح أخطر الإرهابيين في العالم، بما في ذلك حمزة بن لادن وأبو بكر البغدادي وقاسم سليماني وقاسم الريمي. وهذا يؤكد تصميم هذه الإدارة على هزيمة الإرهاب».
وسمح ترمب بقتل زعيم تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادي في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي وزعيم «تنظيم القاعدة في جزيرة العرب» قاسم الريمي في عملية عسكرية في اليمن هذا الشهر. وكان الزعيمان هدفين رئيسيين في قوائم «سي آي إيه».
كما وافق ترمب على الهجوم الذي أودى بحياة قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» الإيراني قاسم سليماني، الشهر الماضي، وهو الهجوم الذي دفع إيران إلى إطلاق صواريخ باليستية على قاعدتي عين الأسد وأربيل في العراق، حيث يتمركز عدد من الجنود الأميركيين.


مقالات ذات صلة

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

تشييع وزير اللاجئين الأفغاني غداة مقتله في هجوم انتحاري

شارك آلاف الأفغان، الخميس، في تشييع وزير اللاجئين خليل الرحمن حقاني، غداة مقتله في هجوم انتحاري استهدفه في كابل وتبنّاه تنظيم «داعش».

«الشرق الأوسط» (شرنة (أفغانستان))
شؤون إقليمية عناصر من قوات مكافحة الإرهاب التركية أثناء عملية استهدفت «داعش» (إعلام تركي)

تركيا: القبض على 47 من عناصر «داعش»

ألقت قوات مكافحة الإرهاب بتركيا القبض على 47 من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، في حملة شملت 5 ولايات؛ بينها أنقرة وإسطنبول.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)

الجيش الموريتاني: لن نسمح بأي انتهاك لحوزتنا الترابية

أفرجت السلطات في دولة مالي عن 6 مواطنين موريتانيين، كانت قد اعتقلتهم وحدة من مقاتلي مجموعة «فاغنر» الروسية الخاصة.

الشيخ محمد (نواكشوط)
المشرق العربي مسيّرات تركية قصفت مستودع أسلحة يعود لقوات النظام السابق بمحيط مطار القامشلي (المرصد السوري)

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: تركيا ستطالب أميركا بموقف حاسم من «الوحدات» الكردية

أكدت تركيا استمرار الفصائل الموالية لها في التقدم بمناطق «قسد»، وقالت مصادر إنها ستطلب من وزير الخارجية أنتوني بلينكن موقفاً أميركياً ضد «الوحدات» الكردية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».