مقاتلات كرديات إيرانيات على خط المواجهة مع «داعش» في كركوك

أكدن لـ («الشرق الأوسط») : نريد أن ننتقم للنساء اللاتي وقعن ضحايا للتنظيم المتطرف

مقاتلات مع أسلحتهن ضمن وحدات البيشمركة («الشرق الأوسط»)
مقاتلات مع أسلحتهن ضمن وحدات البيشمركة («الشرق الأوسط»)
TT

مقاتلات كرديات إيرانيات على خط المواجهة مع «داعش» في كركوك

مقاتلات مع أسلحتهن ضمن وحدات البيشمركة («الشرق الأوسط»)
مقاتلات مع أسلحتهن ضمن وحدات البيشمركة («الشرق الأوسط»)

تنتشر الآلاف من المقاتلات الإيرانيات الكرديات مع قوات البيشمركة على جبهات القتال مع «داعش» في محافظة كركوك وقضاء طوزخورماتو. وتشكل هذه القوة النسوية جزءا من الجناح العسكري لحزب الحرية الكردستاني، الذي التحق مقاتلوه ومقاتلاته بقوات البيشمركة منذ بداية المعارك في أغسطس (آب) الماضي.
وتقول المقاتلة ليلى ديوبند التي مضت على التحاقها بحزب الحرية الكردستاني الإيراني 10 أعوام، لـ«الشرق الأوسط» إن «قوتنا هذه تمثل جزءا رئيسيا من قوات بيشمركة حزب الحرية الكردستاني، لذا حياتنا كمقاتلات لا تختلف عن حياة قوات البيشمركة». وتضيف أنه إضافة إلى الواجبات القتالية «فإننا، وكلما أتيحت الفرصة، نواصل تدريب وإعداد مقاتلاتنا من الناحية البدنية والتنظيم والخطط واستخدام الأسلحة». وتابعت: «مقاتلاتنا شاركن في العديد من المعارك ضد (داعش) إلى جانب قوات البيشمركة في الخطوط الأمامية، نحن قوة مساندة على استعداد تام في جميع الأوقات، ومنحنا فرصة المشاركة في المعارك، ونحن مشاركات فعليات في هذه الحرب».
والمقاتلات من أمثال ليلى ديوبند ينتشرن على طول جبهات قوات البيشمركة في إقليم كردستان الممتدة من خانقين جنوبا إلى سنجار شمالا، بالإضافة إلى آلاف من الفتيات والنساء الكرديات في مدينة كوباني الكردية في شمال سوريا. وبعد الدفاع عن الوطن، لعل الدافع الرئيسي لهؤلاء المقاتلات في مواجهة تنظيم «داعش» هو وقف ممارساته بحق النساء.
وتقول المقاتلة شيراز نادري إن المعارك بين قوات البيشمركة الكردية وتنظيم «داعش» وحدت صفوف القوى الكردي في المنطقة. ففي حين توجهت قبل أيام قوات من بيشمركة إقليم كردستان إلى كوباني لفك حصار «داعش» عن المدينة، يواصل المتطوعون الأكراد في جميع أنحاء العالم الالتحاق بجبهات القتال.
وتضيف أن «مشاركة المرأة إلى جانب الرجل في المعارك شيء ضروري، فنحن نشارك اليوم في الدفاع عن كردستان، ومنع الإرهابيين من الهجوم عليها، وجودنا هنا ومحاربة (داعش) واجب مقدس؛ فالتنظيم عدو للإنسانية، وعدو للمرأة، وخاصة المرأة الكردية. نحن هنا لحماية الإنسانية والأرض، وللدفاع عن المرأة الكردية، والانتقام من (داعش) لكل الجرائم التي اقترفها بحق إخواننا الإيزيديين والنساء الإيزيديات في سنجار، وجميع الطوائف الأخرى».
بدورها، قالت المقاتلة مريم حيدر آبادي إنهن تلقين تدريبات عسكرية منظمة من قبل حول كيفية المشاركة في المعارك والخطط والاستراتيجيات الحربية وتدابير المعارك واستخدام الأسلحة الخفيفة والمتوسطة. وأضافت: «تلقينا قبل اندلاع هذه المعارك تدريبات عسكرية مكثفة من الناحية البدنية والفكرية والتدريب على السلاح، وكيفية المشاركة في المعارك، ووضع الخطط الحربية وتنفيذها في ساحات القتال إلى جانب أزواجنا وإخواننا المقاتلين في الحزب». وتابعت آبادي: «حياة البيشمركة هي حياة اعتيادية كالناس، لكن في فضاء مختلف ماديا ومعنويا، فنحن مستعدون وباستمرار للتضحية من أجل الدفاع عن كردستان والإنسانية والحرية والديمقراطية، بالإضافة إلى أن قسما من مقاتلاتنا يقدمن الخدمات الصحية والطعام لقوات البيشمركة في الخطوط الخلفية»، وختمت حديثها بالقول: «(داعش) تهديد للمرأة وللإنسانية وسنقضي على هذا التهديد قريبا».



3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
TT

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

على الرغم من مرور ستة عقود على قيام النظام الجمهوري في اليمن، وإنهاء نظام حكم الإمامة الذي كان يقوم على التمايز الطبقي، فإن نحو 3.5 مليون شخص من المهمشين لا يزالون من دون مستندات هوية وطنية حتى اليوم، وفق ما أفاد به تقرير دولي.

يأتي هذا فيما كشف برنامج الأغذية العالمي أنه طلب أكبر تمويل لعملياته الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل من بين 86 دولة تواجه انعدام الأمن الغذائي.

لا يزال اليمن من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية في العالم (إعلام محلي)

وذكر المجلس النرويجي للاجئين في تقرير حديث أن عناصر المجتمع المهمش في اليمن يشكلون 10 في المائة من السكان (نحو 3.5 مليون شخص)، وأنه رغم أن لهم جذوراً تاريخية في البلاد، لكن معظمهم يفتقرون إلى أي شكل من أشكال الهوية القانونية أو إثبات جنسيتهم الوطنية، مع أنهم عاشوا في اليمن لأجيال عدة.

ويؤكد المجلس النرويجي أنه ومن دون الوثائق الأساسية، يُحرم هؤلاء من الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الصحة، والتعليم، والمساعدات الحكومية، والمساعدات الإنسانية. ويواجهون تحديات في التحرك بحرية عبر نقاط التفتيش، ولا يمكنهم ممارسة الحقوق المدنية الأخرى، بما في ذلك تسجيل أعمالهم، وشراء وبيع وتأجير الممتلكات، والوصول إلى الأنظمة المالية والحوالات.

ووفق هذه البيانات، فقد أفاد 78 في المائة من المهمشين الذين شملهم استطلاع أجراه المجلس النرويجي للاجئين بأنهم لا يمتلكون بطاقة هوية وطنية، في حين يفتقر 42 في المائة من أطفال المهمشين إلى شهادة ميلاد.

ويصف المجلس الافتقار إلى المعلومات، وتكلفة الوثائق، والتمييز الاجتماعي بأنها العقبات الرئيسة التي تواجه هذه الفئة الاجتماعية، رغم عدم وجود أي قوانين تمييزية ضدهم أو معارضة الحكومة لدمجهم في المجتمع.

وقال إنه يدعم «الحصول على الهوية القانونية والوثائق المدنية بين المهمشين» في اليمن، بما يمكنهم من الحصول على أوراق الهوية، والحد من مخاطر الحماية، والمطالبة بفرص حياة مهمة في البلاد.

أكبر تمويل

طلبت الأمم المتحدة أعلى تمويل لعملياتها الإنسانية للعام المقبل لتغطية الاحتياجات الإنسانية لأكثر من 17 مليون شخص في اليمن يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، بمبلغ قدره مليار ونصف المليار دولار.

وأفاد برنامج الأغذية العالمي في أحدث تقرير له بأن التمويل المطلوب لليمن هو الأعلى على الإطلاق من بين 86 بلداً حول العالم، كما يُعادل نحو 31 في المائة من إجمالي المبلغ المطلوب لعمليات برنامج الغذاء العالمي في 15 بلداً ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أوروبا، والبالغ 4.9 مليار دولار، خلال العام المقبل.

الحوثيون تسببوا في نزوح 4.5 مليون يمني (إعلام محلي)

وأكد البرنامج أنه سيخصص هذا التمويل لتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في اليمن، حيث خلّف الصراع المستمر والأزمات المتعددة والمتداخلة الناشئة عنه، إضافة إلى الصدمات المناخية، 17.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأشار البرنامج إلى وجود 343 مليون شخص حول العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بزيادة قدرها 10 في المائة عن العام الماضي، وأقل بقليل من الرقم القياسي الذي سجل أثناء وباء «كورونا»، ومن بين هؤلاء «نحو 1.9 مليون شخص على شفا المجاعة، خصوصاً في غزة والسودان، وبعض الجيوب في جنوب السودان وهايتي ومالي».

أزمة مستمرة

أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن اليمن لا يزال واحداً من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، حيث خلقت عشر سنوات من الصراع تقريباً نقاط ضعف، وزادت من تفاقمها، وتآكلت القدرة على الصمود والتكيف مع ذلك.

وذكرت المفوضية الأممية في تقرير حديث أن اليمن موطن لنحو 4.5 مليون نازح داخلياً، وأكثر من 60 ألف لاجئ وطالب لجوء. وهؤلاء الأفراد والأسر المتضررة من النزوح معرضون للخطر بشكل خاص، مع انخفاض القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية وسبل العيش، ويواجهون كثيراً من مخاطر الحماية، غالباً يومياً.

التغيرات المناخية في اليمن ضاعفت من أزمة انعدام الأمن الغذائي (إعلام محلي)

ونبّه التقرير الأممي إلى أن كثيرين يلجأون إلى آليات التكيف الضارة للعيش، بما في ذلك تخطي الوجبات، والانقطاع عن الدراسة، وعمل الأطفال، والحصول على القروض، والانتقال إلى مأوى أقل جودة، والزواج المبكر.

وبيّنت المفوضية أن المساعدات النقدية هي من أكثر الطرق سرعة وكفاءة وفاعلية لدعم الأشخاص الضعفاء الذين أجبروا على الفرار من ديارهم وفي ظروف صعبة، لأنها تحترم استقلال الشخص وكرامته من خلال توفير شعور بالطبيعية والملكية، مما يسمح للأفراد والأسر المتضررة بتحديد ما يحتاجون إليه أكثر في ظروفهم.

وذكر التقرير أن أكثر من 90 في المائة من المستفيدين أكدوا أنهم يفضلون الدعم بالكامل أو جزئياً من خلال النقد، لأنه ومن خلال ذلك تستطيع الأسر شراء السلع والخدمات من الشركات المحلية، مما يعزز الاقتصاد المحلي.