«الداخلية» المغربية تراجع اللوائح الانتخابية استعداداً لاقتراع 2021

TT

«الداخلية» المغربية تراجع اللوائح الانتخابية استعداداً لاقتراع 2021

بدأت معالم سنة 2021 الانتخابية المرتقبة في المغرب، والتي يتوقع أن تشهد سباقا ساخنا حول تبوء صدارتها بين الأحزاب السياسية، حيث أعلنت وزارة الداخلية أمس، إيداع الجداول التعديلية النهائية للوائح الانتخابية العامة، رهن إشارة العموم للاطلاع عليها ما بين 15 و22 فبراير (شباط) الحالي.
وذكر وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، في بيان رسمي، أنه في إطار عملية المراجعة السنوية للوائح الانتخابية العامة، واللوائح الانتخابية الخاصة بالغرف المهنية برسم سنة 2020. «ينهي وزير الداخلية إلى علم المواطنات والمواطنين والمهنيات والمهنيين أن اللجان الإدارية ولجان الفصل عقدت اجتماعاتها خلال الفترة الممتدة من 10 إلى 14 فبراير الحالي، خصصتها لدراسة طلبات التسجيل والشكاوى المقدمة إليها، وقامت باتخاذ القرارات اللازمة في شأنها».
وأكد وزير الداخلية أنه يحق لكل شخص «رفضت اللجنة الإدارية طلب تسجيله في اللوائح الانتخابية العامة، أو يعتبر أن اللجنة المعنية شطبت اسمه منها بكيفية غير قانونية، أن يقيم دعوى طعن لدى المحكمة المختصة خلال أجل ثمانية أيام، الموالية لفترة إيداع الجداول التعديلية النهائية، أي ابتداء من 23 فبراير إلى 1 مارس (آذار) المقبل».
وأضاف المصدر ذاته مبينا أنه «يمكن لكل مهني رفضت لجنة الفصل طلب تسجيله في لائحة انتخابية لغرفة مهنية، أو قامت بشطب اسمه منها بكيفية غير قانونية، أن يتقدم بطعن أمام المحكمة المختصة خلال الفترة المخصصة لإيداع الجداول التعديلية النهائية، أي ما بين 15 و23 فبراير الحالي».
وأشار وزير الداخلية إلى أن اللجان المختصة ستقوم بـ«الحصر النهائي للوائح الانتخابية العامة، واللوائح الانتخابية الخاصة بالغرف المهنية يوم الثلاثاء 31 مارس المقبل».
وبشأن اللوائح الانتخابية العامة، أوضحت وزارة الداخلية أن اللجان الإدارية قامت بـ«تضمين قراراتها في الجداول التعديلية النهائية، وإيداع هذه الجداول رهن إشارة العموم في كل جماعة ومقاطعة بمكاتب السلطات الإدارية المحلية، وبمصالح الجماعات أو المقاطعات ابتداء من السبت 15 فبراير الحالي، إلى يوم 22 منه، وذلك ليتمكن كل من يعنيه الأمر من الاطلاع عليها في عين المكان داخل أوقات العمل الرسمية»، في إشارة إلى المُنتخبين وممثلي الأحزاب السياسية في مختلف الدوائر.
وزاد البيان مؤكدا أنه «يمكن لكل شخص يعنيه الأمر الاطلاع على البيانات الخاصة به خلال الأجل نفسه، عبر الموقع الإلكتروني الخاص باللوائح الانتخابية العامة www.listeselectorales.ma».
أما فيما يتعلق باللوائح الانتخابية الخاصة بالغرف المهنية، فقد قامت لجان الفصل بإيداع الجداول التعديلية النهائية المتضمنة لقراراتها ابتداء من «السبت 15 فبراير الحالي إلى 23 منه، بمكاتب السلطة الإدارية المحلية التابع لها مقر الدائرة الانتخابية، وبمقر الغرفة المهنية المعنية، حيث يمكن لكل ناخب الاطلاع عليها خلال هذه الفترة، وداخل أوقات العمل الرسمية».
ويأتي فتح وزارة الداخلية الباب أمام المواطنين من أجل تقديم الطعون في اللوائح الانتخابية، وذلك في إطار عملية مراجعة اللوائح الانتخابية العامة التي تقوم بها مصالح الوزارة بشكل سنوي. غير أن إقبال البلاد على سنة انتخابية حاسمة العام المقبل يجعل لمحطة هذه السنة دلالات سياسية كبرى.
في غضون ذلك، دعا حزبا «الاستقلال» و«التقدم والاشتراكية» المعارضين، رئيس الحكومة سعد الدين العثماني للتعجيل بفتح ورش الإصلاحات السياسية والانتخابية، في إطار الحوار والتشاور مع مختلف الفرقاء السياسيين. وطالبا في بيان مشترك رئيس الحكومة بـ«مراجعة المنظومة الانتخابية، وبلورة التدابير التي من شأنها إحداث انفراج سياسي والمساهمة في تدعيم وتقوية المشاركة السياسية، وكذا مراجعة القانون التنظيمي للأحزاب السياسية»، كما شددا على أهمية الإصلاحات، التي من شأنها تثبيت «الديمقراطية ببلادنا والقطع مع حالة التردد وانسداد الآفاق».
وتمثل دعوة الحزبين المعارضين لإصلاح قانون الانتخابات مؤشرا جديدا على شكل الصراع، والمعركة الانتخابية التي سيعيشها المغرب السنة المقبلة، خصوصا مع الدخول المبكر لحزب التجمع الوطني للأحرار، بقيادة رجل المال والأعمال عزيز أخنوش، للمنافسة على تصدر الانتخابات التشريعية المقبلة، في مقابل حزب العدالة والتنمية الذي يمني نفسه بالاستمرار في تصدر المشهد للمرة الثالثة على التوالي، وهو الصراع الذي أثر بشكل كبير على تماسك تحالف الغالبية وعملها.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.