إحصاء رسمي يؤكد ارتفاع البطالة في الضفة وغزة 25%

45 % في القطاع مقابل 15 % في الضفة... و133 ألفاً يعملون في إسرائيل

صيد السمك مهنة كثير من أهالي غزة التي تتعرض للمزاج الإسرائيلي في القيود (رويترز)
صيد السمك مهنة كثير من أهالي غزة التي تتعرض للمزاج الإسرائيلي في القيود (رويترز)
TT

إحصاء رسمي يؤكد ارتفاع البطالة في الضفة وغزة 25%

صيد السمك مهنة كثير من أهالي غزة التي تتعرض للمزاج الإسرائيلي في القيود (رويترز)
صيد السمك مهنة كثير من أهالي غزة التي تتعرض للمزاج الإسرائيلي في القيود (رويترز)

أظهر تقرير رسمي لجهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني ارتفاعا ملحوظا في معدل البطالة بين المشاركين في القوى العاملة (15 سنة فأكثر) في عام 2019 نحو 25 في المائة في حين بلغ إجمالي نقص الاستخدام للعمالة 33 في المائة، وفقاً لمعايير منظمة العمل الدولية المنقحة.
وأوضح جهاز الإحصاء في تقرير إعلان نتائج مسح القوى العاملة للعام 2019 الذي أصدره أمس، أنه بلغ عدد العاطلين عن العمل 15 سنة فأكثر 343.800 شخص في عام 2019، بواقع 215.100 شخص في قطاع غزة و128.700 شخص في الضفة الغربية.
ولا يزال التفاوت كبيراً في معدل البطالة بين الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث بلغ المعدل 45 في المائة في القطاع مقارنة بـ15 في المائة في الضفة، أما على مستوى الجنس فقد بلغ معدل البطالة للإناث 41 في المائة مقابل 21 في المائة للذكور، في فلسطين. وأضاف التقرير «بلغ إجمالي الاستخدام الناقص للعمالة 487.400 شخص، حيث يتضمن هذا العدد 73.100 من الباحثين عن عمل المحبطين و20.500 في العمالة الناقصة المتصلة بالوقت».
وسجلت محافظة بيت لحم في الضفة الغربية ودير البلح في قطاع غزة أعلى معدلات بطالة بين المحافظات. وفي الضفة الغربية سجلت بيت لحم نحو 23 في المائة تليها محافظة جنين 22 في المائة، في حين سجلت محافظتي القدس وقلقيلية أدنى معدل بطالة نحو 7 في المائة لكل منها، بالمقابل سجلت محافظة دير البلح أعلى معدل بطالة في قطاع غزة نحو 52 في المائة تليها محافظة خانيونس نحو 49 في المائة في حين سجلت محافظة غزة أدنى معدل بطالة نحو 41 في المائة.
وجاء في التقرير أنه توجد فجوة كبيرة في المشاركة في القوى العاملة بين الذكور والإناث، إذ نحو 7 من كل 10 ذكور مشاركون في القوى العاملة مقابل نحو 2 من كل 10 إناث. وبحسب التقرير فإن «هناك فرقا بزيادة نسبة مشاركة الإناث في القوى العاملة في قطاع غزة، عنها في الضفة الغربية، حيث بلغت النسبة 19 في المائة في قطاع غزة مقابل 17 في المائة في الضفة الغربية».
ورصد التقرير ارتفاعا في عدد العاملين في السوق المحلية بين العام 2018 والعام 2019، إذ ارتفع عدد العاملين في السوق المحلية من 827 ألف عامل في العام 2018 إلى 877 ألف عامل في العام 2019، بواقع 8 في المائة، و3 في المائة لغزة.
ويعتبر قطاع الخدمات والفروع الأخرى (يشمل التعليم والصحة) الأكثر استيعاباً للعاملين في السوق المحلية، حيث بلغت نسبة العاملين فيه أكثر من ثلث العاملين في الضفة الغربية مقابل أكثر من النصف في قطاع غزة. أما معدل ساعات العمل الأسبوعي فبلغ للمستخدمين بأجر في الضفة الغربية 44.1 ساعة أسبوعيا مقابل 36.6 ساعة في قطاع غزة، كما بلغ معدل أيام العمل الشهرية 22.8 يوم عمل في الضفة الغربية مقابل 22.7 في قطاع غزة.
وفي إسرائيل والمستوطنات بلغ عدد العاملين في العام 2019 نحو 133 ألف عامل. وكانت الحصة الأكبر لمن لديهم تصاريح عمل بنسبة 71 في المائة منهم وكذلك من العاملين دون تصاريح عمل بنسبة 20 في المائة، أما حاملو الهوية الإسرائيلية أو جواز السفر الأجنبي فبلغت نسبتهم نحو 9 في المائة. وبلغ عدد العاملين في المستعمرات الإسرائيلية 23 ألف عامل في العام 2019 مقارنة بـ22 ألف عامل في العام 2018، وسجل قطاع البناء والتشييد أعلى نسبة تشغيل في إسرائيل والمستعمرات، والتي تشكل 64 في المائة من إجمالي العاملين الفلسطينيين في إسرائيل والمستعمرات. كما ارتفع معدل الأجر اليومي للعاملين في إسرائيل والمستعمرات بين العام 2018 والعام 2019 بمقدار 11 شيقلا ليصل 254 شيقلا.
ورصد التقرير ارتفاع نسبة الأطفال العاملين في الضفة الغربية عنها في قطاع غزة، وأظهر أن 3 في المائة من الأطفال (10 - 17) سنة، هم من العاملين، بواقع 4 في المائة في الضفة الغربية و1 في المائة في قطاع غزة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.