أزمة «طائرة رمضان» تصل إلى البرلمان المصري

أزمة «طائرة رمضان» تصل إلى البرلمان المصري
TT

أزمة «طائرة رمضان» تصل إلى البرلمان المصري

أزمة «طائرة رمضان» تصل إلى البرلمان المصري

لم يكن ظهوره مرتدياً ملابس الجراحة وهو نزيل غرفة عمليات، سوى مقطع تمثيلي ساخر اختار الفنان المصري محمد رمضان أن يرد به على منتقديه بعد أزمته مع الطيّار أشرف أبو اليسر.
وقد أثار مقطع الفيديو الجديد لمحمد رمضان زوبعة من الجدل، بعدما نشر الفيديو على صفحته على «إنستغرام»، والتي يتابعها أكثر من 10 ملايين متابع، موحياً بأنه نزيل غرفة عمليات يخضع لجراحة، ثم لا يلبث أن ينظر للكاميرا ساخراً ويقول «الدكتور اللي صورني وقفوه عن العمل مدى الحياة»، وهو فيديو تهكمي يحيل به لما عُرف بمقطع فيديو «كابينة الطائرة» الذي تسبب في إيقاف الطيار أشرف أبو اليسر عن العمل مدى الحياة، بسبب فيديو التقطه رمضان من داخل قُمرة قيادة إحدى الطائرات الخاصة، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في إيحاء بأنه هو من يقوم بالقيادة بموافقة الطيّار أبو اليسر الذي ظهر معه في الفيديو، مما أدى لسحب رخصة الطيّار.
ووصلت حدة الجدل إلى قاعات البرلمان المصري بعدما تقدمت النائبة إيناس عبد الحليم، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة بشأن ما اعتبرته إساءة من الفنان محمد رمضان والطيار أشرف أبو اليسر، واستغلال منصات الإعلام للإضرار بالطيران المصري وسمعته عالميا، وتحريضا على الاستخفاف بهذا الأمر مما قد يؤدي لحوادث مؤسفة.
وظهر رمضان في فيديو الطائرة، ليقول إنه يقوم بمغامرة لأول مرة في حياته وهي قيادة الطائرة، ويتبعه الطيار أبو اليسر بتأكيده أن محمد رمضان هو من يقوم بقيادة الطائرة فعلا، وكتب الفنان المصري على الفيديو عبارة «أول مرة أسوق الطيارة ثقة في الله نجاح»، مُتسببا بهذا المقطع في منع الطيار من مزاولة العمل، لسماحه لرمضان بالقيادة دون ترخيص بالطيران. وخرج محمد رمضان بتغريدة جديدة على «تويتر» يؤكد فيها أن الطيار كان على علم بتصويره فيديو، مؤكدا أنه لم يكن يعلم بقوانين الطيران المدني وأن الطيار لو كان أخطره بمخالفة وجوده داخل قمرة القيادة لكان استجاب، وأنه لم يقصد الإيذاء الذي لحق به، وأضاف: «أنا واثق في عدل ورحمة ربنا ثم سلطة الطيران المدني، إن شاء الله هتلغي العقوبة ويرجع عمله» على حد تعبيره.
وكان الطيّار أشرف أبو اليسر قد نقل المواجهة مع رمضان إلى ساحة وسائل الإعلام، ليقول إن محمد رمضان وعده بحل أزمته ولكن لم يفعل، مُهدداً بمقاضاة محمد رمضان، ونافياً في مرات أخرى أن يكون قد طلب من محمد رمضان تعويضاً عن إيقافه عن العمل بقيمة 9 ونصف مليون جنيه، (الدولار الأميركي يعادل 15.6 جنيه مصري)، وقال إن محمد رمضان طلب التقاط صورة داخل قمرة القيادة بغرض مشاركتها مع ابنه فقط، لكنه فوجئ باستغلال هذا الفيديو عبر صفحته لغرض الاستعراض على حد تعبيره، مؤكدا أن التعويض المالي لن يعوضه سمعته المهنية التي انتهت بالفصل.
وتوالت ردود الفعل على فيديو رمضان الذي ظهر به في غرفة عمليات، ما بين موجات من السخرية، وانتقادات حادة لموقف رمضان المتهكم على شخص تسبب في إيقافه عن العمل مدى الحياة.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».