متطرفون يهود يعتدون على مسجد وأكثر من 200 سيارة في قرية الجش الجليلية

للمرة الـ31 في غضون 7 سنوات

كتابات عنصرية وتمزيق إطارات السيارات في قرية الجش العربية في إسرائيل (أ.ف.ب)
كتابات عنصرية وتمزيق إطارات السيارات في قرية الجش العربية في إسرائيل (أ.ف.ب)
TT

متطرفون يهود يعتدون على مسجد وأكثر من 200 سيارة في قرية الجش الجليلية

كتابات عنصرية وتمزيق إطارات السيارات في قرية الجش العربية في إسرائيل (أ.ف.ب)
كتابات عنصرية وتمزيق إطارات السيارات في قرية الجش العربية في إسرائيل (أ.ف.ب)

أفاق سكان قرية الجش العربية في الجليل، صباح أمس الثلاثاء، على آثار جريمة اعتداء جديدة نفذها متطرفون يهود، وكتبوا خلالها شعارات عنصرية ضد العرب على جدران مسجد وبيت، وخربوا أكثر من 200 سيارة، ما أدى إلى تعطيلهم عن أعمالهم، وإثارة أجواء قلق وغضب. واعتبر الأهالي، هذا الاعتداء، انعكاساً مباشراً لسياسة التحريض على المواطنين العرب (فلسطينيي 48) التي يديرها عدد من كبار المسؤولين في الحكومة ووسائل الإعلام.
وسارع رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، إلى استنكار هذا الاعتداء، ووعد بالبحث عن الفاعلين، واعتقالهم، ومحاكمتهم. لكن رئيس «القائمة المشتركة» في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، النائب أيمن عودة، اتهمه شخصياً بالمسؤولية عن الجريمة، وقال في بيان له: «هذا العمل الحقير هو نتيجة مباشرة لتحريض نتنياهو وجوقته الفاشية، التي تتفاقم مع ارتفاع أجواء العنصرية في الانتخابات وبعد (صفقة القرن). فبينما يرتب هو وصديقه (رئيس الولايات المتحدة) مشاريع ترحيل (ترنسفير) لأهلنا في المثلث، يصل تلاميذه العنصريون إلى قرانا في الجليل لبث سمومهم العنصرية والاعتداء على أبناء شعبنا. وهي ذات الرسالة العنصرية (غير مرغوب بالمواطنين العرب)». وتوجه النائب منصور عباس، رئيس كتلة «القائمة العربية الموحدة» في «القائمة المشتركة»، برسالة إلى وزير الأمن الداخلي، جلعاد أردان، يطالبه فيها بالعمل على اعتقال الإرهابيين منفذي العملية، وبالخروج بتصريحات واضحة لاستنكار هذه الأعمال الخطيرة.
الملفت للنظر أن قادة جميع الأحزاب الإسرائيلية، تقريباً، أطلقوا أمس تصريحات استنكروا فيها الاعتداء على الجش، بمن في ذلك رئيس حزب «كحول لفان»، بيني غانتس، ورئيس حزب «اليهود الروس»، أفيغدور ليبرمان، ورئيس تحالف اليسار عمير بيرتس. وقام النائب جابر عساقلة من «الجبهة الديمقراطية» في «القائمة المشتركة» بزيارة تضامن مع أهالي القرية، التقى خلالها رئيس المجلس والوجهاء. ووعد بملاحقة الموضوع مع رئيس الوزراء، «الذي نريد منه التدخل الجدي لملاحقة المعتدين الإرهابيين والقبض عليهم. فنحن لن نقبل منه الاكتفاء ببيانات الاستنكار».
كان المعتدون قد دخلوا القرية ملثمين، وراحوا يمزقون إطارات السيارات الرابضة على جانبي الشارع الرئيسي، وكسروا بعض الأبواب، وحطموا الزجاج، ثم خطوا شعارات عنصرية على جدران المسجد وبناية أخرى، تدعو اليهود «للاستيقاظ» و«لمنع اختلاط وزواج الفتيات اليهوديات مع الشبان العرب». وقد أعرب رئيس المجلس المحلي في القرية، إلياس إلياس، عن قلقه الشديد من هذا الاعتداء، مؤكداً أنه ثالث اعتداء تتعرض له القرية. فقد نظمت هذه الجماعات اعتداءً شبيهاً قبل 6 سنوات وآخر قبل 6 شهور. وقال إن استهداف قرية الجيش، كما يبدو، تم لكونها باتت البلدة العربية الوحيدة في هذه المنطقة من الجليل الأعلى، بسبب تهجير سكان بقية القرى الفلسطينية من حولها. فمن مجموع 82 قرية فلسطينية في قضاء صفد، لم تبق سوى خمس قرى، هي الجش التي تعتبر مسيحية، وطوبا الزنجرية وعكبرة البدويتين، والريحانية الشركسية، وحرفيش الدرزية. وتعرضت طوبا وحرفيش أيضاً لاعتداءات شبيهة في الماضي.
وحسب معطيات الشرطة، تعرضت البلدات العربية في إسرائيل لـ31 اعتداءً شبيهاً في السنوات السبع الأخيرة. لكن الاعتداءات الأكثر والأخطر ينفذها هؤلاء في الضفة الغربية، حيث نفذت حوالي 2000 عملية اعتداء منذ سنة 2008 وحتى السنة الماضية. وأدت بعضها إلى مقتل فلسطينيين، كما حصل في قرية دوما مع عائلة الدوابشة، التي أحرق المستوطنون أفرادها الأربعة، ولم ينج منهم سوى الطفل أحمد، الذي أصيب بجروح بالغة.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.