الثلج يعود إلى بغداد بعد 60 عاماً... وينسيها هموم الأزمات مؤقتاً

سكان المدينة ابتهجوا بتساقطه وسفراء أجانب شاركوهم الفرحة

متظاهر ينفض الثلج عن خيم الاعتصام في ساحة التحرير ببغداد أمس (أ.ب)
متظاهر ينفض الثلج عن خيم الاعتصام في ساحة التحرير ببغداد أمس (أ.ب)
TT

الثلج يعود إلى بغداد بعد 60 عاماً... وينسيها هموم الأزمات مؤقتاً

متظاهر ينفض الثلج عن خيم الاعتصام في ساحة التحرير ببغداد أمس (أ.ب)
متظاهر ينفض الثلج عن خيم الاعتصام في ساحة التحرير ببغداد أمس (أ.ب)

لم يصدق غالبية البغداديين أعينهم وهو يشاهدون شوارع العاصمة وأشجارها ونخيلها وهي ترتدي أمس حلة بياض صنعها نزول الثلج بعد غيابه شبه الكامل لأكثر من 60 عاماً، كما تقول بعض المصادر الجوية. ولا تتذكر غالبية الأجيال البغدادية الحالية متى شاهدت لآخر مرة هطول الثلج بهذه الكثافة من قبل. لكنهم يتذكرون نزول بلورات ثلجية قليلة في سنوات سابقة لا ترقى إلى عشرة في المائة مما شاهدوه أمس.
ورغم كميات الثلج المحدودة التي سقطت فجرا وذوبانها السريع في ساعات الصباح الأولى، فإن البغداديين شعروا ببهجة كبيرة أنستهم هموم الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تعصف بالبلاد منذ أشهر طويلة نتيجة المماطلة التي تبديها السلطات والأحزاب السياسية حيال المطالب الاحتجاجية التي انطلقت مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الماضي وما زالت مستمرة.
وانعكست بهجة البغداديين على شكل ألعاب قام بها صبية وطلاب ومدارس وجامعات في بقع الثلج التي غطت معظم الحدائق والشوارع. ورصدت «الشرق الأوسط» بعض طلبة المدارس وطلاب الجامعات وهم يتقاذفون كرات الثلج فيما بينهم. كما انعكست على شكل منشورات ونكات ضجت بها مواقع التواصل الاجتماعي حول هطول الثلج لأول مرة. وتداول مدونون صورة لتمثال ثلجي وهو يرتدي العقال والغترة العربية التي يشاع لبسها في محافظة الأنبار الغربية وإلى جانبه أحد الأشخاص وهو يتوسله ألا يذوب قبل أن يكمل طعام غدائه، نظرا للكرم الشديد الذي يتمتع به أبناء تلك المحافظة.
كما تحدث كثيرون وبنوع من البهجة والتهكم عن ذوبان الفوارق بين العراق والدول الأوروبية التي يكثر فيها الثلج بعد هطوله في بغداد. وظهر شاب «ظريف» من ساحة الاعتصام في الناصرية في «فيديو» مصور وهو يعتب على أهالي بغداد الذين يتمتعون في الثلج، فيما تعاني الناصرية من الحر. وتوعد أن يسافر إلى تركيا قريبا لجلب أطنان من الثلج إلى ساحة الحبوبي حيث معقل الاعتصام هناك.
ونظر آخرون إلى نزول الثلج في بغداد بوصفه لحظة تاريخية قد تمتد وتدشن لحظة التحول السياسي التاريخي المأمول الذي تتطلع له جماعات الحراك. وأظهرت صور تداولها ناشطون خيام المعتصمين في ساحتي الاعتصام في بغداد وكربلاء التي سقط فيها الثلج هي الأخرى، وهي مغمورة بطبقات من الثلج، وأظهرت أيضا بعض المعتصمين نائمين وقد غطى الثلج فراشهم وأغطيتهم.
السفير الكندي في العراق، أولريك شانون، شارك البغداديين فرحتهم وعبّر عن سعادته بـ«رفرفة» علم بلاده في العاصمة العراقية بغداد، بعد أول سقوط للثلج. وقال شانون في تغريدة عبر «تويتر» مصحوبة بعلم بلاده: «العلم الكندي يرفرف فوق بغداد في أعقاب أول سقوط ثلج بعد ما يقارب 12 عاماً».
واعتبرت السفارة الألمانية في العاصمة العراقية أن «الطقس اليوم في بغداد ألماني». وأضافت في تغريدة أن «أول شيء يخطر على بال الشخص الذي يزور بغداد هو طقسها الحار، ولكن اليوم تفاجأنا بالمنظر الرائع لأشجار النخيل تغطيها الثلوج، بغداد فعلا جميلة في كل حالاتها».
يشار إلى أن الثلوج تتساقط كل عام تقريبا على مناطق واسعة في شمال البلاد حيث إقليم كردستان، وقد تساقطت هذا العام بكثافة وشملت أغلب المحافظات الشمالية وضمنها محافظة نينوى التي تساقط فيها الثلوج خلال اليومين الأخيرين بكثافة.
ولم تخل بهجة سقوط الثلج من أخبار محزنة تناهت إلى أسماع المواطنين العراقيين عموما والبغداديين بشكل خاص، وفجعت الأوساط الصحافية أمس، باغتيال المشرف العام لقناة «الرشيد» الفضائية نزار ذنون. وقال إعلاميون إن «مسلحين مجهولين أطلقوا النار على نزار ذنون، في حي الجامعة غرب بغداد بعد خروجه من منزله، وإن الحادث وقع قرب إحدى محطات الوقود». وأشاروا إلى أن «منفذ العملية استخدم دراجة نارية في الاغتيال، قبل أن يقودها إلى جهة مجهولة» ويبلغ الصحافي ذنون السبعين من العمر ولم تعرف الدوافع وراء عملية الاغتيال.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.