لماذا ينتشر كورونا بسرعة خارج الصين؟

الشخص المصاب سينقل المرض إلى ما معدله 2.2 شخص بطرق مختلفة

لماذا ينتشر كورونا بسرعة خارج الصين؟
TT

لماذا ينتشر كورونا بسرعة خارج الصين؟

لماذا ينتشر كورونا بسرعة خارج الصين؟

بالنسبة لمدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس فإن المسألة الأهم في المعركة ضد فيروس كورونا المستجد هي السرعة التي ينتشر فيها خارج الصين.
وحذر في تغريدة مؤخراً أن «رصد عدد صغير من الحالات يمكن أن يشير إلى انتقال أوسع في دول أخرى. باختصار ربما يكون ما نراه ليس سوى نقطة في بحر».
لكن ما أسباب الانتشار السريع للفيروس خارج الصين؟
الفيروس يصيب الجهاز التنفسي، وينتقل من خلال الاتصال بشخص مصاب عبر السعال أو العطس أو اللعاب أو الإفرازات الأنفية، وفقاً لما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. ويعتقد العلماء أن الشخص يصبح معرضاً للإصابة بالفيروس إذا كان على مسافة متر واحد من الشخص المصاب.
ويؤكد مسؤولو الصحة اتباع الإجراءات الاحترازية التالية: غسل اليدين باستمرار، تغطية الوجه أثناء السعال أو العطس. وإذا كان الشخص مصاباً، عليه ارتداء قناع لحماية الآخرين.
وقد يكون الإسهال وسيلة ثانوية لنقل المرض، بحسب فريق من الباحثين.
وأشار علماء صينيون يكتبون في مجلة «نيوانغلاند جورنال أوف مديسن» إلى أن الشخص المصاب سينقل المرض إلى ما معدله 2.2 شخص.
وتعتبر هذه نسبة أعلى من نسبة انتقال الإنفلونزا الشتوية (1.3)، وأقل من أي مرض معدٍ آخر مثل الحصبة (أكثر من 12) وشبيهة بنسبة السارس (3) الذي انتشر في الصين في 2002 - 2003.
واعتقد العلماء في البداية أن الفيروس يصبح معدياً بعد أيام من بدء ظهور الأعراض، كما حدث في فيروس سارس، بحسب ما ذكر ارنو فونتانيه من معهد باستور. إلا أنهم يعتقدون الآن أنه يمكن أن يصبح معدياً قبل ذلك.
وقال فونتانيه: «اليوم الجميع متفقون على أن فترة العدوى تبدأ فور ظهور الأعراض».
وأضاف أن بعض حالات العدوى سجلت من أشخاص لم تظهر عليهم الأعراض.
وأحد أسباب ندرة هذه الحالات هو أن السعال من الوسائل الرئيسية لانتقال المرض، والشخص الذي لا تظهر عليه الأعراض لا يسعل.
ورغم ذلك، فإن انتقال الفيروس من حامليه الذين لا تظهر عليهم الأعراض يجعل من الصعب احتواء الفيروس لصعوبة رصدهم، جاء القلق الذي أعرب عنه مدير منظمة الصحة حول انتشار الفيروس خارج الصين مع نشر خبر إصابة بريطاني في سنغافورة.
فقد نقل هذا الرجل العدوى إلى العديد من البريطانيين خلال إقامته في منتجع تزلج في جبال الألب الفرنسية، قبل أن يتم تشخصيه بالمرض في إنجلترا. وتم تشخصيه بعد أن نقل الفيروس إلى 11 شخصاً على الأقل بينهم طفل في التاسعة.
وقالت ناتالي مكديرموت من إمبريال كوليدج لندن: «ما يثير القلق هو مصدر هذه العدوى الذي يبدو أنه كان مؤتمراً في سنغافورة حضره بعض المشاركين من الصين».
وقالت مكديرموت، وهي متخصصة في الأمراض المعدية لدى الأطفال، إن عددا من المشاركين الآخرين الـ90 في المؤتمر قد يكونون نقلوا الفيروس إلى بلدانهم الأم.
وأضافت أنه في كل مرة حدد فيها مسؤول الصحة أشخاصاً مصابين، كان عليهم أن يتعقبوا الأشخاص الذين ربما نقلوا إليهم العدوى ليتأكدوا من عدم نقلهم الفيروس بدورهم إلى آخرين.
وتشعر مع آخرين بالقلق بشأن «احتمال تحول انتشار المرض إلى وباء».
ونشر باحثون صينيون الجمعة دراسة أجريت على 138 شخصاً مصابين بفيروس كورونا ويعالجون في مستشفى في ووهان، مركز الوباء.
وقالوا في ورقة نشروها في مجلة «جورنال أوف ذي أميركان مديكال اسوسييشن» (صحيفة الجمعية الطبية الأميركية) إن أكثر من 40 في المائة من المرضى - 57 مريضاً - أصيبوا بالعدوى في المستشفى. وكان 17 منهم في المستشفى لأسباب مرضية أخرى بينما 40 من العاملين الطبيين.
وشكل ذلك مشكلة أثناء انتشار سارس وفيروس كورونا المتسبب بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية. وهذا ما يجعل علاج المرضى غير المصابين بالفيروس أكثر صعوبة، بحسب فونتانيه. وأضاف أن تخلص المستشفى من فيروس كورونا عندما ينتقل بهذه الطريقة «صعب للغاية».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.