المزيد من قوات البيشمركة على حدود كوباني.. والمبعوث الأممي لسوريا يدعو لتجميد النزاع

وزير الدفاع الأميركي: نظام الأسد قد يستفيد من الغارات الأميركية على «داعش»

المزيد من قوات البيشمركة على حدود كوباني.. والمبعوث الأممي لسوريا يدعو لتجميد النزاع
TT

المزيد من قوات البيشمركة على حدود كوباني.. والمبعوث الأممي لسوريا يدعو لتجميد النزاع

المزيد من قوات البيشمركة على حدود كوباني.. والمبعوث الأممي لسوريا يدعو لتجميد النزاع

ينتظر عشرات من المقاتلين الأكراد العراقيين، اليوم (الجمعة)، على الجانب التركي من الحدود، على بعد بضعة كيلومترات عن عين العرب أو كوباني التي توجه إليها وفد من البيشمركة، أمس، لتنسيق دخولهم إلى هذه المدينة السورية الكردية التي يحاصرها تنظيم «داعش».
ومقاتلو البيشمركة الذين تجمعوا في سوروتش التي تبعد نحو 10 كيلومترات عن الحدود السورية تحت مراقبة صارمة من قبل القوات التركية.
وكان جزء من هؤلاء المقاتلين وصل برا قبيل فجر أمس (الخميس) إلى سوروتش، حيث التحقوا بكتيبة أخرى وصلت جوا الأربعاء الماضي.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ووكالة الأنباء القريبة من الأكراد «فرات» إن 10 من هؤلاء البيشمركة أمضوا بضع ساعات في كوباني لمناقشة طرق دخول الرجال والأسلحة إلى المدينة.
وشن تنظيم «داعش» الذي يحاول الاستيلاء على الأحياء الشمالية للمدينة لعزلها عبر قطع المحور الذي يربطها بتركيا، قصفا عنيفا على هذا القطاع، أمس (الخميس).
وقال رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني، أمس، إن الأكراد في عين العرب أبلغوه «أنهم لا يحتاجون إلى قوات مقاتلة من البيشمركة، بل إلى قوات دعم.. ونحن لبينا طلبهم». وأضاف أنه «سيتم إرسال مزيد من البيشمركة إذا اقتضت الظروف الميدانية ذلك».
من جهة أخرى، دخل مقاتلون من الجيش السوري الحر المعارض إلى كوباني، لكن عددهم يتفاوت حسب المصادر.
وفي الشأن السوري أيضا، قدم مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا لمجلس الأمن الدولي، أمس، «خطة تحرك» لهذا البلد، تقضي بـ«تجميد» القتال في بعض المناطق للسماح بنقل مساعدات والتمهيد لمفاوضات.
وصرح دي ميستورا للصحافيين بعد اجتماع لمجلس الأمن الدولي بأنه ليست لديه خطة سلام، وإنما «خطة تحرك» للتخفيف من معاناة السكان، بعد أكثر من 3 سنوات من الحرب في سوريا.
وقال مبعوث الأمم المتحدة إن مدينة حلب المقسمة قد تكون «مرشحة جيدة» لتجميد النزاع فيها، من دون مزيد من التفاصيل.
وأضاف أن «الأمر ينبغي أن يتعلق بتجميد النزاع في تلك المنطقة، وإتاحة الفرصة لتحسين الوضع الإنساني وليشعر السكان بأنه لن يحدث نزاع من هذا النوع على الأقل هناك».
وباتت حلب مقسمة منذ هجوم للمعارضة في صيف 2012 بين مناطق تسيطر عليها قوات الأسد في الغرب وأخرى تسيطر عليها المعارضة في الشرق.
ورأى مبعوث الأمم المتحدة أن «البداية المروعة» لهجوم المتطرفين ينبغي أن تكون فرصة «للتحرك قدما» والبحث عن وسائل لوقف الحرب التي قُتل فيها حتى الآن أكثر من 180 ألف شخص، وأجبرت ملايين الأشخاص على النزوح من مناطقهم.
وكان وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل رأى، أمس، أن نظام الأسد قد يستفيد من الغارات الجوية الأميركية التي تستهدف مواقع لتنظيم «داعش» المتطرف. إلا أنه أكد أن واشنطن ما زالت تعارض أي دور للأسد في مستقبل سوريا.
وقال هيغل في مؤتمر صحافي إن الولايات المتحدة والتحالف الدولي يقصفان يوميا المتطرفين في العراق وسوريا «دعما للحكومة العراقية ولتأمين مجمل الشرق الأوسط (...) لكن في الواقع، نعم، الأسد قد يستفيد» من الحملة الجوية للتحالف الدولي.
إلا أنه أكد أن الولايات المتحدة ما زالت تطالب برحيل الأسد. وقال: «إنها سياسة هذه الإدارة الأميركية».
من جهته، صرح دي ميستورا بأن الأسد طلب منه خلال محادثاته معه في دمشق دعم عملية سياسية تمثل طريقة واحدة للتعبير عن جديته في «مكافحة الإرهاب».



الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)

أطلقت الجماعة الحوثية سراح خمسة من قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في مناطق سيطرتها، بضمانة عدم المشاركة في أي نشاط احتجاجي أو الاحتفال بالمناسبات الوطنية، وفي المقابل كثّفت في معقلها الرئيسي، حيث محافظة صعدة، حملة الاعتقالات التي تنفّذها منذ انهيار النظام السوري؛ إذ تخشى تكرار هذه التجربة في مناطق سيطرتها.

وذكرت مصادر في جناح حزب «المؤتمر الشعبي» لـ«الشرق الأوسط»، أن الوساطة التي قادها عضو مجلس حكم الانقلاب الحوثي سلطان السامعي، ومحافظ محافظة إب عبد الواحد صلاح، أفضت، وبعد أربعة أشهر من الاعتقال، إلى إطلاق سراح خمسة من أعضاء اللجنة المركزية للحزب، بضمانة من الرجلين بعدم ممارستهم أي نشاط معارض لحكم الجماعة.

وعلى الرغم من الشراكة الصورية بين جناح حزب «المؤتمر» والجماعة الحوثية، أكدت المصادر أن كل المساعي التي بذلها زعيم الجناح صادق أبو راس، وهو عضو أيضاً في مجلس حكم الجماعة، فشلت في تأمين إطلاق سراح القادة الخمسة وغيرهم من الأعضاء؛ لأن قرار الاعتقال والإفراج مرتبط بمكتب عبد الملك الحوثي الذي يشرف بشكل مباشر على تلك الحملة التي طالت المئات من قيادات الحزب وكوادره بتهمة الدعوة إلى الاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بأسلاف الحوثيين في شمال اليمن عام 1962.

قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء يتعرّضون لقمع حوثي رغم شراكتهم الصورية مع الجماعة (إكس)

في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام محلية أن الجماعة الحوثية واصلت حملة الاعتقالات الواسعة التي تنفّذها منذ أسبوعين في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لها (شمال)، وأكدت أنها طالت المئات من المدنيين؛ حيث داهمت عناصر ما يُسمّى «جهاز الأمن والمخابرات»، الذين يقودهم عبد الرب جرفان منازلهم وأماكن عملهم، واقتادتهم إلى معتقلات سرية ومنعتهم من التواصل مع أسرهم أو محامين.

300 معتقل

مع حالة الاستنفار التي أعلنها الحوثيون وسط مخاوف من استهداف قادتهم من قبل إسرائيل، قدّرت المصادر عدد المعتقلين في الحملة الأخيرة بمحافظة صعدة بنحو 300 شخص، من بينهم 50 امرأة.

وذكرت المصادر أن المعتقلين يواجهون تهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى؛ حيث تخشى الجماعة من تحديد مواقع زعيمها وقادة الجناح العسكري، على غرار ما حصل مع «حزب الله» اللبناني، الذي أشرف على تشكيل جماعة الحوثي وقاد جناحيها العسكري والمخابراتي.

عناصر من الحوثيين خلال حشد للجماعة في صنعاء (إ.ب.أ)

ونفت المصادر صحة التهم الموجهة إلى المعتقلين المدنيين، وقالت إن الجماعة تسعى لبث حالة من الرعب وسط السكان، خصوصاً في محافظة صعدة، التي تستخدم بصفتها مقراً أساسياً لاختباء زعيم الجماعة وقادة الجناح العسكري والأمني.

وحسب المصادر، تتزايد مخاوف قادة الجماعة من قيام تل أبيب بجمع معلومات عن أماكن اختبائهم في المرتفعات الجبلية بالمحافظة التي شهدت ولادة هذه الجماعة وانطلاق حركة التمرد ضد السلطة المركزية منذ منتصف عام 2004، والتي تحولت إلى مركز لتخزين الصواريخ والطائرات المسيّرة ومقر لقيادة العمليات والتدريب وتخزين الأموال.

ومنذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد وانهيار المحور الإيراني، استنفرت الجماعة الحوثية أمنياً وعسكرياً بشكل غير مسبوق، خشية تكرار التجربة السورية في المناطق التي تسيطر عليها؛ حيث نفّذت حملة تجنيد شاملة وألزمت الموظفين العموميين بحمل السلاح، ودفعت بتعزيزات كبيرة إلى مناطق التماس مع القوات الحكومية خشية هجوم مباغت.

خلق حالة رعب

بالتزامن مع ذلك، شنّ الحوثيون حملة اعتقالات شملت كل من يُشتبه بمعارضته لسلطتهم، وبررت منذ أيام تلك الحملة بالقبض على ثلاثة أفراد قالت إنهم كانوا يعملون لصالح المخابرات البريطانية، وإن مهمتهم كانت مراقبة أماكن وجود قادتها ومواقع تخزين الأسلحة في صنعاء.

وشككت مصادر سياسية وحقوقية في صحة الرواية الحوثية، وقالت إنه ومن خلال تجربة عشرة أعوام تبيّن أن الحوثيين يعلنون مثل هذه العمليات فقط لخلق حالة من الرعب بين السكان، ومنع أي محاولة لرصد تحركات قادتهم أو مواقع تخزين الصواريخ والمسيرات.

انقلاب الحوثيين وحربهم على اليمنيين تسببا في معاناة ملايين السكان (أ.ف.ب)

ووفق هذه المصادر، فإن قادة الحوثيين اعتادوا توجيه مثل هذه التهم إلى أشخاص يعارضون سلطتهم وممارساتهم، أو أشخاص لديهم ممتلكات يسعى قادة الجماعة للاستيلاء عليها، ولهذا يعمدون إلى ترويج مثل هذه التهم التي تصل عقوبتها إلى الإعدام لمساومة هؤلاء على السكوت والتنازل عن ممتلكاتهم مقابل إسقاط تلك التهم.

وبيّنت المصادر أن المئات من المعارضين أو الناشطين قد وُجهت إليهم مثل هذه التهم منذ بداية الحرب التي أشعلتها الجماعة الحوثية بانقلابها على السلطة الشرعية في 21 سبتمبر (أيلول) عام 2014، وهي تهم ثبت زيفها، ولم تتمكن مخابرات الجماعة من تقديم أدلة تؤيد تلك الاتهامات.

وكان آخرهم المعتقلون على ذمة الاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم أسلافهم في شمال اليمن، وكذلك مالك شركة «برودجي» التي كانت تعمل لصالح الأمم المتحدة، للتأكد من هوية المستفيدين من المساعدات الإغاثية ومتابعة تسلمهم تلك المساعدات؛ حيث حُكم على مدير الشركة بالإعدام بتهمة التخابر؛ لأنه استخدم نظام تحديد المواقع في عملية المسح، التي تمت بموافقة سلطة الحوثيين أنفسهم