الفراعنة استمروا في إرسال قصائد الحب إلى القبور بعد الوفاة

صورة من داخل قبر أحد الملوك بمنطقة سَقّارة التاريخية بالجيزة (رويترز)
صورة من داخل قبر أحد الملوك بمنطقة سَقّارة التاريخية بالجيزة (رويترز)
TT

الفراعنة استمروا في إرسال قصائد الحب إلى القبور بعد الوفاة

صورة من داخل قبر أحد الملوك بمنطقة سَقّارة التاريخية بالجيزة (رويترز)
صورة من داخل قبر أحد الملوك بمنطقة سَقّارة التاريخية بالجيزة (رويترز)

قال الآثاريون والمؤرخون إن الحضارة المصرية القديمة من أكبر الحضارات الإنسانية احتراماً وتكريماً وتقديساً للمرأة، حيث احتوت برديات مصرية قديمة كثيراً من نصوص وقصائد الحب والغزل.
وكشفت دراسة مصرية عن أن الرسوم والنقوش والمناظر التي تتزين بها مقابر ومعابد الفراعنة، تؤكد على أن المصري القديم كان مخلصاً لزوجته، وحرص على أن يرسل لها رسائل الحب والغرام حتى بعد موتها، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية.
ووفق الدراسة؛ كان الرجل يرسل الرسائل لقبر زوجته، ويعبّر في تلك الرسائل عن فقدانه قلبها الجميل ووجها المبتسم، ويؤكد لها أنها باقية في قلبه، وأن قلبه لن يسكنه أحد سواها.
وقال عالم المصريات، الدكتور منصور النوبي، العميد الأسبق لكليتي الآثار في قنا والأقصر بصعيد مصر، في الدراسة التي صدرت بمناسبة احتفالات العالم بـ«عيد العشاق (عيد الحب)»، إن المصري القديم عرف كثيراً من مفردات الحب والغزل والعشق للمرأة، وإن بردية «شستر بيتي»، ومجموعة البرديات التي عثر عليها بمقابر منطقة دير المدينة حفظت كثيراً من تلك المفردات التي عبّر بها المصري القديم عن مشاعر الحب والعشق قبل آلاف السنين.
واحتوت الدراسة بعض نصوص الحب والعشق في مصر القديمة، مثل ذلك النص الذي ورد في بردية «شستر بيتي»، كما جاء في قصيدة «العاشقة العذراء» والتي تقول: «لقد أثار حبيبي قلبي بصوته... وتركني فريسة لقلقي وتلهفي... إنه يسكن قريباً من بيت والدتي... ومع ذلك فلا أعرف كيف أذهب نحوه... ربما تستطيع أمي أن تتصرف حيال ذلك... لقد أصبحت لا أعرف كيف أرتدي ملابسي... ولا أضع المساحيق حول عيني... ولا أتعطر أبداً بالروائح الذكية».
كما حوت الدراسة نماذج من الشعر المصري القديم، مثلما جاء في ترنيمة نفتيس إلى أوزوريس، والتي تقول: «أحضر تواً يا سيدي يا من ذهبت بعيداً... أحضر لكي تفعل ما كنت تحبه تحت الأشجار... لقد أخذت قلبي بعيداً عني آلاف الأميال... معك أنت فقط أرغب في فعل ما أحب... إذا كنت قد ذهبت إلى بلد الخلود فسوف أصحبك». وما جاء في قصيدة «إيزيس العاشقة الأولى» والتي تقول: «تعالَ نحو بيتك... تعالَ إلى بيتك... أنت يا من لا أعداء له... أيها الشاب الجميل».
وتؤكد الدراسة أن الملوك والنبلاء وعامة الشعب في مصر القديمة، كانوا يحرصون على التعبير عن مشاعر الحب للزوجة والمحبوبة، بوسائل عدة، مثل رسائل العشق والغرام والورود وتقديم الهدايا.
وكشف الدكتور منصور النوبي، في دراسته، عن أن الزائر مقابر ملوك ونبلاء الفراعنة، وكبار العمال في مصر القديمة، يشاهد مناظر الحب بين الزوجين؛ إذ تجلس الزوجة بجانب زوجها، وتقدم له زهرة اللوتس، ومناظر للزوجين وهما يتبادلان الورود، وأن التماثيل المزدوجة للملوك وهم يجلسون بجانب زوجاتهم، من الدلائل على قيمة وقدر المرأة في مصر القديمة.



«الحريفة 2» ينعش إيرادات السينما المصرية في موسم «رأس السنة»

فيلم «الحريفة 2» اعتمد على البطولة الشبابية (الشركة المنتجة)
فيلم «الحريفة 2» اعتمد على البطولة الشبابية (الشركة المنتجة)
TT

«الحريفة 2» ينعش إيرادات السينما المصرية في موسم «رأس السنة»

فيلم «الحريفة 2» اعتمد على البطولة الشبابية (الشركة المنتجة)
فيلم «الحريفة 2» اعتمد على البطولة الشبابية (الشركة المنتجة)

شهدت دور العرض السينمائي في مصر انتعاشة ملحوظة عبر إيرادات فيلم «الحريفة 2... الريمونتادا»، الذي يعرض بالتزامن مع قرب موسم «رأس السنة»، حيث تصدر الفيلم شباك التذاكر بعد اليوم الثامن لعرضه في مصر، محققاً إيرادات تقارب الـ45 مليون جنيه (الدولار يساوي 50.78 جنيه مصري).

وينافس «الحريفة 2» على إيرادات شباك التذاكر بجانب 7 أفلام تعرض حالياً في السينمات، هي: «الهوى سلطان»، و«مين يصدق»، و«اللعب مع العيال»، و«وداعاً حمدي»، و«المخفي»، و«الفستان الأبيض»، و«ولاد رزق 3» والأخير تم طرحه قبل 6 أشهر.

وأزاح فيلم «الحريفة 2» الذي تقوم ببطولته مجموعة من الشباب، فيلم «الهوى سلطان»، الذي يعدّ أول بطولة مطلقة للفنانة المصرية منة شلبي في السينما، وكان يتصدر إيرادات شباك التذاكر منذ بداية عرضه مطلع شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

ويعد الجزء الثاني من الفيلم «الحريفة» هو التجربة الإخراجية الأولى للمونتير المصري كريم سعد، ومن تأليف إياد صالح، وبطولة نور النبوي، وأحمد بحر الشهير بـ«كزبرة»، ونور إيهاب، وأحمد غزي، وخالد الذهبي، كما يشهد الفيلم ظهور مشاهير عدة خلال الأحداث بشخصياتهم الحقيقية أو «ضيوف شرف» من بينهم آسر ياسين، وأحمد فهمي.

لقطة من فيلم «الحريفة 2» (الشركة المنتجة)

وتدور أحداث الفيلم في إطار كوميدي اجتماعي شبابي، حول المنافسة في مسابقات خاصة بكرة القدم، كما يسلط الضوء على العلاقات المتشابكة بين أبطال العمل من الشباب.

الناقدة الفنية المصرية مها متبولي ترجع سبب تصدر فيلم «الحريفة 2» لإيرادات شباك التذاكر إلى أن «أحداثه تدور في إطار كوميدي»، وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن «الشباب الذين يشكلون الفئة الكبرى من جمهور السينما في حاجة لهذه الجرعة المكثفة من الكوميديا».

كما أكدت متبولي أن «سر الإقبال على (الحريفة 2) يعود أيضاً لتقديمه حكاية من حكايات عالم كرة القدم المحبب لدى الكثيرين»، لافتة إلى أن «هذا العالم يمثل حالة خاصة ونجاحه مضمون، وتاريخ السينما يشهد على ذلك، حيث تم تقديم مثل هذه النوعية من قبل وحققت نجاحاً لافتاً في أفلام مثل (الحريف) و(رجل فقد عقله)، من بطولة عادل إمام، وكذلك فيلم (سيد العاطفي)، من بطولة تامر حسني وعبلة كامل».

ونوهت متبولي إلى أن الفنان أحمد بحر الشهير بـ«كزبرة» يعد من أهم عوامل نجاح الفيلم؛ نظراً لتمتعه بقبول جماهيري كبير، مشيرة إلى أن «السينما المصرية بشكل عام تشهد إقبالاً جماهيرياً واسعاً في الموسم الحالي، وأن هذه الحالة اللافتة لم نلمسها منذ فترة طويلة».

وتضيف: «رواج السينما وانتعاشها يتطلب دائماً المزيد من الوجوه الجديدة والشباب الذين يضفون عليها طابعاً مختلفاً عبر حكايات متنوعة، وهو ما تحقق في (الحريفة 2)».

الملصق الترويجي لفيلم «الحريفة 2» (الشركة المنتجة)

وأوضحت أن «الإيرادات اللافتة للفيلم شملت أيام الأسبوع كافة، ولم تقتصر على يوم الإجازة الأسبوعية فقط، وذلك يعد مؤشراً إيجابياً لانتعاش السينما المصرية».

وبجانب الأفلام المعروضة حالياً تشهد السينمات المصرية طرح عدد من الأفلام الجديدة قبيل نهاية العام الحالي 2024، واستقبال موسم «رأس السنة»، من بينها أفلام «الهنا اللي أنا فيه» بطولة كريم محمود عبد العزيز ودينا الشربيني، و«بضع ساعات في يوم ما» بطولة هشام ماجد وهنا الزاهد، و«البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» بطولة عصام عمر، و«المستريحة»، بطولة ليلى علوي وبيومي فؤاد.