نقيب الموسيقيين المصريين قال إنه سيطرح أغنيته اللبنانية الأولى خلال أيام

هاني شاكر لـ«الشرق الأوسط»: محمد رمضان لا يصلح للغناء لكن عمله قانوني

شاكر مع الفنانة سميرة سعيد ونجوى كرم وملحم زين
شاكر مع الفنانة سميرة سعيد ونجوى كرم وملحم زين
TT

نقيب الموسيقيين المصريين قال إنه سيطرح أغنيته اللبنانية الأولى خلال أيام

شاكر مع الفنانة سميرة سعيد ونجوى كرم وملحم زين
شاكر مع الفنانة سميرة سعيد ونجوى كرم وملحم زين

أعرب المطرب المصري هاني شاكر عن «سعادة بالغة» بعد مشاركته مدرباً في برنامج المواهب الغنائية «The Voice Senior»، وأشار إلى أن «أغنيته اللبنانية الأولى التي يتعاون فيها مع الفنان اللبناني وليد توفيق (كيف بتنسى) تأخرت كثيراً، وأنها ستطرح خلال أيام».
وأكد نقيب الموسيقيين المصريين في حواره مع «الشرق الأوسط» أنه لن يتهاون في حقه مع مطرب المهرجانات حمو بيكا بعد تهديدات الأخير له بهدم نقابة المهن الموسيقية، موضحاً أن الوضع المهني لبيكا لا يقارن بالممثل محمد رمضان الذي يحظى بعضوية نقابة الممثلين التي تتيح له ممارسة الغناء بجانب التمثيل وفق القانون، لكن ذلك لم يمنع شاكر من إبداء رأيه بأن صوت رمضان «لا يصلح للغناء».
في البداية يتحدث هاني شاكر عن الأسباب التي دفعته لتقديم أولى أغنياته اللبنانية، قائلاً: «منذ سنوات طويلة، وأنا أرغب في تقديم الأغنية اللبنانية، ولكن لم يكن لدي الوقت الكافي لتحقيق هذا الحلم، وكان هذا الأمر يراودني دائماً مع صديقي الفنان الكبير وليد توفيق، وعندما كنا نجلس لتنفيذ العمل كان يسرقنا الوقت ونؤجله، إلى أن أهداني أخيراً، لحناً رائعاً وقدم لي أشعاراً جميلة للشاعرة اللبنانية نادين الأسعد، فأعجبت بها للغاية وقررت تقديمها في أغنية، وهذا العمل سيكون بمثابة هدية بسيطة مني لجمهور لبنان الذواق للطرب الجميل والأصيل، ويكفي أن هذا العمل يحمل اسم وليد توفيق الذي أفتخر بتعاوني معه».
ويكشف شاكر تفاصيل أغنيته الجديدة قائلاً: «عنوانها (كيف بتنسى)، وهي من توزيع باسم منير، وقمنا بتسجيلها في القاهرة، بمعاونة وليد توفيق، وستطرح عبر قناتي بموقع (يوتيوب) ومواقع التواصل الاجتماعي، والمنصات الإلكترونية خلال الأيام القليلة المقبلة. ونفكر حالياً في تصويرها بطريقة الفيديو كليب، ولكننا لم نحدد بعد إن كان التصوير سيتم في القاهرة أم بيروت».
وعن رأيه في أجواء الحلقات الأولى من برنامج المواهب الغنائية «the voice senior» الذي جمعه بالفنانة سميرة سعيد، ونجوى كرم، وملحم زين، قال إنها كانت أجواء أكثر من رائعة، «فالحب كان يملأ المكان الذي نجلس فيه، وكل فرد منا كان يحترم الآخر بشكل كبير، فأنا أعيش أسعد لحظات حياتي خلال تصوير الموسم الأول من البرنامج، وأتمنى أن نكون مدربين جيدين للمتسابقين وأن نقدم لهم خبرتنا، وأن نقدم أصواتاً جديدة للوطن العربي، خصوصاً أن المتسابقين في هذا البرنامج من كبار السن».
ورد شاكر على الأنباء التي تتردد حول منح نقابة الموسيقيين عضويتها لمطرب المهرجانات حسن شاكوش، قائلاً: «لم يتم حتى الآن منح أي مطرب من مطربي المهرجانات عضوية النقابة، حسن تقدم فقط من أجل الاختبار ودخول امتحان النقابة، ولم يتم البت في الأمر بعد، وهذا يعني أنه ليس عضواً بالنقابة، ولن يتم السماح لأي مطرب من مطربي المهرجانات بدخول النقابة، إلا بعد تأسيس شعبة مطربي المهرجانات، التي نعمل حالياً على وضع بنودها، ولكن أيضاً لن يسمح بضم أي مطرب فيها إلا بعد اجتياز امتحان النقابة أمام لجنة الاستماع التي تضم كبار الموسيقيين بمصر».
وعن رأيه في أداء شاكوش لأغنية «الحلم الجميل» (إحدى أشهر أغنيات هاني شاكر) قال: «حسن يمتلك صوتاً لا بأس منه، وهو أدى الأغنية بطريقته، وأنا أعجبت بها، وأنا لست ضده، وأحب أن يجدد من نفسه، ويقدم كل الأشكال الموسيقية، ويغني مفردات جميلة وهادفة ومتغيرة ويغير من شكل المهرجانات الشعبية (المسفة) التي نستمع إليها من حين لآخر».
وأكد شاكر أن مجلس نقابة الموسيقيين لا يكيل بمكيالين في قضية منح التصاريح للفنان محمد رمضان، ومنعها عن مطرب المهرجانات حمو بيكا، ويقول: «في رأيي لا يوجد فرق بين صوت محمد رمضان، وصوت حمو بيكا، فالاثنان لا يصلحان للغناء، ولكن رمضان عضو بنقابة المهن التمثيلية، وبروتوكول النقابات الفنية المصرية الثلاث (السينمائية والتمثيلية والموسيقية) يسمح لأي عضو من أي نقابة بممارسة نشاط النقابات الأخرى، ولذلك فرمضان يمارس عمله بشكل قانوني، أما حمو بيكا فهو ليس عضو نقابة، وحينما تقدم للامتحان في النقابة سقط بسبب عدم معرفته بأساسيات الموسيقى العامة التي يفترض أن يعرفها أي مطرب، وكان الامتحان على يد لجنة من الموسيقيين الكبار من بينهم الموسيقار حلمي بكر».
وأشار شاكر إلى أن قرار التنازل عن مقاضاة حمو بيكا، ليس قراراً شخصياً، إنما سيكون نابعاً من مجلس إدارة النقابة، الذي من المقرر أن يجتمع خلال الأيام المقبلة لبحث عدد من الملفات، ومن بينها ملف حمو بيكا، ولكن هناك قانوناً لا بد من احترامه، «فنحن لو تنازلنا عن حقنا، فسيأتي كل يوم شخص يفشل في امتحان النقابة ويقتحمها ويهدد العاملين فيها بتكسير مكاتبهم وهدم نقابتهم».
وعن الانتقادات التي يوجهها البعض للنقابة بعد سماحها لمطربي المهرجانات أوكا وأورتيجا بالغناء، يختتم شاكر حديثه قائلاً: «لا يجوز وضع مقارنة بين أوكا وأورتيجا وباقي مطربي المهرجانات، فرغم رفضي لصوتهما، فإنهما أصبحا الآن يقدمان موسيقى جديدة ومختلفة، كما أن أعمالهما الأخيرة أصبحت لا تتضمن إيحاءات أو كلمات مخجلة، وأعتقد أن أغنيتهما الأخيرة مع الفنان حمادة هلال، دليل واضح على أنهما يقدمان شكلاً جديداً ومختلفاً للأغنية، وكسبا من خلاله احترام المستمعين، وبشكل عام أنا لست ضد مطربي المهرجانات، فلو أنهم قادرون على تقديم أعمال جديدة وجيدة فأهلاً بهم».



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».