توجهات التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي... الشباب يحددون خطة المواقع الإخبارية

توجهات التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي... الشباب يحددون خطة المواقع الإخبارية
TT

توجهات التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي... الشباب يحددون خطة المواقع الإخبارية

توجهات التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي... الشباب يحددون خطة المواقع الإخبارية

أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً مهماً من الحياة اليومية في عام 2020. ويقضي معظم الشباب أوقاتهم في متابعة محيطهم السياسي والاجتماعي عبر الهواتف الجوالة والأجهزة اللوحية. وترصد شركات التسويق والسلع الاستهلاكية هذا التحول، وتعتمد على وسائل التواصل في إبلاغ رسائلها إلى المستهلك، على الرغم من الزخم غير المعهود على مواقع التواصل الاجتماعي، وارتفاع حدة المنافسة على انتباه المشاهد.
ولم يعد من السهل التألق تجارياً أو تسويقياً على وسائل التواصل الاجتماعي ما لم تكن للمعلن استراتيجية تسويق واضحة على هذه الوسائل.
التوجهات التالية تم رصدها كعوامل مؤثرة في مجال التواصل الاجتماعي، وهي تجذب بصفة خاصة قطاع الشباب الذي يمثل أغلبية المستخدمين، بينما قد يكتفي الجيل القديم بمتابعة المواقع المشهورة فقط، مثل «فيسبوك» و«تويتر». وهذه التوجهات تمثل ما يجرى على مسرح أحداث المواقع المختلفة التي يتابعها الشباب، وهي ترسم فيما بينها صورة عامة لما يحدث في العالم السيبراني في عام 2020، الأمر الذي يجب أن تتنبه له المنابر الإخبارية الإلكترونية.
> المحتوى المؤقت (Ephemeral Content): وهو المحتوى الذي ينشر لفترة قصيرة على المواقع ثم يختفي، ويشتهر هذا المحتوى على مواقع «إنستغرام» و«سنابشات»، ويأتي في صورة قصص قصيرة أو أخبار سريعة. ويتعامل هذا المحتوى مع المستهلك الذي لا يركز طويلاً على ما يراه على الشاشة، ويتنقل بينه بسرعة. ويأتي المحتوى في صيغة قصص قصيرة مشوقة متتابعة تجذب اهتمام المستخدم قبل أن تختفي من على المواقع. وقد تضاعف قراء هذا المحتوى 5 أضعاف في غضون 7 أشهر خلال العام الماضي. ويستخدم خبراء التسويق، بنسبة 64 في المائة، هذا المحتوى على «إنستغرام»، وبمعدل قصة قصيرة كل 4 أيام.
> المواقع المتخصصة (Niche Platforms): في الوقت الذي تتمتع فيه مواقع مثل «فيسبوك» و«إنستغرام» بأعلى نسب المشاركة من المستخدمين، ظهرت في السنوات الأخيرة مواقع جديدة أكثر تخصصاً وجذباً للشباب. وما زال بعض هذه المواقع يتطور كماً ونوعاً، ويجذب مزيداً من المستخدمين. ومن هذه المواقع موقع «تيك توك» الذي بدأ نشاطه في عام 2016، وهو يشتهر الآن بين الشباب. وتفضل الشركات التجارية مواقع مثل «لنكد إن» في الوجود الإلكتروني، بينما تتوجه مجموعات الألعاب الإلكترونية إلى مواقع مثل «تويتش». وهناك كثير من مواقع التواصل الاجتماعي المتخصصة الجديدة التي تزداد شعبية وشهرة في 2020، ومنها مواقع «دوبان» و«ريديت» و«سيناويبو» و«دوين» و«كيوزون» و«كيوكيو» و«ويتشات».
> أهمية الفيديو: تظهر أهمية الفيديو كأكثر وسائل التواصل تأثيراً على المشاهد، إذ تواصل مقاطع الفيديو انتشارها بلا هوادة، بداية من مقاطع شخصية قصيرة على مواقع مثل «تيك توك» إلى أفلام ومسلسلات طويلة على يوتيوب. ووفقاً لدراسة قامت به بها شركة «سيسكو»، فإن نسبة 82 في المائة من المحتوى الإلكتروني سوف يكون لمقاطع الفيديو في عام 2022. وتتوجه شركات التسويق إلى استغلال هذه الظاهرة تجارياً على مواقع التواصل الاجتماعي. وتقول الشركة لمستخدمي وسائل التواصل إن الوقت قد حان لإدخال الفيديو ضمن المحتوى الذي يجذب الآخرين. ويشمل الفيديو المقاطع الشخصية، وأيضاً الإعلانات، حتى على المواقع التي تهتم بالنصوص والصور.
> تطويع التكنولوجيا: تشهد مواقع التواصل حالياً الموجة التالية من التكنولوجيا التي تشمل أنظمة المحاكاة بأنواعها. وتتبلور مواقع خاصة لهذه التقنيات والمهتمين بها، وتتسابق المواقع حالياً على تقديم هذه التقنيات. وقد قدم موقع «فيسبوك» هذه التقنية تحت اسم «هورايزون»، وهي عالم افتراضي كامل يدخله المستخدم، ويتواصل داخله مع آخرين، ويمارس الألعاب والاستكشافات. ويعتقد بعض المعلقين أن العوالم الافتراضية هي مستقبل مواقع التواصل الاجتماعي. ويتم استخدام تقنيات المحاكاة بشكل موسع على موقعي «سنابشات» و«إنستغرام».
> الأهداف المحلية: على غرار مماثل، إذا أبدى المستخدم اهتماماً بمواقع جغرافية معينة، مثل المدن والقرى، تظهر له على الفور مجموعات من الخدمات والسلع المتاحة في هذه المواقع. وتتيح مواقع مثل «إنستغرام» إمكانية البحث عن تعليقات وصور من مستخدمين آخرين في المنطقة نفسها. وتعرض بعض المواقع، مثل «فيسبوك»، التعليقات في المناطق الجغرافية التي تخصها، مما يتيح للأشخاص والشركات دعوة آخرين في الموقع نفسه لحضور مناسبات أو مؤتمرات محلية.
ومن المتوقع أن تؤدي هذه التوجهات إلى تكوين مجتمعات محلية مرتبطة بالإنترنت، ووصل التعليقات المحلية بعضها ببعض. وتعرف الشركات أن وسائل التواصل هي عالم ديناميكي متفاعل، وتحاول الاستفادة منها إلى الحد الأقصى.


مقالات ذات صلة

إطار أندرو سكوت المكسور وصبيُّ السترة الحمراء يُحرِّران أحزانه

يوميات الشرق الحركة والفعل يتلازمان في الرسم على شكل تحوّلات (أندرو سكوت)

إطار أندرو سكوت المكسور وصبيُّ السترة الحمراء يُحرِّران أحزانه

تُحاور «الشرق الأوسط» الفنان الأميركي أندرو سكوت الشهيرة حساباته في مواقع التواصل، والمعروضة أعماله حول العالم؛ من إيطاليا وألمانيا إلى نيويورك.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق تقرير برلماني بريطاني يحذّر من الأخطار على مستقبل الإعلام

تقرير برلماني بريطاني يحذّر من الأخطار على مستقبل الإعلام

انحسار الصحف المحلية والإقليمية يؤدي إلى «صحارٍ إخبارية».

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم إيلون ماسك خلال مؤتمر في فندق بيفرلي هيلتون في بيفرلي هيلز - كاليفورنيا بالولايات المتحدة 6 مايو 2024 (رويترز)

إيلون ماسك ينتقد مقترح أستراليا بحظر منصات التواصل الاجتماعي على الأطفال

انتقد الملياردير الأميركي إيلون ماسك، مالك منصة «إكس»، قانوناً مُقترَحاً في أستراليا لحجب وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال دون 16 عاماً.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
إعلام تمديد «ميتا» لقيود الإعلانات... هل يحُدّ من «المعلومات المضلّلة»؟

تمديد «ميتا» لقيود الإعلانات... هل يحُدّ من «المعلومات المضلّلة»؟

أثار إعلان شركة «ميتا» تمديد فترة تقييد الإعلانات المتعلقة بالقضايا الاجتماعية أو السياسية لما بعد انتخابات الرئاسة الأميركية، من دون أن تحدّد الشركة وقتاً ...

إيمان مبروك (القاهرة)
يوميات الشرق لوسائل التواصل دور محوري في تشكيل تجارب الشباب (جمعية علم النفس الأميركية)

«لايك» التواصل الاجتماعي يؤثر في مزاج الشباب

كشفت دراسة أن الشباب أكثر حساسية تجاه ردود الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي، مثل الإعجابات (لايك)، مقارنةً بالبالغين... ماذا في التفاصيل؟

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

«حرب الإعلام» التضليلية... الهاجس الجديد للاتحاد الأوروبي

مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (غيتي)
مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (غيتي)
TT

«حرب الإعلام» التضليلية... الهاجس الجديد للاتحاد الأوروبي

مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (غيتي)
مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (غيتي)

«المعارضة الحقيقية هي وسائل الإعلام، ومواجهتها تقتضي إغراقها بالمعلومات المفبركة والمضللة».

هذا ما قاله ستيف بانون، كبير منظّري اليمين المتطرف في الولايات المتحدة عندما كان مشرفاً على استراتيجية البيت الأبيض في بداية ولاية دونالد ترمب الأولى عام 2018.

يومذاك حدّد بانون المسار الذي سلكه ترمب للعودة إلى الرئاسة بعد حملة قادها المشرف الجديد على استراتيجيته، الملياردير إيلون ماسك، صاحب أكبر ثروة في العالم، الذي يقول لأتباعه على منصة «إكس» «X» (تويتر سابقاً): «أنتم اليوم الصحافة».

رصد نشاط بانون

في أوروبا ترصد مؤسسات الاتحاد وأجهزته منذ سنوات نشاط بانون ومراكز «البحوث» التي أنشأها في إيطاليا وبلجيكا والمجر، ودورها في صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة في غالبية الدول الأعضاء، والذي بلغ ذروته في انتخابات البرلمان الأوروبي مطلع الصيف الماضي.

وتفيد تقارير متداولة بين المسؤولين الأوروبيين بأن هذه المراكز تنشط بشكل خاص على منصات التواصل الاجتماعي، وأن إيلون ماسك دخل أخيراً على خط تمويلها وتوجيه أنشطتها، وأن ثمة مخاوف من وجود صلات لهذه المراكز مع السلطات الروسية.

درع ضد التضليل

أمام هذه المخاوف تنشط المفوضية الأوروبية منذ أسابيع لوضع اللمسات الأخيرة على ما أسمته «الدرع ضد التضليل الإعلامي» الذي يضمّ حزمة من الأدوات، أبرزها شبكة من أجهزة التدقيق والتحقق الإلكترونية التي تعمل بجميع لغات الدول الأعضاء في الاتحاد، إلى جانب وحدات الإعلام والأجهزة الرقمية الاستراتيجية الموجودة، ومنها منصة «إي يو فس ديسانفو» EUvsDisinfo المتخصّصة التي انطلقت في أعقاب الغزو الروسي لشبه جزيرة القرم وضمّها عام 2014. و«هي باتت عاجزة عن مواجهة الطوفان التضليلي» في أوروبا... على حد قول مسؤول رفيع في المفوضية.

الخبراء، في بروكسل، يقولون إن الاتحاد الأوروبي يواجه اليوم «موجة غير مسبوقة من التضليل الإعلامي» بلغت ذروتها إبان جائحة «كوفيد 19» عام 2020، ثم مع نشوب الحرب الروسية الواسعة النطاق ضد أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.

وإلى جانب الحملات الإعلامية المُضلِّلة، التي تشّنها منذ سنوات بعض الأحزاب والقوى السياسية داخلياً، تعرّضت الساحة الأوروبية لحملة شرسة ومتطورة جداً من أطراف خارجية، في طليعتها روسيا.

ومع أن استخدام التضليل الإعلامي سلاحاً في الحرب الهجينة ليس مُستجدّاً، فإن التطوّر المذهل الذي شهدته المنصّات الرقمية خلال السنوات الأخيرة وسّع دائرة نشاطه، وضاعف تداعياته على الصعيدين: الاجتماعي والسياسي.

الهدف تعميق الاستقطاب

وراهناً، تحذّر تقارير عدة وضعتها مؤسسات أوروبية من ازدياد الأنشطة التضليلية بهدف تعميق الاستقطاب وزعزعة الاستقرار في مجتمعات البلدان الأعضاء. وتركّز هذه الأنشطة، بشكل خاص، على إنكار وجود أزمة مناخية، والتحريض ضد المهاجرين والأقليات العرقية أو الدينية، وتحميلها زوراً العديد من المشاكل الأمنية.

وتلاحظ هذه التقارير أيضاً ارتفاعاً في كمية المعلومات المُضخَّمة بشأن أوكرانيا وعضويتها في حلف شمال الأطلسي «ناتو» أو انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، فضلاً عن معلومات مضخمة حول مولدافيا والاستفتاء الذي أجري فيها حول الانضمام إلى الاتحاد، وشهد تدخلاً واسعاً من جانب روسيا والقوى الموالية لها.

ستيف بانون (آ ب)

التوسّع عالمياً

كذلك، تفيد مصادر الخبراء الأوروبيين بأن المعلومات المُضلِّلة لا تنتشر فحسب عبر وسائط التواصل الاجتماعي داخل الدول الأعضاء، بل باتت تصل إلى دائرة أوسع بكثير، وتشمل أميركا اللاتينية وأفريقيا، حيث تنفق الصين وروسيا موارد ضخمة خدمة لمصالحها وترسيخ نفوذها.

كلام فون دير لاين

وفي الكلمة التي ألقتها أخيراً أورسولا فون در لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، بمناسبة الإعلان عن مشروع «الدرع» الذي ينتظر أن يستلهم نموذج وكالة «فيجينوم» الفرنسية ورديفتها السويدية «وكالة الدفاع النفسي»، قالت فون دير لاين: «إن النظام الديمقراطي الأوروبي ومؤسساته يتعرّضون لهجوم غير مسبوق يقتضي منّا حشد الموارد اللازمة لتحصينه ودرء المخاطر التي تهدّده».

وكانت الوكالتان الفرنسية والسويدية قد رصدتا، في العام الماضي، حملات تضليلية شنتها روسيا بهدف تضخيم ظهور علامات مناهضة للسامية أو حرق نسخ من القرآن الكريم. ويقول مسؤول أوروبي يشرف على قسم مكافحة التضليل الإعلامي إن ثمة وعياً متزايداً حول خطورة هذا التضليل على الاستقرار الاجتماعي والسياسي، «لكنه ليس كافياً توفير أدوات الدفاع السيبراني لمواجهته، بل يجب أن تضمن الأجهزة والمؤسسات وجود إطار موثوق ودقيق لنشر المعلومات والتحقق من صحتها».

إيلون ماسك (رويترز)

حصيلة استطلاعات مقلقة

في هذه الأثناء، تفيد الاستطلاعات بأن ثلث السكان الأوروبيين «غالباً» ما يتعرضون لحملات تضليلية، خاصة في بلدان مثل اليونان والمجر وبلغاريا وإسبانيا وبولندا ورومانيا، عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتلفزيون. لكن المفوضية تركّز نشاطها حالياً على الحملات والتهديدات الخارجية، على اعتبار أن أجهزة الدول الأعضاء هي المعنية بمكافحة الأخطار الداخلية والسهر على ضمان استقلالية وسائل الإعلام، والكشف عن الجهات المالكة لها، منعاً لاستخدامها من أجل تحقيق أغراض سياسية.

وللعلم، كانت المفوضية الأوروبية قد نجحت، العام الماضي، في إقرار قانون يلزم المنصات الرقمية بسحب المضامين التي تشكّل تهديداً للأمن الوطني، مثل الإرهاب أو الابتزاز عن طريق نشر معلومات مضلِّلة. لكن المسؤولين في المفوضية الأوروبية يعترفون بأنهم يواجهون صعوبات في هذا المضمار؛ إذ يصعب وضع حدودٍ واضحة بين الرأي والمعلومات وحرية التعبير، وبالتالي، يضطرون للاتجاه نحو تشكيل لجان من الخبراء أو وضع برامج تتيح للجمهور والمستخدمين تبيان المعلومات المزوَّرة أو المضلِّلة.