صراع على «اختراع دواء»... حرب خلفية في ساحة «كورونا»

TT

صراع على «اختراع دواء»... حرب خلفية في ساحة «كورونا»

يبدو أن هناك «حرباً خلفية» تدور بين الولايات المتحدة والصين، وساحتها بؤر «فيروس كورونا»، إذ يتنازع الجانبان بشأن دواء لعلاج الفيروسات.
وتعود أجواء الصراع إلى عام 2016 عندما تقدمت شركة أميركية بطلب للصين للحصول على براءة اختراع للعلاج المخصص لعلاج الفيروسات، ولم تمنحه الثانية الموافقة، لكن علماء معهد ووهان لعلم الفيروسات، أجروا تجارب على استخدام الدواء لعلاج كورونا في طوره الجديد، وتقدم هؤلاء العلماء بطلب للحصول على براءة اختراع لاستخدامه في علاج الفيروس الجديد. وقال معهد ووهان لعلم الفيروسات، الذي تديره الحكومة الصينية في بيان، قبل ثلاثة أيام، على موقعه الإلكتروني، إنه تقدم الأسبوع الماضي بطلب للحصول على براءة الاختراع لدواء «ريمسيفير» الذي تنتجه شركة جلعاد الأميركية، وقال إنه فعل ذلك بهدف «حماية المصالح الوطنية»، وهي الخطوة التي يمكن أن تؤجج العلاقات المتوترة تجارياً بين البلدين.
واستخدمت الصين إحدى مواد اتفاقية منظمة التجارة العالمية «التربس» التي تعرف بـ«الترخيص الإجباري»، لاستغلال الدواء المحمي بموجب الطلب الذي تقدمت به الشركة الأميركية منذ عام 2016، حيث تنص تلك المادة على أنه «يحق للحكومة السماح باستغلال الاختراع المحمي لديها بدون تفويض أو تصريح أو ترخيص من مالك الاختراع»، وذلك وفق شروط حددها القانون كما في حالات «الطوارئ والضرورات القومية القصوى كما في حالات الوباء، ولكن سيتعين على الحكومة التي استخدمت هذا الحق تعويض صاحب الاختراع مادياً».
وتوضح الدكتورة منى يحيى مدير مكتب براءات الاختراع المصري، أن براءة الاختراع التي ستمنح للعلماء الصينيين ستكون خاصة فقط بتوظيف الدواء في علاج فيروس كورونا الجديد، وفق تفاصيل ذكرتها البراءة تتعلق بجرعة الدواء وتركيز المادة الفعالة. وتضيف في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «البراءة التي قدمتها الشركة الأميركية، لم تكن تشير إلى استخدامه في علاج عائلة الفيروسات التاجية الشاملة، بما فيها (فيروس كورونا الجديد)، لكن البراءة الصينية تضمنت الجرعات وتركيز المادة الفعالة الذي يسمح باستخدامه لهذا الغرض». وأفادت وكالة «شينخوا» الصينية الرسمية للأنباء، قبل يومين، بأن التجارب السريرية للعقار «ريمسيفير» من المقرر أن تبدأ قريباً، لتشمل 270 مريضاً يعانون من الالتهاب الرئوي الخفيف والمعتدل الناجم عن الفيروس.
وكانت دراسة نشرتها دورية «نيتشر»، الثلاثاء الماضي، حول هذا الدواء قد أظهرت فاعليته، ودواء آخر يسمى «كلوروكين» في علاج فيروس كورونا الجديد.
وعقار «ريمسيفير» تم إنشاؤه في الأساس لمكافحة فيروس سارس، وتم تجربته مع «إيبولا»، في حالات الطوارئ خلال الوباء الذي بدأ عام 2018، غير أنه لم يحصل إلى الآن على اعتماد رسمي من أي جهة صحية في العالم، وهو الأمر الذي يبدو مختلفاً عن العقار الآخر «كلوروكين» المستخدم في علاج الملاريا منذ تم اكتشافه عام 1934 من قبل العالم الإيطالي هانز أندرساج، وهو مدرج في قائمة منظمة الصحة العالمية للأدوية الأساسية، وهي الأدوية الأكثر أماناً والأكثر فاعلية المطلوبة في النظام الصحي.


مقالات ذات صلة

صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )

التحقيق مع مدعي «الجنائية الدولية» بعد مزاعم عن «سوء سلوك جنسي»

المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان (رويترز)
المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان (رويترز)
TT

التحقيق مع مدعي «الجنائية الدولية» بعد مزاعم عن «سوء سلوك جنسي»

المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان (رويترز)
المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان (رويترز)

تم اختيار مراقب من الأمم المتحدة لقيادة تحقيق خارجي في مزاعم سوء سلوك جنسي ضد المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، وفقا لما علمته وكالة أسوشيتد برس أمس الثلاثاء.

ومن المرجح أن يثير هذا القرار مخاوف تتعلق بتضارب المصالح نظرا لعمل زوجة المدعي العام السابق في الهيئة الرقابية.

وقدم خان تحديثات حول التحقيقات الحساسة سياسيا التي تجريها المحكمة في جرائم حرب وفظائع في أوكرانيا وغزة وفنزويلا، وغيرها من مناطق النزاع خلال اجتماع المؤسسة السنوي هذا الأسبوع في لاهاي بهولندا. لكن الاتهامات ضد خان خيمت على اجتماع الدول الأعضاء الـ124 في المحكمة الجنائية الدولية.

فقد كشف تحقيق لوكالة أسوشيتد برس في أكتوبر (تشرين الأول) أنه بينما كان خان يعد أمر اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو، كان يواجه في الوقت ذاته اتهامات داخلية بمحاولة الضغط على إحدى مساعداته لإقامة علاقة جنسية معها، واتهامات بأنه تحرش بها ضد إرادتها على مدار عدة أشهر.

وفي اجتماع هذا الأسبوع، قالت بايفي كاوكرانتا، الدبلوماسية الفنلندية التي تترأس حاليا الهيئة الرقابية للمحكمة الجنائية الدولية، للمندوبين إنها استقرت على اختيار مكتب الأمم المتحدة لخدمات الرقابة الداخلية، حسبما أفاد دبلوماسيان لوكالة أسوشيتد برس طلبا عدم الكشف عن هويتهما لمناقشة المحادثات المغلقة.

وأعربت منظمتان حقوقيتان مرموقتان الشهر الماضي عن قلقهما بشأن احتمال اختيار الأمم المتحدة لهذا التحقيق بسبب عمل زوجة خان، وهي محامية بارزة في حقوق الإنسان، في الوكالة في كينيا بين عامي 2019 و2020 للتحقيق في

حالات التحرش الجنسي. وقال الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان ومبادرات النساء من أجل العدالة القائمة على النوع، في بيان مشترك إنه يجب أن يتم تعليق عمل خان أثناء إجراء التحقيق، ودعتا إلى «التدقيق الشامل في الجهة أو الهيئة المختارة للتحقيق لضمان عدم تضارب المصالح وامتلاكها الخبرة المثبتة».

وأضافت المنظمتان أن «العلاقة الوثيقة» بين خان والوكالة التابعة للأمم المتحدة تتطلب مزيدا من التدقيق. وقالت المنظمتان: «نوصي بشدة بضمان معالجة هذه المخاوف بشكل علني وشفاف قبل تكليف مكتب الرقابة الداخلية التابع للأمم المتحدة بالتحقيق».