استطلاعات رأي تشير إلى ارتفاع طفيف في قوة معسكر اليمين الإسرائيلي

TT

استطلاعات رأي تشير إلى ارتفاع طفيف في قوة معسكر اليمين الإسرائيلي

على الرغم من الإنجازات السياسية التي حققها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، هذا الأسبوع، وتمثلت في وعد أوغندا بفتح سفارة لها في القدس واللقاء المفاجئ مع رئيس مجلس السيادة في السودان، عبد الفتاح البرهان، بيّنت استطلاعات الرأي العام الإسرائيلي ارتفاعاً طفيفاً فقط في قوة معسكر اليمين. فتساوى مع معسكر الوسط واليسار والعرب. وأكد الإسرائيليون، بحسب هذه الاستطلاعات، أنهم يريدون حكومة وحدة تجمع المعسكرين.
وكشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، في عددها أمس الجمعة، أن لجنة الانتخابات المركزية قد بدأت تستعد منذ الآن لإمكانية اللجوء إلى انتخابات رابعة إذا فشلت الانتخابات الثالثة في خلال سنة والمقررة في مارس (آذار) المقبل في فرز غالبية تسمح للحكومة المقبلة بنيل ثقة الكنيست. وبحسب الصحيفة، حددت لجنة الانتخابات موعداً ملائما لهذه الانتخابات (الرابعة) في مطلع سبتمبر (أيلول) من السنة الجارية، في حال فشل الحزبين الأكبرين (الليكود وكحول لفان) في تشكيل حكومة.
وقد نشرت في تل أبيب نتائج ثلاثة استطلاعات رأي جديدة، أمس، تبين منها أن قائمة «كحول لفان» برئاسة بيني غانتس، ما زالت تتفوق على قائمة «الليكود» بمقعدين، ولكن كلا منهما ترتفع على حساب حلفائها في المعسكر نفسه، مع ارتفاع طفيف لمعسكر نتنياهو. وبيّن أحد هذه الاستطلاعات أن معسكر نتنياهو يتساوى مع معسكر غانتس إذا جرت الانتخابات الآن، بينما دلت نتائج استطلاعين على أن معسكر غانتس يتفوق بمقعد واحد، لكن أياً منهما لا يستطيع لوحده تشكيل حكومة. وبقي حزب اليهود الروس «يسرائيل بيتينو» بقيادة أفيغدور ليبرمان، لسان الميزان، مع أنه فقد هذا الأسبوع من قوته مقعداً أو مقعدين، بحسب ما أشارت الاستطلاعات.
وتعني هذه النتائج أن غالبية الجمهور الإسرائيلي تؤيد حكومة وحدة في مركزها نتنياهو وغانتس. وبحسب نتائج الاستطلاع الذي نشره موقع «واللا» الإخباري، أيّد 52 في المائة من المستطلعة آراؤهم تشكيل حكومة وحدة كهذه (26 في المائة من المستطلعة آراؤهم رفضها، وامتنع 22 في المائة عن الإجابة بقولهم إنهم لا يعرفون). وحسب الاستطلاع الذي نشرته صحيفة «معريب»، فإن 49 في المائة من ناخبي «الليكود» و62 في المائة من ناخبي «كحول لفان» يؤيدون تشكيل حكومة وحدة. وقال 41 في المائة من ناخبي «الليكود» إنهم يفضلون حكومة يمين ضيقة، فيما يعتقد 33 في المائة من ناخبي «كحول لفان» أنه لا حاجة إلى ضم حزب «يسرائيل بيتينو» (حزب ليبرمان) إلى حكومة وحدة.
وارتفعت شعبية نتنياهو من جديد، على الصعيد الشخصي. وحسب استطلاع نشرته صحيفة «يسرائيل هيوم»، قال 47 في المائة إن نتنياهو هو الأنسب لتولي منصب رئيس الحكومة، بينما قال 39 في المائة إن غانتس هو الأنسب لتولي هذا المنصب.
واتضح من أحد الاستطلاعات أن 56 في المائة فقط من الإسرائيليين متيقنون من أنهم سيتوجهون إلى صناديق الاقتراع، وتنطوي هذه النسبة على تراجع عن نسبة التصويت الفعلية في الانتخابات الأخيرة التي قاربت 70 في المائة. وقد قرر نتنياهو، بناء على ذلك، تركيز حملته الانتخابية على هؤلاء الممتنعين الجدد، الذين يقدر عددهم بنصف مليون ناخب. وقد أعلن أمس أنه سيسعى لجلب نصفهم على الأقل إلى صناديق الاقتراع، متأملاً أن يصوتوا له، وبذلك يرفع عدد نواب اليمين إلى 61 نائباً فما فوق ولا يحتاج بعدئذ إلى التحالف مع غانتس.
وتطرقت الاستطلاعات إلى الموضوع السياسي. وحول سؤال «هل إسرائيل بحاجة لضم الأغوار والسيطرة عليها؟»، أجاب 46 في المائة من المستطلعة آراؤهم بأن فكرة الضم لا حاجة لها ويرفضونها، أما 32 في المائة فأعلنوا تأييدهم لها، بينما أجاب 22 في المائة بأنهم لا يعرفون. وحول «صفقة القرن»، قال 35 في المائة إن على إسرائيل تبنّي الخطة كاملة، فيما عارض ذلك 31 في المائة. وقال 34 في المائة إن لا موقف لديهم حيالها. وأيد 32 في المائة فرض «سيادة» إسرائيل على المستوطنات وغور الأردن قبل الانتخابات البرلمانية، التي ستجري في 2 مارس (آذار) المقبل، وأيد ذلك 23 في المائة ولكن أن تكون هذه الخطوة بعد الانتخابات، ورفض 20 في المائة ضم هذه المناطق لإسرائيل أبداً، وقال 25 في المائة إنه لا موقف لديهم حيال ذلك.



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.