«طالبان» تختطف مواطناً أميركياً في أفغانستان

TT

«طالبان» تختطف مواطناً أميركياً في أفغانستان

اختطفت ميليشيات تابعة لحركة «طالبان» مقاولاً أميركياً في أفغانستان، الأسبوع الماضي، وحسبما قال مسؤولون أميركيون لمجلة «نيوزويك»، فإنه قد تم اختطاف مارك ر. فريتشز، في خوست، وهي مقاطعة تقع في الجزء الجنوبي الشرقي من البلاد.
وفريتشز (57 عاماً) هو غواص سابق بالبحرية الأميركية، والمدير الإداري للدعم اللوجستي الدولي، ومقاول حكومي أميركي، ووفقاً لحسابه على موقع «لينكد إن»، فقد عمل مهندساً مدنياً في كثير من مناطق الصراع من العراق إلى السودان خلال السنوات الـ10 الماضية، وأخبر المسؤولون الأميركيون المجلة بأن فريتشز كان يسافر إلى أفغانستان بانتظام منذ 2012.
وفي حين لم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن عملية الاختطاف، فإن المسؤولين الأميركيين يعتقدون أن شبكة «حقاني» التابعة لحركة «طالبان» هي من قامت بتنظيم هذه العملية، ولم تتمكن «نيوزويك» من تحديد بالضبط كيف تم الاختطاف، لكن الجهود المبذولة لتحديد مكان فريتشز وإعادته تشمل جهداً مشتركاً بين وزارتي الخارجية والدفاع، إلى جانب مكتب التحقيقات الفيدرالي، وقد يتم إرسال المهمة إلى قوات العمليات الخاصة الأميركية.
وخلال الأيام القليلة الماضية، نفذت القوات الأميركية عدة عمليات لجمع المعلومات والاستخبارات لتتبع مكان وجود فريتشز، وذلك خلال التنقل في تضاريس أفغانستان القاسية والطقس الشتوي القاسي الذي حال دون القيام بمهام المراقبة الجوية من قبل الطائرات العسكرية الأميركية.
وتقول هولي غينسين، المتحدثة باسم «خلية استعادة الرهائن - فيوجن»: «إن رفاهية وسلامة مواطني الولايات المتحدة في الخارج هي واحدة من أهم أولويات وزارة الخارجية».
وكانت شبكة «حقاني» في السابق مدعومة من قبل وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي إيه»؛ حيث كانت تقاتل ضد المحاولات السوفياتية لإقامة دولة تابعة في أفغانستان، لكنها أصبحت فيما بعد واحدة من أكبر الجماعات المتمردة التي تواجهها الولايات المتحدة داخل البلاد، كما أنها كانت وراء عمليات اختطاف أخرى استهدفت مواطنين أميركيين، وغيرهم من الأجانب.
وأكدت «نيوزويك» أن الجهود جارية بغية الكشف عن مكان وجود الرجل المخطوف، مشيرة إلى أن القوات الأميركية نفذت في الأيام الأخيرة سلسلة عمليات على الأرض بغية جمع المعلومات الاستخباراتية من أجل تحرير الرهينة.
وعلى الرغم من أعمال العنف، فقد أخبر المسؤولون الأميركيون «نيوزويك» أنهم كانوا يتوقعون قريباً اتفاقاً لإحلال السلام مع «طالبان»، كما كان البنتاغون يخطط لخفض عدد الأفراد في أفغانستان، الذين يقدر عددهم بما يقرب من 14 ألف فرد، إلى نحو ثلث هذا العدد، وذلك بهدف إنهاء أطول حرب في تاريخ الولايات المتحدة.
وقد قُتل أكثر من 2400 فرد أميركي في أفغانستان منذ عام 2001. وهو العام الذي تدخلت فيه الولايات المتحدة للإطاحة بالحكومة التي تقودها «طالبان» والتي كانت متحالفة مع تنظيم «القاعدة» في أعقاب هجمات 11 سبتمبر (أيلول)، ووجد مكتب المفتش العام الأميركي الخاص لإعادة إعمار أفغانستان، في تقريره الأخير، الثلاثاء، أن الهجمات التي شنتها «طالبان» وغيرها من المتشددين في الأشهر الثلاثة الأخيرة من 2019 كانت أكثر مما كان عليه العدد في نفس الفترة في أي سنة منذ بدء التسجيل في 2010.


مقالات ذات صلة

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».