لا يعتبر الإغماء من المشاكل الخطيرة في أغلب الأوقات. ولكن يُنصح بطلب الرعاية الطبية على الفور في حالة فقدان الوعي، لا سيما إن كنت تعاني من أمراض القلب.
- الإغماء
وسواء كنت تسميه إغماء، أو غيبوبة، فإن مجرد الإصابة به يثير قدرا معتبرا من القلق. ويحدث الإغماء عندما لا يحصل المخ على كمية كافية من الدم، الأمر الذي يؤدي إلى فقدان الوعي بصورة مؤقتة. ولكن السقوط على الأرض يعتبر وسيلة الجسم لاستعادة تدفق الدم إلى المخ، وفي المعتاد ما تستعيد وعيك بصورة عفوية في أقل من دقيقة من السقوط.
ويشير الأطباء إلى تلك الأعراض باسم الإغماء، وهو أمر شائع الحدوث. ويقول نحو ثلث الناس إنهم عانوا من الإغماء لمرة واحدة على الأقل في حياتهم. ويقول الدكتور شاماي غروسمان، الأستاذ المساعد في طب الطوارئ بكلية الطب في جامعة هارفارد: «في أغلب الأحيان، يعتبر الإغماء حميدا ولا يعد إشارة على مشكلة صحية شديدة وخفية.
ويكمن التحدي في معرفة حالات الإغماء ذات الصلة بأمراض القلب. ذلك لأن تلك الحالات تميل لأن تكون مثيرة للمزيد من القلق على صحة المريض. ولدى الأشخاص الذين يتمتعون بصحة جيدة، نادرا ما يكون الإغماء علامة مبدئية على ظهور المشاكل في القلب والأوعية الدموية. ومع ذلك، فإن الأشخاص الذين يعانون فعلا من مشاكل في القلب هم أكثر عرضة للإصابة بحالات الإغماء من الأشخاص العاديين».
-- أسباب رئيسية
وفيما يلي عرض للأسباب الرئيسية للإصابة بالإغماء.
- الإغماء الوعائي المبهمي (العصبي). ما يقرب من نصف حالات الإغماء المسجلة تكون ناجمة عن التحفيز المفرط للعصب المبهم vagus nerve، والذي يعمل على تنظيم ضغط الدم ومعدل ضربات القلب. وهو عرض يُعرف علميا باسم «الإغماء الوعائي المبهمي» Vasovagal syncope، ويحدث عند استرخاء الأوعية الدموية وبطء معدل ضربات القلب استجابة لبعض المحفزات، مثل الوقوف في بيئة حارة ومزدحمة لفترة طويلة. لكن وفي بعض الأحيان تكون المحفزات عبارة عن نوبة العاطفة القوية، مثل الاستجابة للأنباء المزعجة، أو الذعر المفاجئ، أو رهاب الخوف الشديد. ومع ذلك، يصاب بعض الأشخاص بالإغماء عند رؤية الدم، أو الإصابة بنوبة قوية من السعال، أو نوبة من الضحك الشديد، أو الإجهاد الناشئ عن عسر التبول، أو حركة الأمعاء. وتشيع الإصابة بأعراض الإغماء الوعائي المبهمي لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 35 عاما، ويرجع ذلك جزئيا إلى ارتفاع حساسية الجهاز العصبي لدى الشباب.
- انخفاض ضغط الدم الانتصابي Orthostatic hypotension. وهو عرض معروف أيضا باسم انخفاض ضغط الدم الوضعي postural hypotension، وهو من الأسباب الأخرى الشائعة للإغماء، وهو يشير إلى انخفاض في ضغط الدم يحدث أثناء الوقوف. ويتجمع الدم في الساقين على نحو مؤقت، ويستغرق الجسم لحظات لضخ ما يكفي من الدم إلى المخ. وغالبا ما يسهم الجفاف وارتفاع درجة الحرارة في الإصابة بهذا العرض.
ومن المرجح الإصابة بانخفاض ضغط الدم الانتصابي لدى كبار السن نظرا لأن الأوعية الدموية لديهم تميل إلى التصلب مع التقدم في العمر، كما تقل حساسية نظام مراقبة ضغط الدم في الجسم مع التقدم في السن. ومن المحتمل أن يتناول كبار السن عقاقير علاج ضغط الدم أو الإصابة بأعراض أخرى من شأنها أن تسبب تفاقم المشكلة، مثل الإصابة بمرض السكري، أو السرطان، أو الشلل الرعاش.
-- أعراض قبل السقوط
يحدث الإغماء في بعض الأحيان من دون إنذار مسبق، ولكن ربما تشعر بالتعب أو عدم الاستقرار لبضع لحظات قبل الإغماء. كما يمكن أن تشعر كذلك:
- التعرق البارد المفاجئ.
- الشعور بالدوار، أو الارتباك، أو الغثيان.
- عدم وضوح الرؤية أو مشاهدة البقع المتناثرة.
- الاستماع إلى رنين في الأذن.
- التثاؤب أو التنفس السريع والعميق.
فإذا شعرت بهذه الأعراض، فعليك بالاستلقاء كلما أمكن ذلك. وإن لم يمكن ذلك، فاجلس مع وضع الرأس بين الركبتين لتحفيز تدفق الدم إلى المخ.
-- الإغماء القلبي
يُقدر أن نسبة 15 في المائة فقط من حالات الإغماء تنشأ عن أسباب تتعلق بالقلب، والتي تتضمن مجموعة من المشكلات التي تحول بين القلب وبين النبض بشكل طبيعي. على سبيل المثال، يمكن لمعدل ضربات القلب السريع بصورة غير طبيعية (الرجفان الأذيني) أو معدل ضربات القلب البطيء للغاية (بطء القلب) إلى انخفاض ضغط الدم الذي ربما تعقبه الإصابة بالإغماء. ويقول الدكتور غروسمان، أن تلف عضلة القلب الناجم عن الإصابة بالأزمة القلبية يمكن أن يؤثر على النظام الكهربي للقلب أو مقدرة القلب على ضخ الدم بفعالية. كما أن المشاكل مع صمامات القلب، ولا سيما تصلب الصمام الأبهري، تؤدي إلى تقليل تدفق الدم، مما يفضي إلى الإغماء.
وعليك أن تطلب المشورة الطبية.
احصل على تقييم طبي لحالة الإغماء - أو إذا كنت تشعر مرارا وتكرارا بأنك على وشك السقوط. ولاحظ بعناية أي أعراض تتذكرها قبل أو بعد الإغماء. واسأل الناس المحيطين بك عما لاحظوه عليك أثناء الإغماء. وبرغم أنه ليس من الممكن تحديد السبب الرئيسي للإصابة بالإغماء على الدوام، فإن عمر الإنسان، وتاريخه الطبي، وظروف الإصابة بالإغماء ربما توفر بعض الأدلة المهمة.
يشتمل الاختبار دوما على تسجيل النشاط الكهربائي للقلب (مخطط كهربائية القلب)، على الرغم من أن هذا الاختبار الموجز قد لا يسجل الإيقاع القلبي غير المنتظم وسريع الزوال. لذلك، يُطلب من بعض الناس ارتداء منظم ضربات القلب المحمول لمدة يوم أو ربما لفترة أطول من ذلك. ومن الاختبارات الأخرى للأسباب ذات الصلة بالإغماء المرتبط بالقلب، وهو الخاص بأشعة الموجات فوق الصوتية للقلب (مخطط صدى القلب) للتحقق من وجود مشاكل في الصمامات أو في عملية الضخ من عدمه.
- رسالة هارفارد «مراقبة صحة الرجل» خدمات «تريبيون ميديا»
الإغماء... حالة عابرة قد تتطور إلى خطيرة
نسبة 15 % منه تنشأ عن أسباب تتعلق بالقلب
الإغماء... حالة عابرة قد تتطور إلى خطيرة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة