إسرائيل تقصف غزة وتقلص مساحة الصيد البحري

رداً على استمرار إطلاق صواريخ وبالونات حارقة من القطاع

إسرائيل تقصف غزة وتقلص مساحة الصيد البحري
TT

إسرائيل تقصف غزة وتقلص مساحة الصيد البحري

إسرائيل تقصف غزة وتقلص مساحة الصيد البحري

شنت إسرائيل مزيداً من الهجمات على قطاع غزة فيما قلصت مساحة الصيد البحري من 15 ميلاً إلى 10 أميال كنوع من العقاب على استمرار إطلاق الصواريخ والبالونات الحارقة من القطاع. وقال الناطق العسكري الإسرائيلي إن طائرات من سلاح الجو الإسرائيلي أغارت على أهداف لحركة «حماس» في جنوب قطاع غزة، رداً على تجدد إطلاق الصواريخ من القطاع وكذلك استمرار إطلاق البالونات المفخخة بعبوات ناسفة من القطاع.
وكانت ثلاث قذائف صاروخية، سقطت في منطقة النقب الغربي فجر الأمس، انفجرت في مناطق غير مأهولة قرب نتيفوت المحاذية لقطاع غزة.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن إسرائيليين أصيبا بجروح طفيفة خلال هرولتهما باتجاه الملاجئ. وأحصت إسرائيل أكثر من 13 صاروخاً أطلق خلال أيام من قطاع غزة إضافة إلى عدد كبير من البالونات الحارقة. وقالت مصادر إسرائيلية إن الجيش أحبط عدداً من العبوات الناسفة في اليومين الماضيين كانت معلقة برزمات من البالونات التي تحلق من القطاع فيما انفجرت في الهواء عشرات البالونات المفخخة ثلاثة منها في سماء مدينة سديروت. وحمل الجيش الإسرائيلي حركة «حماس» مسؤولية ما يجري في القطاع وينطلق منه. وقال ناطق عسكري إن الحركة «ستحتمل عواقب عملياتها التي تستهدف مواطني إسرائيل».
وفوراً قررت إسرائيل تقليص مساحة الصيد في قطاع غزة من 15 إلى 10 أميال بحرية، «رداً على استمرار إطلاق القذائف الصاروخية والبالونات الحارقة من القطاع». ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية، عن الناطق بلسان وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية، قوله إن قرار تقليص مساحة الصيد اتخذ بعد سلسلة من المشاورات الأمنية. وأضاف: «يسري القرار اعتبارا من عصر الأربعاء (أمس) وحتى إشعار آخر».
وتابع: «يأتي ذلك في أعقاب استمرار إطلاق القذائف الصاروخية والبالونات الحارقة من القطاع باتجاه الأراضي التابعة لإسرائيل». وكانت إسرائيل وسعت مساحة الصيد البحري ضمن اتفاق التهدئة الأخير الذي ينص على وقف الهجمات على إسرائيل مقابل إدخال تسهيلات.
ولم تتبن أي جهة فلسطينية الهجمات على إسرائيل ويعتقد أن من يقف خلفها مسلحون غاضبون على خطة السلام الأميركية.
والتوتر في غزة جاء في ظل موجة احتجاجات فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة على إعلان خطة أميركية للسلام مع إسرائيل يرفضها الفلسطينيون.
ونشر الجيش الإسرائيلي تعزيزات في الضفة الغربية وقرب حدود قطاع غزة لمواجهة الغضب الفلسطيني. والتوتر حتى الآن في القطاع، لا يشير إلى نية لدى الأطراف في تصعيد الموقف. وقال المحلل العسكري لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، رون بن يشاي، بأن التصعيد الحالي في الجنوب بات حدثاً متكرراً منذ العام الماضي وفقاً لخوارزمية رقمية يعمل بها اللاعبون في الساحة الجنوبية. ويرى يشاي أن جميع الأطراف «إسرائيل مصر وقطر»، على دراية بالقواعد وجميعهم لديهم سبب وجيه للعمل ضمن هذه القواعد رغم النتائج المتكررة والمعروفة، والتي تعتبر جميعها غير صالحة إلى حد ما.
وأكد بن يشاي أن إسرائيل «لا تريد التصعيد في فترة الانتخابات» خشية من أن يؤدي التصعيد إلى عملية عسكرية طويلة في الجنوب تعرقل إجراء الانتخابات». وأردف: «هذه الاعتبارات مقرة منذ بداية الحملة الانتخابية الأولى في ديسمبر (كانون الأول) 2018».
لكنه حذر بأن الأسوأ من أن الواقع الحالي لن يتغير حتى بعد الانتخابات الإسرائيلية، هو بدء تدهور كبير في أي لحظة نتيجة لسوء تقدير أو حادثة تشغيلية، فيتحول ما يبدو بأنه تصعيد خفيف، إلى أيام من القتال ستسفر عن وجود ضحايا من الطرفين».



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.