مقتل 8 أطفال ونساء بصاروخ باليستي أطلقه الحوثيون على مأرب

TT

مقتل 8 أطفال ونساء بصاروخ باليستي أطلقه الحوثيون على مأرب

أعلن وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني مقتل أربعة أطفال وأربع نساء بصاروخ باليستي أطلقته الميليشيات الحوثية على حي الروضة الآهل بالسكان في مدينة مأرب أمس. وأدان الوزير العملية «بشدة»، وقال ما زال بعض الضحايا مفقودين تحت الأنقاض، مضيفا في تغريدات له مساء أمس على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «تعرضت مدينة مأرب التي تحتضن أكثر من مليوني نازح هربوا من بطش الإرهاب الحوثي لاعتداءات متكررة بالقصف بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة - إيرانية الصنع - في ظل صمت مطبق من المجتمع الدولي، وتقاعس من المبعوث الخاص لليمن في إدانة ووقف هذه الاعتداءات».
في الأثناء، نفى قادة في الجيش والحكومة اليمنية الشرعية وجود أي تقدم للميليشيات الحوثية في جبهات محافظة الجوف، مؤكدين سقوط المئات من عناصر الجماعة قتلى في معارك نهم والجوف وصرواح والبيضاء، بينهم خبراء من إيران و«حزب الله» اللبناني.
وقال الإرياني في تصريحات رسمية إن «الميليشيات الحوثية مستمرة في الزج بعناصرها في محارق الموت غير آبهة بحياتهم، وتُوهم أسرهم بأنها تحقق انتصارات كبيرة، فيما هي تضحي بهم في مغامرات ومعارك غير وطنية خاسرة لتقديم اليمن على طبق من ذهب لإيران، وهو ما لن يسمح به اليمنيون».
وأضاف أن «الميليشيا الحوثية لم تقدم لليمنيين حتى المغرر بهم في صفوفها سوى الموت والخراب والدمار والجوع والفقر والمرض»، وأن «الجيش الوطني بدعم وإسناد من التحالف العربي بقيادة السعودية، سطر ملاحم بطولية وخاض معارك وجهاً لوجه مع مرتزقة إيران في جبهات نهم وصرواح والجوف والبيضاء».
وذكر الوزير اليمني أن «الميليشيات تكبدت خلال هذه المواجهات مئات القتلى؛ بينهم قيادات عسكرية وخبراء من (حزب الله) وإيران»، وأن «المعارك ما زالت مستعرة، والميليشيا تتكتم على خسائرها الحقيقية»، لافتا إلى أن «المعركة مع المشروع الفارسي ومرتزقته من (الميليشيا الحوثية) معركة فاصلة ومصيرية ونتيجتها الحتمية هي النصر».
وجاءت تصريحات الوزير الإرياني في الوقت الذي تتواصل فيه المعارك على مختلف جبهات القتال وسط تقدم الجيش الوطني، المسنود من تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية، وتكبيد الانقلابيين خسائر بشرية ومادية كبيرة.
وكانت الدفاعات الجوية لقوات الجيش الوطني أسقطت، الثلاثاء، طائرة استطلاعية تابعة لميليشيات الحوثي الانقلابية في مديرية رازح غرب محافظة صعدة (شمالي غرب) كانت تحاول تصوير مواقع الجيش.
وخلال اليومين الماضيين شهدت جبهات نهم والجبهات الغربية في الجوف والزاهر في البيضاء معارك عنيفة، سقط على أثرها قتلى وجرحى في صفوف الانقلابيين، فيما لجأت ميليشيات الانقلاب إلى قصف القرى والمناطق الآهلة بالسكان للتعويض عن خسائرها خلال المعارك وجراء غارات مقاتلات تحالف دعم الشرعية التي كانت استهدفت، الثلاثاء، مواقع وتحصينات وتجمعات الانقلابيين في جبهة قانية، ودمرت مخزناً للأسلحة تابعاً للانقلابيين في السوادية بالبيضاء.
ونقل المركز الإعلامي للجيش الوطني عن قائد «اللواء 117 مشاة»، العميد أحمد حسين النقح، تأكيده «جاهزية الجيش الوطني لتحرير محافظة البيضاء من الميليشيات الحوثية الانقلابية، ضمن المعركة الوطنية لتطهير اليمن من وكلاء إيران».
وقال إن «عناصر الميليشيات الحوثية الانقلابية التي حاولت التسلل إلى مواقع الجيش الوطني سقطوا بين قتيل وجريح»، مشيراً إلى «الجاهزية القتالية والمعنويات العالية التي يتمتع بها الجيش الوطني في جبهة قانية».
وفي محافظة الجوف، اشتدت حدة المعارك، أمس الأربعاء، بين قوات الجيش الوطني، مسنودة بمقاتلات تحالف دعم الشرعية، وبين ميليشيات الحوثي، في جبهتي المتون وحام غرب المحافظة، حيث تمكنت قوات الجيش الوطني، وفقاً لمصادر عسكرية رسمية، من «تدمير عربة مدرعة وطقم قتالي للميليشيات الانقلابية في جبهة الجرعوب» وقتل «جميع من كان على متنهما»، وفقاً لما أكده المركز الإعلامي للجيش الوطني.
وقال المركز إن «قوات الجيش الوطني تمكنت، الأربعاء، من دحر الميليشيات وتكبيدها أكثر من 11 قتيلاً، وإصابة آخرين، في جبهة حام وعنبرة، إضافة إلى استعادة عدد من الأسلحة الثقيلة والخفيفة وكمية كبيرة من الذخائر كانت بحوزة الميليشيات عقب دحرها...».
وكانت قوات الجيش الوطني نجحت، الثلاثاء، في نصب كمين محكم لمجموعة من عناصر ميليشيا الحوثي في مديرية المتون، غرب الجوف، حيث استدرجت مجاميع حوثية في جبهة الجرعوب وباغتتها في هجوم أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الانقلابيين، بالتزامن مع سقوط قتلى وجرحى حوثيين آخرين بالمديرية ذاتها بغارات شنتها مقاتلات التحالف، علاوة على تدمير تعزيزات للميليشيات.
من جانبه، نفى محافظ الجوف، اللواء أمين العكيمي، وجود أي تقدم للميليشيات الانقلابية في المحافظة. وقال، بحسب تصريحات له لمركز إعلام الجيش، إن «ميليشيات الحوثي لم تتقدم شبراً واحداً في المناطق التي سبق أن حررها أبطال الجيش الوطني في المحافظة، رغم المخطط الكبير والهجوم الواسع الذي شنته لإسقاط المحافظة من محاور عدة». وأضاف أن «الأبطال الأشاوس من أبناء محافظة الجوف ومن مختلف محافظات الجمهورية أفشلوا مخططات الميليشيات الحوثية لإسقاط المحافظة، وكانوا لها بالمرصاد في مختلف الجبهات، وأصبح هذا المخطط وبالاً عليها».
وذكر أن «الحوثي جمع المجرمين الذين قتلوا أبناء اليمن وساقهم للمشاركة في الهجوم على محافظة الجوف، لكنه ساقهم إلى محارق الموت على يد أبطال الجيش الوطني والأبطال من أبناء الجوف وأبناء اليمن الأحرار»، مشيراً إلى أن «معنويات الجيش الوطني عالية، ويتسابقون في مختلف الجبهات لخطف أرواح الميليشيات الحوثية... الحملة التي دبرها الحوثي على نهم والجوف ومأرب، كانت تدميراً له».
وحذّر المحافظ العكيمي «ميليشيات الحوثي من مغبّة الاستمرار في مسيرة التدمير»، مؤكداً أن «أحرار اليمن لن يسمحوا للحوثي بالاستمرار في مشروعه التدميري الذي بدأه قبل أكثر من 13 سنة مهما استعان بالفرس وميليشيات (حزب الله) اللبناني».
إلى ذلك، أكد قائد العمليات المشتركة اللواء الركن صغير بن عزيز، أن «ميليشيات الحوثي المتمردة المدعومة من إيران، واقعة في ورطة كبيرة، خصوصاً في جبهة نهم، وتصعيدها سيكلفها الكثير». وقال إن «قيادة وأبطال الجيش عازمون على تحرير صنعاء وإنهاء تمرد الميليشيات الحوثية».
وبحث بن عزيز خلال زيارة له، الثلاثاء، إلى الجبهات في محافظة صنعاء مع وكيل العاصمة عبد الكريم ثعيل «الآلية التنفيذية لرفد الجيش في الجبهات بالمنضمين العسكريين والمجندين الجدد»، واستعرض جانباً من استعدادات السلطة المحلية في صنعاء لرفد الجبهات والمشاركة الفاعلة في عملية تحرير العاصمة.
ودعا بن عزيز «أهالي المغرر بهم إلى سحب أبنائهم وإنقاذهم من المحرقة التي زجت بهم فيها الميليشيا الحوثية المتطرفة قبل فوات الأوان». في حين أكد الوكيل ثعيل أن مقاومة صنعاء «تتحرك بشكل عام تلبية لنداء قيادة الشرعية والجيش، وتشكل أبرز رافد شعبي للجيش بالحشد والقوافل الإسنادية».


مقالات ذات صلة

93 يمنياً في الحديدة ضحايا ألغام الحوثيين خلال عام

العالم العربي عضو في فريق يمني لمكافحة الألغام خلال حملة توعوية بمحافظة الحديدة (أ.ف.ب)

93 يمنياً في الحديدة ضحايا ألغام الحوثيين خلال عام

كشفت بعثة الأمم المتحدة لتنفيذ اتفاق ستوكهولم الخاص بالحديدة ومنظمتان حقوقيتان في مأرب عن سقوط أكثر من 150 ضحية للألغام خلال العامين الماضيين.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)

الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
TT

الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)

كثفت الولايات المتحدة ضرباتها الجوية في الأسابيع الأخيرة على مواقع الجماعة الحوثية بمحافظة عمران، لا سيما مديرية حرف سفيان، في مسعى لتدمير أسلحة الجماعة المخزنة في مواقع محصنة تحت الأرض، ما جعل الجماعة تنقل كميات منها إلى معقلها الرئيسي في صعدة (شمال).

وكشفت مصادر يمنية مطلعة أن الجماعة الحوثية نقلت خلال الأيام الأخيرة مركز الصواريخ والطائرات المسيرة من مناطق عدة بمحافظة عمران إلى محافظة صعدة، وذلك تخوفاً من استهداف ما تبقى منها، خصوصاً بعد تعرض عدد من المستودعات للتدمير نتيجة الضربات الغربية في الأسابيع الماضية.

وكانت المقاتلات الأميركية شنت في الآونة الأخيرة، غارات مُكثفة على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين، كان آخرها، الجمعة، حيث تركزت أغلب الضربات على مديرية «حرف سفيان» الواقعة شمال محافظة عمران على حدود صعدة.

وبحسب المصادر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، نقلت الجماعة الحوثية، تحت إشراف عناصر من «سلاح المهندسين والصيانة العسكرية»، مجموعة صواريخ متنوعة ومسيّرات ومنصات إطلاق متحركة وأسلحة أخرى متنوعة إلى مخازن محصنة في مناطق متفرقة من صعدة.

دخان يتصاعد في صنعاء عقب ضربات أميركية استهدفت موقعاً حوثياً (رويترز)

وتمت عملية نقل الأسلحة - وفق المصادر - بطريقة سرية ومموهة وعلى دفعات، كما استقدمت الجماعة الحوثية شاحنات نقل مختلفة من صنعاء بغية إتمام العملية.

وتزامن نقل الأسلحة مع حملات اختطاف واسعة نفذتها جماعة الحوثيين في أوساط السكان، وتركزت في الأيام الأخيرة بمدينة عمران عاصمة مركز المحافظة، ومديرية حرف سفيان التابعة لها بذريعة «التخابر لصالح دول غربية».

واختطف الانقلابيون خلال الأيام الأخيرة، نحو 42 شخصاً من أهالي قرية «الهجر» في حرف سفيان؛ بعضهم من المشرفين والمقاتلين الموالين لهم، بعد اتهامهم بالتخابر مع أميركا وإسرائيل، وفقاً للمصادر.

وجاءت حملة الاختطافات الحوثية عقب تنفيذ الجيش الأميركي في الأسبوعين الماضيين، عشرات الغارات التي استهدفت منشآت عسكرية وأماكن تجمعات للجماعة في حرف سفيان، أسفر عنها تدمير منشآت استُخدمت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية أميركية بجنوب البحر الأحمر وخليج عدن.

أهمية استراتيجية

نظراً للأهمية الاستراتيجية لمنطقة «حرف سفيان» في عمران، فقد تركزت الغارات على استهداف منشآت ومواقع متفرقة في المديرية ذاتها.

وتُعدّ مديرية «حرف سفيان» كبرى مديريات محافظة عمران من أهم معاقل الجماعة الحوثية بعد محافظة صعدة، وذلك نظراً لمساحتها الكبيرة البالغة نحو 2700 كيلومتر مربع، مضافاً إلى ذلك حدودها المتصلة بـ4 محافظات؛ هي حجة، والجوف، وصعدة، وصنعاء.

أنصار الحوثيين يحملون صاروخاً وهمياً ويهتفون بشعارات خلال مظاهرة مناهضة لإسرائيل (أ.ب)

وكان قد سبق لجماعة الحوثيين تخزين كميات كبيرة من الأسلحة المنهوبة من مستودعات الجيش اليمني في مقرات عسكرية بمحافظة عمران؛ منها معسكر «اللواء التاسع» بضواحي مدينة عمران، و«لواء العمالقة» في منطقة الجبل الأسود بمديرية حرف سفيان، وموقع «الزعلاء» العسكري الاستراتيجي الذي يشرف على الطريق العام الرابط بين صنعاء وصعدة، إضافة إلى مقار ومواقع عسكرية أخرى.

وإلى جانب ما تُشكله هذه المديرية من خط إمداد رئيسي للانقلابيين الحوثيين بالمقاتلين من مختلف الأعمار، أكدت المصادر في عمران لـ«الشرق الاوسط»، أن المديرية لا تزال تُعدّ مركزاً مهماً للتعبئة والتجنيد القسري لليمنيين من خارج المحافظة، لكونها تحتوي على العشرات من معسكرات التدريب التي أسستها الجماعة في أوقات سابقة، وترسل إليها المجندين تباعاً من مناطق عدة لإخضاعهم للتعبئة الفكرية وتلقي تدريبات قتالية.

صورة عامة لحاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» (رويترز)

وتقول المصادر إن الضربات الأميركية الأخيرة على محافظة عمران كانت أكثر إيلاماً للحوثيين من غيرها، كونها استهدفت مباشرةً مواقع عسكرية للجماعة؛ منها معمل للطيران المسير، وكهوف تحوي مخازن أسلحة وأماكن خاصة بالتجمعات، بعكس الغارات الإسرائيلية التي تركزت على استهداف البنى التحتية المدنية، خصوصاً في صنعاء والحديدة.

وترجح المصادر أن الأميركيين كثفوا ضرباتهم في مديرية حرف سفيان بعد أن تلقوا معلومات استخبارية حول قيام الحوثيين بحفر ملاجئ وأنفاق ومقرات سرية لهم تحت الأرض، حيث يستخدمونها لعقد الاجتماعات وإقامة بعض الدورات التعبوية، كما أنها تحميهم من التعرض لأي استهداف مباشر.