سنة الفأر... فأل سيئ على صناع الترف

من «فابيرجيه»  -  ساعة من «فاشرون كونستانتين»  -  حقيبة يد من «كلوي»
من «فابيرجيه» - ساعة من «فاشرون كونستانتين» - حقيبة يد من «كلوي»
TT

سنة الفأر... فأل سيئ على صناع الترف

من «فابيرجيه»  -  ساعة من «فاشرون كونستانتين»  -  حقيبة يد من «كلوي»
من «فابيرجيه» - ساعة من «فاشرون كونستانتين» - حقيبة يد من «كلوي»

كل الاضطرابات والإضرابات التي شهدتها هونغ كونغ طوال 2019، لم تصب صناع الموضة في مقتل. فهذه بالنسبة لهم كانت مجرد سحابة صيف لا بد أن تزول، وهو ما حصل بالفعل. بحلول 2020، تعزز إحساسهم بالأمل خصوصا بعد توصل كل من الصين والولايات المتحدة إلى هدنة تجارية بعد 18 شهرا من الشد والجذب. بدأوا يستعدون للاحتفال بعام الفأر بإصدارات وابتكارات تتوخى تحقيق الربح وترسيخ مكانتهم في سوق مهم جدا. ثم جاء فيروس كورونا ليحطم آمالهم. فرغم أن الإضرابات والاضطرابات أثرت على مبيعاتهم واضطرت الكثير منهم إلى تغيير استراتيجياتهم ووجهاتهم، فإنها لم تقتل الأمل بداخلهم بأن الأوضاع ستتحسن في يوم ما. لم يكن أي منهم يتوقع أن فيروسا جديدا سيودي بآلاف الأرواح، ومعها أحلامهم. فقيمة خسائرهم إلى حد الآن تقدر بحوالي 15 مليار دولار تقريبا.
ما لا يختلف عليه اثنان أن المتسوق الصيني يلعب دورا كبيرا في تحريك سوق المنتجات المترفة سواء داخل الصين أو خارجها، وبالتالي لا يهم إن كان منهم من لا يرى في الفأر أي جمال يستحق الاستلهام منه. المهم هو احترام الثقافة الصينية وكسب رضاهم. من هذا المنظور تعمد الكثير منهم مثل «بيربري» و«غوتشي» اللعب عليه بشكل كارتوني، مستحضرين صورة الفأر جيري، لقربه من القلب ومن ذكريات الطفولة، حتى يُموهوا على افتقاده للجمال في المخيلة الغربية والعالمية إن صح القول. فالفأر كان ولا يزال يرتبط بالأمراض في معظم الثقافات. وحتى في الصين، قام ماو تسي تونغ في عام 1958 بحملة رباعية لإبادته مع الذبات والبعوض والذباب، إلا أن محاولاته باءت بالفشل، فهو مترسخ في المخيلة الشعبية الصينية كرمز للخصوبة والذكاء والثراء. لهذا لم يكن ممكنا أن يتجاهل صناع الترف أن عدد سكان الصين يفوق المليار، وبحسب تقرير نشرته شركة «باين أند كومباني»، فإن عدم قدرة هذا المتسوق على السفر، له تأثيرات سلبية على المبيعات، وهو ما تأكد حاليا، إذ تراوح انخفاض أسهم بيوت أزياء مثل «بيربري» و«غوتشي» ومجموعات ضخمة مثل «إل.في.آم.آش» و«كيرينغ» و«ريشمون» في الأسبوع الأول من الإعلان عن انتشار الفيروس ما بين 1.9 في المائة و4 في المائة. دار «مونكلر» كانت من بين أكثر المتضررين، كونها تستمد 43 في المائة من أرباحها من السوق الآسيوي، كذلك دار «سالفاتوري فيراغامو» التي تراجعت أسهمها بـ2 في المائة في الأسبوع الأول، كونها هي الأخرى تعتمد على هذا السوق وتعتبره واحدا من أهم أسواقها.
ورغم أن انتشار أي فيروس قاتل بهذه الدرجة، يعتبر مأساة إنسانية عالمية بكل المقاييس، فإن توقيته بالنسبة لصناع الموضة مأساة تجارية أيضا، لأنه سيؤدي إلى تراكم منتجات عملوا عليها لأشهر، إن لم نقل لسنوات كما هو الحال بالنسبة للساعات الفاخرة. فحدوثه يتزامن مع احتفالات السنة الصينية الجديدة، التي كانوا يضعون عليها الكثير من الآمال، واستبق معظمهم هذه الاحتفالات بالتحضير لإصدارات وابتكارات تُجسد الفأر، ويخشون أنها لن تُحرك ساكنا بداخل أي صيني، كونه لن يرغب في الاحتفال بسنة لا تُبشر بدايتها بأي خير.


مقالات ذات صلة

الفنانة إليانا تراقص الجلود في حملة «كوتش» الرمضانية

لمسات الموضة توفق الحملة الرمضانية بين شخصية إليانا وبين تصاميم «كوتش» الأيقونية (كوتش)

الفنانة إليانا تراقص الجلود في حملة «كوتش» الرمضانية

أطلقت علامة «كوتش» حديثاً حملةً رمضانيةً تدعو فيها إلى التحلّي بالشجاعة وعدم التردد في التعبير عما يجول في الخاطر والذهن.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة استعانت العلامة بالعارضة المصرية ليلى غريس في حملتها الرمضانية (تولر مالمو)

حملة «تولر مالمو» لرمضان 2025... ريش وشراشيب

بمناسبة شهر رمضان الفضيل، كشفت علامة «Taller Marmo» عن حملتها الترويجية الخاصة بتشكيلة الأزياء الراقية لموسم صيف 2025.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة أدت أريانا غراندي أغنية جودي غارلاند في فيلم «ساحر أوز» بشكل مؤثر (رويترز)

أريانا غراندي و«سكاباريللي»... إطلالة قديمة جديدة

افتتحت أريانا غراندي، نجمة فيلم «The Wicked»، حفل توزيع جوائز الأوسكار لعام 2025، في نسخته الـ97.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة تعرض فيه حالياً منتجات الدار إلى جانب قِطع فنية (تصوير: سيلفيا ريفولتيلا)

كيف فرضت منحوتة مساحتها في عالم الموضة والفن؟

تعود القصة إلى عام 1999، عندما اشترى الفنان أرنالدو بومودورو مبنى حوّله إلى استوديو ومعرض خاص به في حي سولاري بميلانو.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الإعلامية ريا أبي راشد متألقة مع مجوهرات من دار «كارتييه»... (رويترز)

كيف تألقت المجوهرات في حفل الأوسكار ونافست النجوم بريقاً؟

من الصعب تقدير رقم الثروة التي استُعرضت خلال حفل الأوسكار لعام 2025 بشكل دقيق، لكن من السهل القول إنها تتعدى المليار بكثير. فالأمر ليس مجرد هدايا قيمة تقدم…

«الشرق الأوسط» (لندن)

الفنانة إليانا تراقص الجلود في حملة «كوتش» الرمضانية

توفق الحملة الرمضانية بين شخصية إليانا وبين تصاميم «كوتش» الأيقونية (كوتش)
توفق الحملة الرمضانية بين شخصية إليانا وبين تصاميم «كوتش» الأيقونية (كوتش)
TT

الفنانة إليانا تراقص الجلود في حملة «كوتش» الرمضانية

توفق الحملة الرمضانية بين شخصية إليانا وبين تصاميم «كوتش» الأيقونية (كوتش)
توفق الحملة الرمضانية بين شخصية إليانا وبين تصاميم «كوتش» الأيقونية (كوتش)

أطلقت علامة «كوتش» حديثاً حملةً رمضانيةً تدعو فيها إلى التحلّي بالشجاعة وعدم التردد في التعبير عما يجول في الخاطر والذهن. للوهلة الأولى يبدو هذا مجرد عنوان تحفيزي، لكن مشاركة المغنية وكاتبة الأغاني إليانا، الفنانة الفلسطينية - التشيلية، تُغير هذه النظرة. فمشاركتها تمنحه مصداقية، فيما يتعلق بالشجاعة والجرأة.

حقيبة الكتف Soft Grain Leather Chain Tabby (كوتش)

الفنانة التي اشتهرت بأسلوبها العابر للثقافات، لها مواقف صريحة تجاه القضية الفلسطينية، وهو ما يجعل الكثيرين يرون في استعانة دار أزياء بحجم «كوتش» بها تحدياً مستتراً. أما بالنسبة لـ«كوتش»، فإن اختيار إليانا أول سفيرة لها في منطقة الشرق الأوسط له مبرراته. إلى جانب أنها فنانة موهوبة، هي إنسانة جريئة وصادقة في مواقفها، وهذا ما يُميِزها وفي الوقت نفسه يلهم الآخرين. هذه المواصفات تحترمها الدار لأنها تتماشى مع فلسفتها.

صورت الحملة في أجواء دافئة تعكس السكينة وروح رمضان (كوتش)

أما كيف جسدت الدار مفهومها للثقة بالنفس والتعبير عن الذات بشكل إيجابي ومتصالح مع العالم، وفي الوقت ذاته يعكس إرثها وهويّتها، فبمشاهد ساحرة تحت سماء تتدرج بين زرقة النهار وهدوء الغسق. تشعر في كل لقطة من هذه الحملة بدفء الشمس والسكينة التي تطبع الأمسيات الرمضانية، إذ تظهر إليانا بشعرها الغجري ويديها مرسومة بالحناء، في لقطات تعبّر فيها عن تنوّع شخصيتها واحتضانها لعدة ثقافات. تكتشف سريعاً أنها هنا للترويج لمجموعة من حقائب «كوتش». تتابع الفيديو وتتمعن في الصور، وتحير ما الذي يشدك أكثر: أهي إليانا أم الحقائب الجلدية التي تستعرضها. تستخلص في الأخير أنهما يمثلان بعضهما البعض، من ناحية الجرأة والتميز والجمال.